قال الباحث السياسي – رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات الإستراتيجية نجيب غلاب بان الحراك الجنوبي يحتاج إلى نقلة نوعية وتقييم تجربته والانتقال إلى مرحلة المشروع .
مضيفا بأنه مازال اليوم في مرحلة التعبئة وهي تعبئة لا يمكنها أن تبني قوة وإنما تؤسس لصراع وتناقضات لا يمكنها أن تحمي ألا نخب ومراكمة أرباح لا علاقة لها بمستقبل الجنوب، ويصبح الحراك أداة وظيفية في إدارة صراعات الأقوياء!!
وأوضح غلاب بان تيار الوحدة في الجنوب يمتلك ذكاء في تحقيق المكاسب ويحتاج إلى بناء قوته في دولة الوحدة ايا كان شكلها ويحتاج إلى قوة مضادة تخدم قوته فيجد في تشكيلات الحراك الانفصالي فاعل قوي لبناء قوته.
ويرى بان النزعة الحضرمية المتحفزة لبناء دولتها الخاصة تحتاج إلى الخطاب الانعزالي باسم الجنوب وتبالغ في إسناد تطرفه، هي ليست مهتمة بالانفصال كما يطرحه الحراك بل هي تؤسس لوعي العزلة والكراهية لأحداث النقلة الأهم بدون أن تبذل جهود مضنية، فيتحول الحراك إلى قوة دفع للوصل إلى هدفها الأهم بناء دولة حضرمية، وهذا سيحول إقليم عدن إلى منطقة فراغ بين قوة الشمال والحضارم، ووظيفة في لعبة التناقضات.
وتابع تم إغراق الحراك الجنوبي في مقولات العزلة على الذات الجنوبية، وهذه الرؤية الضيقة للدفاع عن الحقوق وتحقيق المطالَب لم يأخذ البعد الأهم في بناء القوة، وأصبح الصراع عليها محاصر في النطاقات الجغرافية للجنوب، وهذا لن يسهم في خلق قيادة جامعة قادرة على توحيد الفصائل والمصالح وتكتيل التنوع.
مضيفا اعتمدت دولة الاستقلال على رؤية إستراتيجية لحماية وحدتها الداخلية بالتمدد شمالا عبر بناء تحالفات شعبية وتنظيمية باسم الوحدة، والدفاع عن قيم اليسار والنظر إلى الجغرافيا اليمنية ككتلة واحدة.
وأكد غلاب بان دولة الشمال لم تتمكن قبل الوحدة من مغالبة دولة الاستقلال حتى بعد الوحدة كانت الفاعلية النشطة للحزب الاشتراكي تعتمد على حماية الجنوب من خلال الوحدة وعندما تبنى الحزب الانفصال خسر الجنوب وانقسم على نفسه وكان التحالف الشمالي الجنوبي المتبني للوحدة هو الأقوى وتمكن التيار الوحدوي الجنوبي بعد حين من الإمساك بزمام الحكم ومازال حتى اللحظة.
ويرى بان قوة الجنوب وتماسكه ككتلة جغرافيا في التوسع شمالا وان لم يحدث وحاصر نفسه في عزلة المقولات الانفصالية فانه سينفجر على نفسه وسيتوسع الشمال في تحالفاته جنوبا وستعيد القوى الوحدوية جنوبا صياغة مصالح الجنوب مع حيوية التواصل باتجاه الشمال لحماية الجنوب من الانفلات وبتطبيع أوضاعه وللحدّ من سيطرة مراكز الشمال على الجنوب.
واستطرد بإمكان الجنوب أن يبني دولته لكنه يحتاج إلى إسناد إقليمي ودولي، وهذا الأمر يحتاج إلى وجود قوة مركزية في الجنوب قادرة على توحيد قواه وتجميع مصادر قوتها في مركزية شديدة وهذا الامر غير ممكن، لان السعي بهذا الاتجاه سيفجر الجنوب على نفسه .
مشيرا في منشور له على صفحته بــ «الفيسبوك»بان قوة تماسك الجنوب اليوم كما يرى الحراك الانفصالي بتخليق عدو خارجي هو الشمال ونفي هويته اليمنية وهذه الحالة ليست طبيعية فهي حالة مرضية مما يجعل الحراك الانفصالي حالة مرضية لا يمكنها أن تبني دولة على أساس نفي الشمال وجعله عدو أول وهنا مكمن ضعف الجنوب كجغرافيا وكقوة .