تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ في الكويت بشأن تسوية النزاع في اليمن، مشيرة إلى أن طرفي النزاع توصلا إلى اتفاق وقف إطلاق النار قبل بدايتها.
جاء في مقال الصحيفة:
توصل الحوثيون "انصار الله" والقوات الدولية العربية التي تدعم حكومة اليمن بفضل الجهود التي بذلها ممثل الأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد، الى اتفاق وقف اطلاق النار لفترة لا تتجاوز الأسبوعين قبل بداية جولة جديدة من المفاوضات.
ان اهتمام المجتمع الدولي بالنزاع في اليمن اقل بكثير من اهتمامه بالنزاع السوري، ولكن حسب معطيات الأمم المتحدة منذ شهر مارس/آذار 2015 قتل في اليمن 3218 مدنيا، أغلبهم نتيجة العمليات الحربية التي يقوم بها الائتلاف العربي بقيادة المملكة السعودية الذي يدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. يؤكد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على ان العمليات التي ينفذها الائتلاف الذي تقوده السعودية في اليمن، تسببت في مقتل مدنيين عددهم ضعف الضحايا الذين سقطوا على يد أطراف النزاع الأخرى.
كان ممثل الأمم المتحدة قد وصل الى العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وتمكن من إقناع طرفي النزاع على الدخول في حوار مباشر، الذي تكلل بالاتفاق على وقف إطلاق النار وتنظيم جولة جديدة من المفاوضات في شهر ابريل/ نيسان المقبل بهدف تسوية النزاع. كما وافق الحوثيون على قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتسليم اسلحتهم ومغادرة كافة المناطق التي يسيطرون عليها ومن ضمنها العاصمة صنعاء.
يذكر ان الائتلاف العربي وعد قبل أيام وبصورة مفاجئة بقرب نهاية العمليات العسكرية في اليمن. جاء هذا بعد فك الحصار عن مدينة تعز من قبل القوات الحكومية وقوات الائتلاف العربي.
يقول رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر ايغناتينكو "من المحتمل فعلا ان تقلص المملكة السعودية التي تقود الائتلاف من العمليات الحربية. لأن لها علاقة بالنفقات الحربية الهائلة التي تحملتها الرياض ولم يعد بمقدورها الاستمرار فيها. وهذا يشير الى هزيمة الائتلاف ككل". وحسب قوله من الصعب على الدولة حتى من الناحية الاقتصادية خوض حرب على عدة جبهات، "فهي تحارب بالإضافة الى اليمن في سوريا الى جانب "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" وغيرها".
فعلا كان الاعلان عن وقف العمليات الحربية في اليمن مفاجئا. لأن النزاع اليمني ليس فقط مواجهة بين قوى داخلية، بل هو ساحة قتال غير رسمية بين ايران والسعودية. ايران تدعم وتساند بقوة الحوثيين، إضافة الى دعمها للحكومة السورية، والسعودية تقود الائتلاف في اليمن ضدهم وتدعم عددا من المجموعات المسلحة المعارضة في سوريا.
تشير صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها الى ان التدخل السعودي في اليمن "تسبب في نشوب الحرب بين الحوثيين المدعومين من ايران وبين القوات الحكومية". وتعترف الصحيفة بأن الرياض "تدعم وتساند بعض المجموعات الراديكالية المعارضة" التي تحارب ضد الرئيس بشار الأسد الذي تدعمه طهران.
ومع ذلك ربما لن تتحمل السعودية الهزيمة وتعيد تجميع القوات، حيث حسب اعتقاد اعناتينكو "تعيد السعودية توجيه امكانياتها الحربية – السياسية في الاتجاه الآخر. وبالذات في اتجاه الأحواز في إيران، التي تشهد حركة احتجاجات واسعة ضد السلطات الإيرانية تقودها "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز".
وتجدر الاشارة الى ان البحرين اعلنت ايضا في نهاية العام الماضي ان ايران تحتل منطقة الأحواز.