أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

القاعدة تتوسع وداعش يتوعد والمقاومة والسلطات غادرت هذه المحافظة الى عدن

- أبين
بعد مرور 6 أشهر على سيطرة المقاومة عليها، يبدو ان محافظة أبين، المحاذية للعدن مقبلة على سيناريو كارثي، حيث يتقاسم مسلحون ينتمون إلى تنظيمي القاعدة وداعش السيطرة على اجزاء واسعة من المحافظة. 
 
مهمة الذهاب إلى مناطق أبين الواسعة لم تكن سهلة، فأفراد المقاومة الشعبية الذين ينتشرون على الطرق المؤدية لها من منطقة العلم وحتى منطقة دوفس المحاذية لمدينة عدن شرقاً يبدون متعبين وبمزاج سيئ، وهم لا يثقون بالغرباء كثيراً، فكل شخص في نظرهم هو عضو في "الجماعات المتطرفة " حتى يثبت العكس. 
 
تجولت وسائل إعلامية في منطقتي زنجبار وجعار التي كانت واحدة من أهم معاقل "القاعدة" في عام 2011 م في بأبين، ولكن الجيش واللجان الشعبية تمكنت من طرد "القاعدة" منها في معركة شرسة ، كما أن مدينتي زنجبار وجعار تعرضتا لتدمير المنازل والخدمات الحياتية ولعمليات سرقة للمنازل والمحال التجارية.
 
كيف تمت السيطرة؟
تطورات متسارعة شهدتها محافظة ابين، خلال الشهرين الماضيين، لاسيما مديريتي زنجبار وخنفر، كبرى وأهم وأبرز مديريات أبين المجاورتان لمحافظة عدن، ففي مطلع ديسمبر 2015م قامت أعدادا كبيرة من الجماعة المسلحة المعروفة ب" أنصار الشريعة " بهجوم مباغت و مفاجئ على قيادات ما كان يعرف باللجان الشعبية في ابين وبعد اشتباكات عنيفة في منطقة المخزن " بين جعار وزنجبار" قُـتل الرجل الثاني في اللجان الشعبية علي السيد ومرافقه وشخص ثالث أمام منزله إضافة الى مقتل عدد من الجماعة المسلحة المهاجمة. 
واستعاد تنظيم القاعدة السيطرة على مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين، عقب هجوم مباغت واشتبكات مع مقاتلي اللجان الشعبية، حيث كان التنظيم قد سيطر على المدينتين لفترات قصيرة خلال السنوات الأربع الماضية.
 
وبعد ذلك أقام مقاتلو التنظيم نقاط تفتيش عند مداخل المدينتين وأعلنوا عبر مكبرات الصوت بعد صلاة الفجر سيطرتهم على المدينتين. 
 
وتبعد جعار وزنجبار- عاصمة محافظة أبين- نحو 50 كيلومترا عن عدن من ناحية الشرق. 
 
وسقطت المدينتان في السابق في قبضة متشددين من تنظيم القاعدة وزاد نشاط التنظيم مع ضعف سيطرة الحكومة على هاتين المنطقتين الفقيرتين فيما بلاد اليمن غارقة اليوم في صراع بين مقاتلي جماعة الحوثي وتحالف عربي تتزعمه السعودية ومقاتلين موالين للشرعية بزعامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى. 
 
وقال قيادي بالمقاومة الشعبية بأبين حاول صد الهجمات وأبلغ المسؤولين بما تعتزمه القاعدة لكن دون جدوى.
 
من هو الأمير الجديد للتنظيم ؟ 
 
ويأتي ازدياد نشاط القاعدة عقب مقتل زعيمها ومرافقيه الذين قتلوا بصواريخ طائرة أمريكية بدون طيار في منطقة موجان - الخبر بمحافظة أبين. 
وكان القيادي الميداني للتنظيم جلال بلعيدي ومرافقيه عقب مغادرتهم قرية المرون مارين بسلبه عبيدة قد استهدفتهم الطائرة"، وقتل معه كلا من: (محمد النوبي) و(اوسان عمر علوي) والمكنى بـ الخليوي، وكلاهما ابناء مدينة زنجبار في محافظة ابين.
وعقب مقتل الثلاثة قام أفراد أنصار الشريعة بإطلاق الأعيرة بصورة كثيفة جدا في عدة مناطق كالخبر وأطراف زنجبار كتعبير فرائحي صار متبع لدى الجماعة، كما تم مبايعة شقيق بلعيدي يدعى: توفيق أمير للتنظيم خلفا لشقيقه جلال.
وأكدت المصادر ان بلعيدي دُفن في مقبرة مدينه زنجبار أعقب ذلك عملية انتشار واسعة وملحوظة لعناصر الجماعة المسلحة في مدينه زنجبار وفي مداخل ومخارج المدينة والسيطرة على عدد من المباني ورفع رايات التنظيم, وتنتشر الملصقات الدعوية التي تجدها على شكل لافتات في الشوارع إضافة إلى دعم و إشراف الجماعة المسلحة على تنظيم دوري محلي بين الفرق الشعبية في مدينة جعار كبرى وأهم مدن أبين. 
 
غياب تام للسلطات والمقاومة
 
غادر المسؤولون المحليون مدينتي زنجبار وجعار لخوفهم من عمليات اغتيال، وهم يديرون شؤون مدينتهم من عدن أو من مناطق بعيدة عن عاصمة أبين ، ويقول أحدهم لـ "عدن تايم " "إن تنظيم القاعدة يريد الانتقام من أي شخص وتعتبرنا خوّنة، على الرغم من مشاركتنا في عملية تحرير أبين، من مسلحي الحوثي. 
 
ويقول ضابط برتبة عقيد لـ "عدن تايم" إن "اشتباكات تجري بين الحين والآخر بين قوات من المقاومة الشعبية والجماعات المسلحة بسبب خلافات على من يحكم أبين . ويضيف وحتى هذه اللحظة لا نعرف من يحكم المدينة. 
 
هناك العديد من القوى وكل واحدة منها لا تحترم سوى قراراتها الشخصية، ومهمة التنسيق فيما بينها معّقدة جداً". 
 
يتحدث عضو مجلس محلي بزنجبار بغضب شديد أن فساد المسؤولين المحليين كان السبب في انتشار القاعدة وحصولها على تعاطف بعض السكان. ويطلب مخاطبة الرئيس عبد ربه منصور هادي بأن يقيل الفاسدين ويسارع في إعادة الخدمات إلى المدينة واستيعاب المئات من الشباب العاطلين في قوات الجيش والأمن لأنه وبدون ذلك فان العاطلين ربما يلتحقون بالقاعدة .. 
 
ويحمل عضو المجلس المحلي ، وهو احد المبعدين من وظائفهم أيام حكم الرئيس السابق، بندقيته طول الوقت، ويقول : نحن مع الحكومة ونحن سنقاتل ضد أي مخرب لكن لا يمكن أن نظل هكذا من دون أعمال، ومن دون خدمات، الناس سيفضلون حكم القاعدة. 
 
ويقول مواطنون في زنجبار وجعار " انحسر دور المقاومة الجنوبية ، ووجودها بشكل ملحوظ وكبير وأن كانت هذه المقاومة موجودة فنستطيع القول انه دور سطحي وشكلي مع الوضع المؤلم لعناصر هذه المقاومة مع حالة السخط والتذمر وعدم تلبية احتياجاتهم وهناك بيانات احتجاجية عدة صدرت من قبل قيادات المقاومة الجنوبية في أبين حول هذا خلال الأيام وأسابيع خلت, لكن بياناتهم لم تلق صدى من قبل الحكومة.

Total time: 0.0495