أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

نقل السلطة في مأزق: صالح يشترط “رحيل أحمري اليمن”

- مصادر


أحاط الغموض موقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، من أزمة نقل السلطة التي بدأت تتفاعل بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية تحت ضغوط إقليمية ودولية، من أبرزها الولايات المتحدة التي طالبت صالح بشكل صريح بنقل السلطة فوراً، وتشديدها على ضرورة أن يوقع على المبادرة الخليجية بشكل سريع وعدم العودة إلى اليمن، في إطار مخاوف من اندلاع حرب أهلية، قالت واشنطن، إنها لن تسمح باندلاعها، وشرط جديد طرحه صالح يتحدث عن وجوب “خروج الأحمرين” .

 

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة في العاصمة صنعاء أن صالح بعد استدعائه لكبار قادة الحزب الحاكم للقاء به في الرياض شرح لهم طبيعة الضغوط التي يتعرض لها من قبل الوسطاء لنقل السلطة، داعياً إياهم إلى التعامل مع واقع جديد قد تشهده البلاد خلال الفترة المقبلة ومن بينه إجراء انتخابات رئاسية لن يخوضها صالح لأول مرة منذ اعتلائه الحكم قبل 33 عاماً .

 

وقالت المصادر إن صالح اشترط مقابل التسوية المقبلة أن يخرج من اليمن كل من قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، الذي أعلن انشقاقه عن الرئيس صالح عقب مجزرة “جمعة الكرامة” في الثامن عشر من شهر مارس/آذار الماضي، بالإضافة إلى خروج الشيخ صادق الأحمر، شيخ قبيلة حاشد، كبرى قبائل اليمن، الذي تعهد قبل أسبوعين أنه لن يسمح بعودة الرئيس صالح ليحكم اليمن طالما بقي على الحياة .

 

وتزامنت هذه التطورات مع أنباء تشير إلى تصعيد غير مسبوق في محافظة عمران، شمالي العاصمة صنعاء، لمظاهر التوتر والتحفز المسلح من قبل القوات الحكومية الموالية للنظام والقوات المنشقة المؤيدة لثورة الشباب بقيادة اللواء حميد القشيبي، أحد القادة العسكريين الموالين للواء الأحمر عقب مصرع قائد أمن المجمع الحكومي الذي يعد أحد ضباط اللواء 310 الموالي للثورة الشبابية والشعبية على النظام .

 

وأشارت مصادر قبلية وعسكرية إلى أن القوات الحكومية بادرت إلى تعزيز المواقع والثكنات العسكرية التي تتمركز فيها والمقابلة لمواقع الثكنات التي ترابط فيها القوات المنشقة بأرتال إضافية من الدبابات والسيارات المصفحة إلى جانب نصب العديد من المدافع في أنحاء متفرقة من هذه الثكنات، كما أحكمت سيطرتها على منفذ “الأزرقين” الذي يربط عمران بالعاصمة صنعاء بالترافق مع تعزيزات مماثلة بادرت إلى اتخاذها القوات المنشقة التي تشهد منذ يوم أمس الأول حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف قواتها، فيما تصاعدت حدة القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الحكومية المرابطة بمعسكر “الصمع” بمديرية أرحب على العديد من القري القبلية التابعة لمنطقة “الشعب” .

 

كما شهدت مدينة تعز (جنوب) وصول تعزيزات عسكرية وأمنية من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي لتعزيز صفوف القوات الحكومية الموجودة في المدينة إثر تجدد المواجهات المسلحة بين الأخيرة ومجاميع قبلية مسلحة في عدد من الأحياء المتفرعة والمتاخمة لشارع الستين بالمدينة وأنحاء من مديرية “المعافر” .

 

وفي إطار التسابق على الحشد الجماهيري المعتاد لقطبي الصراع في كل جمعة احتشد يوم أمس مئات الآلاف من المؤيدين والمعارضين للنظام في العاصمة صنعاء و17 محافظة أخرى توزعوا بين ميادين ساحة التغيير المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح في جمعة “منصورون بإذن الله”، وساحة السبعين في العاصمة صنعاء في إطار جمعة “الاصطفاف الوطني لحماية الشرعية الدستورية”، حيث كانت الحشود في جمعة الأمس المؤيدة للرئيس صالح أقل من الأسابيع الماضية .

Total time: 0.0468