أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

حلفاء إيران في اليمن يتملقون الدب الروسي لدفعه للتدخل

ما تحققه الضربات الروسية من دعم لنظام الأسد، أفضى إلى تقدم على الأرض على حساب الثوار، في ظل تواطؤ دولي لا تخطئه العين، أسال لعاب إيران وحلفاءها الحوثيين والرئيس السابق صالح، فصاروا يتملقون الدب الروسي سعياً لاستدراجه إلى المواجهة اليمنية.
 
هذا الأمر أكده علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، حينما قال: إن "إيران ستتدخل في اليمن بدعم روسي على غرار ما حدث من تعاون روسي إيراني في سوريا والعراق".
 
وأكد في مقابلة مع وكالة "نادي الصحفيين الإيرانيين"، السبت (20 فبراير/ شباط)، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن "هناك تحولاً غير مسبوق في التنسيق بين إيران وروسيا، ولن يقتصر على سوريا، وإن رقعة هذا التعاون بالإضافة إلى العراق ولبنان، ستمتد إلى اليمن أيضاً".
 
وسبق أن كشف أحمد عبيد بن دغر، مستشار الرئيس اليمني، عن أن روسيا تفكر في إخراج صالح من ورطته، "مقابل أن يترك الحوثيين يواجهون مصيرهم، أو ينصاعوا للسلام"، مشيراً إلى أن "فلاديمير ديدوشكين، السفير الروسي في صنعاء، أبلغه أن بلاده لا تزال تعمل وفقاً لقرار مجلس الأمن، وأن صالح أصبح بحد ذاته مشكلة"، حسبما نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط السعودية.
 
وقد سُجلت في الفترة الماضية عدة زيارات لصالح للسفارة الروسية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولات منه لالتماس تدخل روسي في اليمن، يحاكي تدخلها الدامي في سوريا، إلا أن رغبة موسكو تكمن في ضرورة التماشي مع التوجه الدولي مع حضور وتأثير في مستقبل الأزمة، وعدم التخلي عن صالح.
 
- الترويج لروسيا
 
شكل التدخل العسكري الروسي المساند لنظام الأسد قبل 3 أشهر، نقطة أمل لمليشيا الحوثي وصالح، وأدى للتعاطي المتعاطف معها، إذ بدأ الترويج إعلامياً للتدخل الروسي في سوريا، وتداول أخبار الغارات الجوية الروسية في سوريا، والتغني بالقوة العسكرية لجمهورية روسيا الاتحادية.
 
ولم يستمر هذا الوضع طويلاً حتى بدأت المليشيا بالأنشطة العلنية المطالبة بتدخل روسي في اليمن، حيث نظمت أكثر من ثلاث وقفات احتجاجية أمام مقر السفارة الروسية بصنعاء، خلال أسبوعين، جميعها تطلب موقفاً روسياً إزاء اليمن، وكان واضحاً وجود قيادات من المليشيا على رأس المنظمين والداعين للاحتشاد.
 
- حضور روسي فاعل
 
الكاتب والمحلل السياسي عبد الباقي شمسان، يرى أن زيارة المخلوع صالح للسفارة الروسية مجرد حركة للإيحاء بأنه تحت الحماية الروسية، حيث قال: "أعتقد أنه لو كان صالح ما يزال في السلطة لكان الأمر كذلك تماماً مثل بشار الأسد".
 
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" توقع شمسان أن "تستمر روسيا في الحضور الفاعل، وتحديداً مع الحوثيين، ودون القطع مع المخلوع، بحيث لا يتم تجاوزها عند التسوية النهائية، بما يضمن لها نصيباً في الكعكة، وكذلك إشهار أنها رقم لا يمكن تجاوزه في الشرق الأوسط".
 
وبيّن "أن الحوثي يعد ورقة مهمة لاستمرار الدور الروسي في المحافظة على حضوره في تقاسم المصالح والمنافع، وأعتقد أن الحوثيين الآن هم محل الاهتمام والرعاية الروسية، فهم في واجهة المشهد بغض النظر عن الدور المركزي لرئيس السابق صالح 
 
الأستاذ في جامعة صنعاء، عبد الملك الضرعي، أوضح أن الأحداث المتلاحقة في المشرق العربي تشير إلى تنافس دولي محموم غايته تقاسم النفوذ الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
 
وعن الدور الروسي في الأزمة اليمنية لا سيما بعد التحولات في نطاق الحرب بسوريا، أوضح الضرعي أن "روسيا ترغب بالتدخل بشكل مباشر في الملف اليمني إن أتيح لها ذلك"، مستدلاً على ذلك بما شهدته الأيام القليلة الماضية من لقاءات في موسكو مع ممثلين لجماعة الحوثي، ثم استقبال صالح في مقر السفارة بصنعاء، ثم إرسال طائرة مساعدات.

Total time: 0.043