أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الأمم المتحدة تحذر من تحول اليمن إلى "صومال آخر" في المستقبل، والحروب تهدد مستقبل الأطفال

- ايرين


قد يؤدي استمرار القتال في مناطق مختلفة من اليمن، الذي تسبب في نزوح الآلاف من الأشخاص في الآونة الأخيرة، خصوصاً محافظة أبين ومديرية أرحب بمحافظة صنعاء، إلى تفاقم الوضع الغذائي للمتضررين، وخاصة منهم الأطفال، وفقاً لتحذيرات صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) .

 

وأوضحت “اليونيسيف” أنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الاعتلال والوفيات، خصوصاً بين الأطفال دون سن الخامسة، كما حذر غيرت كابيليري، ممثل “اليونيسيف” في اليمن، من احتمال تحول “اليمن إلى صومال آخر في المستقبل بسبب معدلات سوء التغذية لدى أطفال اليمن المشابهة لتلك المسجلة في منطقة القرن الإفريقي”، وأوضح أن النزوح زاد من تفاقم حالة سوء التغذية التي كان يعانيها العديد من الأطفال في اليمن سابقاً .

 

ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 16 أغسطس عن الوضع في البلاد، فإن “المستويات الأولية التي تم الإبلاغ عنها في ما يخص سوء التغذية الحاد الشامل (GAM) تبعث على القلق وتتجاوز عتبة الطوارئ، ما يدل على أن الوضع يتدهور رغم التدخلات الحالية في حرض منذ ديسمبر 2009” .

 

من جهتها، أخبرت شيماء خالد، وهي ممرضة متطوعة في المدرسة التي تُستخدم الآن لإيواء النازحين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن زيداً يعاني سوء التغذية المزمن، مضيفة أن “والدته تعاني نقص الوزن وفقر الدم نتيجة لنقص التغذية . فكيف يمكن لأم تعاني نقص التغذية أن تربي طفلاً سليماً؟” .

 

وأضافت شيماء أنها صادفت خلال عملها التطوعي في المدرسة العديد من الأمهات المصابات بنقص التغذية واللاتي يعاني أطفالهن سوء التغذية .

 

ويؤكد عمال الإغاثة أنهم يحاولون تقديم المساعدة، حيث قال محمد الإبي، مدير مكتب “اليونيسيف” في عدن: “لقد أسسنا مركزين للتغذية العلاجية في اثنين من المستشفيات التابعة للحكومة، أحدهما مستشفى الوحدة في عدن والثاني مستشفى ابن خلدون في لحج (محافظة مجاورة لأبين)، من أجل علاج الأطفال النازحين الذين يعانون سوء التغذية . ويتم تقديم غذاء “بلامبي نات” للأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد بعد التشخيص السليم” .

 

وكان المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) قد ذكر في ديسمبر ،2010 أن معدل انتشار سوء التغذية بين الأطفال في اليمن يعد من أعلى المعدلات في جميع دول الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، كما يعد اليمن أيضاً من أعلى معدلات وفيات الأمهات في العالم، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 365 من كل 000 .100 أم في سن الإنجاب تلقى حتفها أثناء المخاض والولادة .

 

وتزيد المعتقدات التقليدية من تفاقم الوضع، حيث يتم، مثلاً، الاحتفاظ بأفضل الأطعمة للأب في حين تكتفي النساء والأطفال بتناول أغذية ذات قيمة غذائية أقل، أو انتظار أن يأكل الجميع لتناول ما تبقى من طعام .

 

وترى حليمة المقطري، اختصاصية تغذية لدى الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية، وهي منظمة غير حكومية محلية في عدن، أن “هذه العادة، إضافة إلى الفقر والأمية، هي المسؤولة عن انتشار سوء التغذية بين النساء والأطفال” .

Total time: 0.0477