اخبار الساعة - 24
وأثار سلوك الإخوان حالة من الغضب في مدينة تعز مساء الثلاثاء بعد تقدم مفاجئ للانقلابيين في الجهة الغربية وفرض الحصار عليها.
وقالت مصادر خاصة لـ24 إن "الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، أعادت فرض الحصار على تعز من جميع الاتجاهات".
ابتزاز وطعن
واتهمت المقاومة الشعبية في تعز جماعة الإخوان المسلمين في المدينة، بالمساهمة في سقوط الجبهة الغربية بيد الانقلابيين مرة أخرى.
وقال مصدر عسكري في المجلس العسكري في تعز إن "المقاومة المحسوبة على الإخوان، عمدت إلى إرباك المعركة في تعز، في محاولة لابتزاز قوات التحالف العربي والشرعية".
وقال المصدر: "حاولنا التفاهم مع حزب الإصلاح، على أهمية المعركة المصيرية، وإقناعهم بتأجيل الدعوة إلى أية مشاريع، أو إثارة خلافات مع الحكومة الشرعية، إلا أنهم أصروا على إرباك المقاتلين، ما تسبب في انسحاب الكثير من المقاتلين، ليتقدم الانقلابيون لمحاصرة تعز مرة أخرى".
تسليم وتسلم
من جهته قال الدكتور محمد المخلافي إن ما حصل في تعز كان تسليماً من قبل عناصر محسوبة على الإصلاح للانقلابيين.
وقال الدكتور المخلافي، في تغريدة على صفحته على تويتر: "ما حدث مساء الثلاثاء كان عملية تسليم واستلام، مُقاتلون تابعون للواء الصعاليك، ومعظمهم موالون لحزب الإصلاح، إخوان اليمن، سلموا مواقعهم للحوثيين وفق اتفاقيه فيما بينهم".
وقال ناشطون يمنيون إن هذا التصرف أثار جدلاً في تعز، خاصة مع تزامنها مع هجوم إعلامي شنه الإخوان المسلمين في اليمن على التحالف العربي، بدعوى نقص التسليح.
يُذكر أن قوات التحالف العربي قدمت أسلحة نوعية للمقاومة في تعز بينها عربات ودبابات، إلا أن سياسيين يمنيين أكدوا أن حسابات الإخوان، وراء تأخر حسم المعركة في تعز.
وفي سياق متصل أحرق ناشطون من حزب الإصلاح اليمني صور الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، في تعز، بالتزامن مع هجوم شنه ساسة من الإخوان على التحالف العربي، والشرعية اليمنية.
سطو الإخوان
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني عادل الشبحي إن "المتابع للشأن السياسي اليمني يعرف دور حزب الإصلاح، فرع الإخوان المسلمين في اليمن منذ تأسيسه، وليس خافياً موقفهم في فترة ما يُسمى بالربيع العربي، وتسلقهم على ثورة الشباب في صنعاء، ثم اختفائهم، قبل الظهور في صعدة، معقل الحوثيين، لضمان بقائهم على الخارطة السياسية، في تناقضٍ واضحٍ مع شعارهم ضد الانقلاب في صنعاء، وهروب قادتهم إلى خارج حدود اليمن أثناء الحرب".
وأضاف الشبحي في حديث خاص لــ24: "عندما أوشكت المعارك على نهايتها ظهر وجههم الحقيقي، وانتشارهم الإعلامي على الجبهات لتسجيل حضور ما قبل التحرير، والسطو على الانتصارات، رغم اكتفائهم بالحضور الإعلامي فقط".
وأكد الشبحي أن "ما حصل في تعز، عمل غير وطني، ويخدم العدو أثناء المعركة، ولا فرق بين من يتعدى على رمزية الرئيس وشرعيته، وبين الانقلابيين، بل أن ما فعلوه، تبرير للانقلاب الذي حدث في صنعاء".
تفاوت أداء
من جهتها تحدثت الناشطة السياسية سميحة عمر، عن تطور الأحداث في تعز، فقالت إن "تفاوت الأداء بين الانتصارات المفاجئة التي وصلت حد القدرة على كسر الحصار الذي كان مفروضاً على المحافظة لأشهر، إلى التراجع في أيام، ترافق مع إحراق صور الرئيس هادي وشنّ حملة ضد قائد المنطقة الرابعة، من أجل الضغط الكبير على تعز، لتحقيق المكاسب وفرض خيارات بعض الأطراف، يتأكد بعد الأخبار التي تتداول عن دفع الإخوان بإسم بديل مقرب منهم لقيادة المنطقة الرابعة، وإذا صحت هذه الأخبار، وربطها بالمعلومات القادمة من بيحان شبوة، وبسيطرة القاعدة على حضرموت، فإن ذلك يكشف حقيقة من يقف خلف ما يحدث في تعز، ويُظهر أن الجنوب مستهدف، من قبل الإخوان لتحقيق مشروعهم السياسي والديني المعروف".
وأضافت عمر أن "ما يحصل في تعز، يؤكد دور صالح، الكبير في المحافظة التي يرى أنها تحولت من مركزٍ تجاري وسياسي موالٍ له، إلى يد من نازعوه السلطة، بعد أن كانوا حلفاءه حتى سنوات قليلة مضت"