أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

صحيفة فورين بوليسي :محمد بن سلمان يوحد الدول الإسلامية للدفاع عن نفسها

- محمد داوود
أكدت صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن تمرين «رعد الشمال» هو أكبر مناورة عسكرية في الشرق الأوسط اختتمت بقيادة المملكة بمشاركة 350 ألف جندي و20 ألفا من طراز الدبابات الحديثة وعشرات السفن، و2500 طائرة حربية من 20 بلدا، لافتة إلى أنه قد يتبين أنها بروفة للمشاركة «العربية السنية» على أرض الواقع، مضيفة أن المناورة كما سميت يمكن وصفها بأي شيء ولكن ليست لعبة لأنه ليس هناك مجال للخطأ.
 
وجاء في تقرير نشرته الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الإثنين الماضي، أنه سيتم سحب الجزء الرئيسي من قواته من سورية، وفي حين أنه قد يكون من السابق لأوانه تقييم كل من الدافع والمستوى النهائي للخفض التدريجي، يمكن أن يكون لهذا محاور محتملة في هذه الأزمة لا تبدو لها نهاية، فربما تشعر موسكو بأنها واثقة نسبيا في موقف الرئيس السوري بشار الأسد، والاتجاه العام لمحادثات السلام، وهو أيضا قلق متزايد إزاء ارتفاع تكلفة عملياتها العسكرية في سورية، عطفا على الأداء الضعيف لعملتها «الروبل»، والانخفاض الحاد لأسعار النفط الذي يتوقف عليه الاقتصاد الروسي.
 
وتساءلت الصحيفة: إذا كان هذا التراجع يفتح الباب على مصراعيه لدخول قوات برية عربية في سورية، هل هي مصادفة أن تسحب روسيا قواتها خارج الأراضي السورية؟ وفي نفس الوقت تنشئ المملكة العربية السعودية وحلفاؤها قوة متماسكة لمكافحة المنظمات الإرهابية مثل «داعش»، والقاعدة، وحركة الشباب في الصومال، وربما حتى بوكو حرام، فضلا عن كونها إرسال إشارة قوية إلى إيران، وهي الدولة ذات الطموحات التوسعية.
 
وبينت الصحيفة أن مناورة «رعد الشمال» أظهرت تدريب القوات على القيام بعمليات قتالية منخفضة الحدة ضد جماعات مسلحة وأثبتت جدارة هذه المناورة من خلال التنسيق العالي المستوى على الرغم من اختلاف اللغات، والمعدات العسكرية، وأنظمة التشغيل، في هذه المناورة الواسعة النطاق والمعقدة نسبيا، أثبتت السعودية أنها شريك حاسم للأمن في الشرق الأوسط وقيادة ذات مسؤولية في العالم الإسلامي.
 
كما تساءلت: بطبيعة الحال، عما إذا كانت هذه العملية الواسعة النطاق هي فقط إظهار القوة أو ما إذا كان ذلك ينذر بالانتشار الفعلي لتلك القوة القتالية في المناطق المضطربة في المنطقة؟
 
أما بالنسبة لتأثير مناورات رعد الشمال على حرب اليمن فإنها أرغمت الحوثيين على المسارعة في إجراء محادثات مباشرة مع السعودية، على أمل إنهاء الأزمة عبر الحل الدبلوماسي، وأثبتت وضوح القدرة العسكرية الفائقة للمملكة أمام إيران التي تدعم الحوثيين.
 
ومضت الصحيفة تقول «أما المسرح الرئيسي للصراع في سورية، فإن المملكة صرحت علنا بأنها ستتدخل بقوات برية لمساندة الجيش الحر والفصائل المعتدلة في حربها ضد قوات نظام الأسد، ومن المحتمل أن تكون مناورات رعد الشمال قد بنت تحالفا إسلاميا قويا لهذا الغرض.
 
ومع غياب الولايات المتحدة أو عدد من الدول الغربية عن المشاركة في مناورات رعد الشمال، فإن على واضعي السياسات الأمريكية أن يتنبهوا لأهمية تلك المناورات والعمل على تعزيز الشراكة الأمنية بين واشنطن والرياض».
 
وبينت الصحيفة أن المملكة بدعم وزير دفاعها الصلب الأمير محمد بن سلمان، قادرة على الارتقاء فوق التحديات المتمثلة في تعبئة الدول الإسلامية ومعظمها من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وشمال أفريقيا، للدفاع المشترك.
 
الوزير ذو الثلاثين عاما هو أيضا له دور فعال في تحفيز الإصلاحات الاقتصادية الهائلة التي يأمل أن تعزز دور الأمن في السعودية.
 
وجاء في التقرير أن المملكة في دورها كحليف لأمريكا لما يقارب سبعة عقود، هي دولة رائدة في «دول مجلس التعاون الخليجي» وقوة «درع الجزيرة».
 
وأكدت الصحيفة أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة وحلفاؤها تظهر توليها مسؤولية أكبر عن الأمن الإقليمي والدولي، لافتة إلى أن حذر بلدان مثل المملكة العربية السعودية وحلفائها يمثل أهمية خاصة لظهور إيران كقوة إقليمية، تتولى القيادة على الشيعة في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات ذات الأغلبية السنية، من خلال تدخلها في لبنان وسورية، واليمن، والعراق، وحتى دول الخليج.
 
ومن الواضح جدا أن المملكة وحلفاءها أوصلوا رسالة واضحة لأمريكا مفادها «بأننا لانزال نثق بكم وبالعمل معكم، ولكن في نفس الوقت نحن على استعداد ورغبة وقدرة على المضي قدما بمفردنا إذا لزم الأمر».
 
وحثت الصحيفة، أمريكا وحلفاءها الغربيين على السعي في تقوية الشراكة الإستراتيجية مع السعودية لا إضعافها، مضيفة: تمثل علاقة أمريكا مع السعودية أهمية على العمل معا لمكافحة العنف والراديكالية من المتطرفين الإسلاميين الذين يسعون إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، واحتواء إيران، ومع مرور الوقت إنشاء شرق أوسط أكثر استقرارا وازدهارا.
 
واختتمت الصحيفة بأن «رعد الشمال» أمر جيد للولايات المتحدة، ولكنه يحتاج إلى نشر القوات القتالية الفعلية التي تؤثر على الحقائق في أرض الواقع. 
المصدر : وكالات

Total time: 0.0777