أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

زيارة مفاجئة لحماس إلى القاهرة .. ومصادر تكشف أسباب الزيارة

- متابعة

لم يتوقع أكثر المتفائلين زيارة وفد من حركة حماس إلى القاهرة في ظل العلاقات المتوترة بين النظام المصري والحركة، وخاصة بعد ساعات من تصريحات وزير الداخلية المصري حول تورط الحركة في اغتيال النائب العام.

وجاءت زيارة وفد حماس إلي القاهرة السبت الماضي لتثير التساؤلات حول اسباب الزيارة، ومن يقف وراءها، وهل هي بداية لعودة العلاقات بين الحركة والقاهرة؟ حيث اختلف خبراء حول أسباب الزيارة، ففي الوقت الذي اكدت فيه تقارير أميركية إسرائيلية أن الزيارة جاءت بعد ضغط سعودي على القاهرة، قالت مصر تناقلتها وسائل إعلام عربية وأجنبية أن الزيارة جاءت في ظل فقدان الجيش المصري السيطرة على سيناء وحاجته لمساعدة الحركة.

الوضع في سيناء

وأكد مصدر سياسي خاص أن النظام المصري، بزعامة عبد الفتاح السيسي، يسعى إلى "توثيق البعد الأمني في التعاون مع حركة حماس"، بسبب الوضع الأمني المتردي جدا في سيناء.

وأوضح المصدر طبقا لموقع عربي 21 أن "معظم الحديث خلال لقاء وفد حماس بالمسؤولين المصريين كان مركزا على ما يجري في سيناء، وعن الأنفاق وكيفية إغلاق ما تبقى منها"، منوها إلى أن المصريين "ركزوا بشكل كبير؛ على الاحتياجات الأمنية والوضع المتوتر جدا في شبه جزيرة سيناء".

وأشار إلى عدم وجود "اتفاق مكتوب" بين الجانبين حتى الآن، مؤكدا أن النظام المصري "قلق بشدة مما يجري في سيناء؛ وأنه يعمل على تخفيف الضغط الواقع عليه جراء الوضع الأمني المتدهور؛ وذلك من خلال إغلاق الأنفاق وتأمين الحدود"، بحسب قوله.

وعلق على ما سبق، بقوله: "من الواضح أن النظام المصري ومن خلال حديثه المتكرر عن الوضع في سيناء؛ مضغوط ويعاني كثيرا في سيناء؛ وعليه فهم يحاولون كسب تعاون حماس في سيناء".

المصالحة مع دحلان
وفي السياق، ألمح المصدر إلى أن المسؤولين المصريين طرحوا مصالحة "حماس"، مع القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان خلال اللقاءات، وقال: "تم الضغط على وفد حماس؛ من أجل إتمام المصالحة مع دحلان؛ وذلك بعد رفض رئيس السلطة الاستجابة للمصريين بالتصالح مع دحلان مؤخرا"، فيما ترددت أنباء بأن دحلان موجود في القاهرة خلال زيارة وفد "حماس" لمصر.

ضغط سعودي
وأكد موقع "نيوز وان" الإسرائيلي في تقرير نشره اليوم أن السعودية تلعب دور الوساطة بين القاهرة وحماس، مضيفا أن الرياض تروج لضرورة فتح حماس صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر.

وأوضح الموقع في تقرير له أن عبد الفتاح السيسي أصبح يقبل فكرة التهدئة مع حماس عقب ضغط من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لافتا إلى أن القيادي الحمساوي أحمد يوسف اعترف أمس بوجود ضغوط سعودية على القاهرة من أجل تحسين العلاقات مع حركة حماس، موضحا أن هذه الضغوط هي التي أثمرت عن لقاء عقد بين وفد حماس ومسؤولون في المخابرات العامة المصرية بالقاهرة مطلع الأسبوع الجاري.

وقال الموقع الإسرائيلي في تقريره: إن مصر لديها مصلحة في استمرار العلاقة مع حركة حماس، التي تسيطر على الجانب الفلسطيني من الحدود المشتركة بين قطاع غزة وسيناء، مشيرا إلى أن الملك سلمان يولي أهمية كبرى لضرورة تعزيز العلاقات مع حماس، ويعتبر ذلك عاملا إقليميا مهما، خاصة أنه يسعى لتشكيل كتلة سُنية كبيرة لمواجهة انتشار إيران في الشرق الأوسط.

واستكمل الموقع الإسرائيلي تقريره قائلا: كجزء من هذه السياسة التي يتبناها الملك السعودي استضاف خلال شهر يوليو الماضي وفدا من حماس برئاسة خالد مشعل لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الحركة، موضحا أن حماس من جانبها أيضا حريصة على ألا تفسد علاقتها الجديدة مع السعودية.

وشدد موقع "نيوز وان" أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل رفض مؤخرا طلبا إيرانيا لدعم موقف طهران في الصراع ضد الرياض مقابل المزيد من المساعدات المالية وزيارة مشعل إلى طهران، لكن الحركة أكدت أنها تتخذ موقفا محايدا في محاولة لكسب السعودية وإيران.

وأكد الموقع الإسرائيلي أن وفد حماس في مصر يجري مناقشات مكثفة مع مسؤولي المخابرات المصرية حول عدد من القضايا في محاولة للتوصل إلى تفاهم بشأن النقاط المتنازع عليها بين الطرفين.

صفحة جديدة

وقال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس: إن زيارة وفد الحركة إلى القاهرة بمثابة فتح لصفحة جديدة وخطاب مودة مع من وصفهم بـ"الأشقاء" في مصر.

وأضاف "أبو مرزوق" في تصريحات له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أمس الثلاثاء: "كثرت التكهنات حول زيارة وفد الحركة للقاهرة، فمنهم من أفشل الزيارة في منتصفها، ومنهم من وضع شروطا ونسبها لمصدر أمني، ومنهم من نصب نفسه قيما على الشعب وتحدث باسمه، ومنهم من هدد وفد الحركة".

وتابع: "انتهت زيارتنا لمصر العزيزة، ولم نجد من هذه التكهنات شيئا، بل على العكس تماما وجدنا مسؤولين يحملون لفلسطين كل الحب ولقضايا مصر كامل المسؤولية".

وأوضح "أبو مرزوق" أن وفد الحركة عبر بوضوح شديد عن حرصه على أمن مصر وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وعلى القيام بكامل الالتزامات بحفظ الحدود وعدم إتاحة المجال للعبث بأمن مصر واستقرارها، وأن القطاع لن يكون مأوى أو ملجأ لمن يضر بأمن مصر.

وأشار إلى أن أمن مصر هو أمن لفلسطين، وأن قطاع غزة المتضرر الأكبر من فقدان الأمن في سيناء، متابعا: "أوضحنا سياسة الحركة في الاغتيالات السياسية، وإدانتنا لعملية اغتيال المستشار هشام بركات، وشرحنا وأكدنا الدور المصري في القضية الفلسطينية وحل مشاكل قطاع غزة وفي المقدمة معبر رفح".

واعتبر أبو مرزوق أن "الزيارة لها ما بعدها، وأنها فتحت صفحة جديدة، وخطاب مودة، للأشقاء في مصر، مؤكدين أنه لا يأتي من قبلنا إلا الخير والسلام".

افتحوا المعابر

من جهته طالب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية، السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري، للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.

وقال "الحية": إن اللقاءات التي تمت مع مسؤولي المخابرات العامة المصرية تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك في جو من المسؤولية والشفافية"، معبرا عن رفض حركته لسياسة الاغتيالات السياسية كافة، مدينًا اغتيال النائب العام المصري هشام بركات وكل حوادث الاغتيالات السياسية التي حدثت في مصر.

وبيّن "الحية" أن الحركة تقدر دور مصر التاريخي تجاه قضايا الأمة والقضية الفلسطينية، مؤكدًا عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري الذي قدم التضحيات والشهداء في سبيل القضية الفلسطينية المقدسة.

وشدد على حرص حماس على استقرار وأمن مصر، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفضها المساس بالأمن القومي المصري، مردفًا: لن نسمح بأي حال من الأحوال أن ينطلق من غزة ما يضر بأمن مصر وشعبها.

وجدد القيادي في حماس على واجبهم تجاه حماية الحدود بين غزة ومصر، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة في سبيل ذلك، متمنيا لمصر الأمن والسلامة والاستقرار وحقن دماء أبنائها.

Total time: 0.0495