أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

تقرير إخباري: غياب الرئيس صالح يخفض سقف التطرف في أوساط مؤيديه

- صنعاء - عادل الصلوي

أسهم الغياب الاضطراري للرئيس علي عبدالله صالح عن المشهد السياسي في البلاد لما يزيد عن شهرين في خفض سقف التطرف والتعصب في أوساط مؤيديه، حيال تقبل فرضية التغيير السياسي للنظام الحاكم وإعادة صياغة مواقف وقناعات العديد من أنصاره إزاء التشبث بخيار عودته .


تعقيدات الوضع الصحي للرئيس وأعراض الإصابات التي خلفتها محاولة اغتياله الفاشلة في الثالث من يونيو/حزيران المنصرم إلى جانب التفاقم المضطرد لتداعيات الأزمة السياسية القائمة في البلاد، عززت لدى العديد من مؤيدي الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس قناعات طارئه بأن الانتقال السلمي للسلطة بات بمثابة الخيار الآمن للبلاد والعباد والخاتمة الأكثر لياقة بمسيرة الزعيم الذي حكم اليمن ل 33 عاماً حقق خلالها ما يعتقده أنصاره إنجازات تستحق التقدير والتفاف الكثيرين حوله للدفاع عن شرعيته .


واعتبر عبدالرحمن أحمد المرادي، الناشط في مخيم تكتل شباب تصحيح المسار المؤيد للرئيس، أن تأثر الوضع الصحي له من جراء أعراض الإصابات التي تسببت بها محاولة اغتيال الرئيس، واتجاه الأوضاع في البلاد صوب منزلق الاحتراب الأهلي، دفع بقناعات لدى العديد من مؤيدي الرئيس من أن إحداث التغيير السياسي بات مرهوناً بعملية سياسية تقدم ضمانات بانتقال آمن للسلطة وأن اعتراضه لم يعد متاحاً بمجرد احتشاد أنصار النظام القائم في فعاليات أسبوعية . وقال: “أعتقد أن الرئيس علي صالح نفسه ربما وصل إلى قناعة بأن التخلي عن السلطة في ظل وضعه الصحي ووضع البلاد المأزوم أصبح أقل كلفة من التمسك بالرئاسة، بالنسبة لي وللكثير من محبيه ومؤيديه نتمنى له خاتمة تليق بتاريخه وعطاءاته لليمن على امتداد 33 عاماً مضت، لكننا نرفض أن يتم تسليم السلطة للقوى المناوئة الماثلة اليوم كأحزاب المعارضة أو شيوخ القبائل هؤلاء ليسوا فعلياً أيادٍ آمنة” .


من جهته عبر صالح عبدالكريم المساوي الناشط الميداني في تنظيم الفعاليات الأسبوعية لأنصار الرئيس صالح بميدان السبعين عن رؤيته إزاء فرضية التغيير السياسي للنظام قائلا: “لن يستطيع الرئيس في حال عودته بالسلامة من السعودية أن يحكم اليمن بوضعه الراهن، العديد من المدن خرجت عن سيطرة الدولة والأزمة القائمة لا يبدو أنها قابلة للحل بحوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وبين أحزاب المعارضة، شخصياً أحب الرئيس ولا أريد له أن يخوض المزيد من الصراعات لو عاد إلى البلاد، وأتطلع كغيري من مؤيديه أن يشرف هو شخصياً على نقل السلطة بحيث يكون لحزب المؤتمر نصيب فيها وتحاط بضمانات من دول الخليج والولايات المتحدة والأمم المتحدة لتأمين انتقالها الآمن بالاحتكام إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة” .


من ناحيتها اعتبرت أمينة عبدالسلام الروضي، إحدى الناشطات في القطاع النسائي التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بصنعاء أن “طول فترة غياب الرئيس صالح عن البلاد جعل العديد من أنصار الحزب الحاكم ومؤيديه مهيؤون لتقبل إمكانية انتقال السلطة ، لكن مع التمسك بضوابط ألا يتم تسليمها لقوى متطرفة كحزب الإصلاح أو شخصيات لا تتمتع بقبول شعبي حقيقي كأولاد الشيخ الأحمر أو قائد فرقة اللواء الأول مدرع” . أضافت: “نحن نحب الرئيس علي عبدالله صالح ونتمنى أن يستمر رئيساً لليمن مدى الحياة، لكن إذا كان انتقال السلطة من يده لم يعد منه مفر فلا نتمنى أو نقبل أن يتم تسليمها لقوى غير مقبولة شعبياً كالتي تتصدر اليوم لمواجهة الرئيس ومحاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية التي يمثلها، هؤلاء ليسوا الخيار الآمن لحكم اليمن لأنهم ببساطة فاسدون ومتطرفون وتجار حروب” .

المصدر : الخليج

Total time: 0.0597