أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » الصحة والمجتمع

هذه المرأة عالجت نفسها من السرطان دون كيماوي

- متابعة

السرطان هو مرض هذا العقد، فبينما ظهرت أمراض أخرى واختفت، ظل السرطان بنفس القوة ويؤثر على حياة الملايين من الناس حول العالم كل يوم.

كل شخص فقد أحد أحبابه نتيجة للسرطان يعلم جيدا أن العلاج الكيميائي هو نصف المعركة بالإضافة إلى الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج هذا المرض، في معظم الحالات تجعل هذه الأدوية المرضى في حالة أسوأ مما كانوا عليها بسبب السرطان فقط، ولهذا اختارت كانديس ماري فوكس وآخرون محاربة السرطان بأنفسهم. 

عندما وجدت فوكس تورما فوق ترقوتها اليسرى قبل خمس سنوات، تم تشخيصها سريعا بسرطان الغدة الدرقية الحليمي، وهي علامة واضحة على سرطان الغدة الدرقية، وقال الأطباء إنها لن تعيش أكثر من عام.

اقترح طبيبها الخاص إزالة الورم لتجنب خطر فقدان صوتها ولإطالة عمرها، وقد اتبع الجراحة التي استغرقت ٤ ساعات ونصف الساعة بالعلاج الإشعاعي.

وبرغم الأيام الطوال التي قضتها في المستشفى، انتشر السرطان إلى خلف رقبتها وإلى كبدها بعد شهرين فقط. 

اتباع أسلوب استباقي

لم يكن العلاج الكيميائي خيارا مطروحا، فقد فقدت صديقتها جامي براونسميد، ٣١ عاما، وقريبتها فرانكي جيراثي، ١٣ عاما، بسبب السرطان عام ٢٠٠٩، وقد اعتبرت أن العلاج الكيميائي، الذي يضعف الجسم بشكل كبير، هو المتسبب في موتهما، وهنا قررت أن تتولى الأمور بنفسها.

توقفت فوكس فورا عن شرب الكحول والتدخين واستخدام مساحيق التجميل ومنتجات التنظيف السامة، حتى أنها استقالت من وظيفتها، وانفصلت عن زوجها الذي لم يكن داعما لها، كما أنها بدأت في ممارسة اليوجا، وتمارين التأمل والتفكير والإيجابي.

وفي ما يتعلق بنظامها الغذائي، فقد قادها بحثها المكثف إلى اتباع نظام غذائي نباتي، فقد اعتقدت فوكس أنها من خلال التوقف عن تناول اللحوم، فإن جسمها سيتمتع بالمزيد من الطاقة لمحاربة السرطان. 

وتقول: "هناك نوع من البروتين الموجود في المنتجات الحيوانية يغذي السرطان، وعندما كنت أتناول وجبات كبيرة تحتوي على الكثير من الدهون لم يكن جسمي يشفى لأن طاقتنا كلها كان يتم توجيهها لهضم الطعام".

السبب وراء شفائها

صدق أو لا تصدق، لقد كانت الأداة الأهم في رحلة السرطان الخاصة بها هي فاكهة الأناناس.
فهذه الثمرة تحتوي على البروميلين، وهو مركب يحفز جهاز المناعة ويقلل الالتهابات، كما يزيد بالفعل من قدرة الخلايا البلعمية الكبيرة على قتل السرطان إلى ١٢ ضعفا.

وتقول الدراسات الألمانية إن العلاج بالبروميلين قد يحسن من حالة السرطان ويعالج الآثار الجانبية لعلاج السرطان، وبخاصة في حالة المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي وسرطان الأمعاء، ويؤدي هذا الإنزيم إلى تقليل التعب وفقدان الشهية ومشاكل الأمعاء وتقليل الإرهاق ويساعد على النجاة من السرطان عندما يتم دمجه مع طرق أخرى لعلاج السرطان. 

إلا أن فوكس استفادت من خصائص البروميلين المقاومة للسرطان بدون استخدام الأدوية، فقد كانت تقوم بعصر ثلاث ثمار من الأناناس يوميا، وتقوم بخلطها مع الليمون والكيوي والجريب فروت والموز والتفاح والبابايا، وبعد ستة اشهر من اتباع نظامها الغذائي، كان سرطان الدرجة الرابعة الذي أصابها قد تلاشى تقريبا. 

فقط انخفض مستوى الثايروجلوبولين -وهو بروتين تنتجه الخلايا السرطانية- لديها من 13 إلى 0.7 نانوجرام لكل ملليلتر، وبعد خمس سنوات، أصبح معدله ٠.٢، أي أنه يرتفع عن معدله في الأشخاص الطبيعيين بفارق ٠.١ فقط. 

ويقول مارك سيمون، مدير معهد أبحاث الأورام الغذائية في كاليفورنيا، إن هذا يعني أنها قد هزمت السرطان.

ويقول: "دلالات الأورام لديها، والتي تعكس عدد الخلايا السرطانية لديها، كانت ضمن الحدود الطبيعية لأكثر من عامين، لذلك يمكننا القول بكل ثقة أن سرطان الغدة الدرقية من الدرجة الرابعة الذي أصابها هو الآن تحت إدارة فعالة".

ويضيف: "يمكنني أن أخبرك أن معظم المرضى المصابين بسرطان الغدة الدرقية والذين لديهم نفس ظروف كانديس التي تسلك المسار التقليدي لا ينجون من السرطان أو يعيشون حياة سيئة".

ويرجح د. سيمون أن السيطرة على السرطان تتعلق بالنظام الغذائي والتمرين وأسلوب الحياة أكثر من الأدوية العادية، وفوكس دليل واضح على هذا. 

وتقول كانديس، التي لا تزال تتبع أسلوب الحياة الصحي وقد بدأت وظيفة جديدة: "أنا أعيش وفق قواعدي الخاصة الآن، لا أشعر بالضيق، ولا أستيقظ من نومي حزينة، فأنا أستيقظ وأختار ما أريد أن أفعله بحياتي".

وتضيف: "لقد قررت أن أعيش من أجل نفسي، وأن أحب الحياة كما هي، يبدو الأمر خياليا، لكنها الطريقة الوحيدة كي أعيش وقد نجحت بالفعل".

واختتمت: "لم يعد هناك أورام في جسمي، وأنا ممتنة جدا للسرطان الذي أصابني وقد انتهى الآن، لأنه قد حولني إلى الشخص الذي كان يجب أن أكون عليه منذ زمن طويل".

Total time: 0.0471