تحقيق | ماجد الشيخ
باتت عملية احتجاز درجات خريجي الكليات من قبل أكاديميين بجامعة صنعاء ظاهرة تتنامى يوما بعد يوم، كوسيلة من وسائل الضغط على الجامعة لصرف مستحقاتهم.
هذه الظاهرة التي أصبحت محل استياء واسع من قبل خريجي الكليات هي محل اعتراف الجميع أكاديميين وعمادات لكنهم غير مكترثين لها رغم المعاناة التي تلحق بالخريجين.
عجزت
يلخص الخريج "هيثم المشرقي " معاناته بعد سته أشهر من تخرجه من كلية التربية – جامعة صنعاء بالقول: "عجزت عن إيجاد سجل أكاديمي يثبت تخرجي أو إفادة من إدارة الخريجين تثبت ذلك".
ويعتبر هيثم من أوائل كلية التربية وحاصل على تقدير "ممتاز" حسب تأكيده.
كان يرغب هيثم بالالتحاق بالمنح التركية لكنه لم يوفق بسبب عدم توفر أي وثيقة تثبت أتمامه لدرجة البكالوريوس.
ويضيف: "مكثتُ ثلاثة أسابيع أعامل من أجل إخراج سجل أكاديمي أو إفادة تثبت تخرجي لكي أتقدم للمنح التركية، لكن للأسف لم أجدها بذريعة أن هناك درجات لازالت محتجزة لدى بعض الدكاترة بسبب عدم صرف مستحقاتهم المالية".
هيثم لم ييئس بل عمل بكل طاقته من أجل تحقق أمنيته، لكن باءت كل محاولاته بالفشل بتأكيده.
"لم أيأس .. قمت بالتواصل مع الدكاترة الذين قاموا باحتجاز الدرجات وذهبت إلى منازلهم، وحصلت منهم على إفادة وذهبت بتلك الإفادة إلى رئيس قسم العلوم المتعاون الوحيد في الكلية الدكتور محمد الهجامي وقعها واعتمدها"
ويضيف: "بدأت في مرحلة جديدة مع عميد الكلية حيث عرضت عليه الإفادة لكي يوقعها لكنه رفض توقيعها ووعد بعرضها على مجلس الكلية تم الاجتماع ولم يتم توقيع الإفادة".
صعوبات
طالب آخر يدعى صدام هو الآخر يقول: "بعد عناء طويل من الجهد والتعب في المعاملات قيل لي انتظر للعام القادم".
يعبر الطالب صدام عن أسفه لما آلت إليه جامعة صنعاء وعن الواقع الذي يتجرع مرارته الطالب اليمني.
ويتحدث "صدام" عن اﻟﻤﻌوﻗﺎت واﻟﺼﻌوﺒﺎت اﻟﺘﻲ واﺠﻬﺘﻪ أﺜناء المعاملات التي أجراها في كليتي العلوم و التربية بالقول: " تخرجت من كلية التربية العام الماضي وأردت الالتحاق بالدراسات العليا في مجال تحصصي "قسم البيولوجيا" لكن لا يوجد قسم للدراسات العليا لهذا التخصص في كلية التربية وإنما يوجد في كلية أخرى و هي كلية العلوم.
ويضيف: "ذهبت إلى كلية العلوم من أجل الالتحاق بها ، لكنهم طلبوا مني صورة شهادة التقديرات الأصل و شهادة التخرج الأصل في الوقت الذي لم استطع الحصول على سجل أكاديمي مختوم من عمادة كلية التربية".
ويؤكد الخريج عبدالجبار المحجر أن خريجي (2013-2014) لم تصدر مؤهلاتهم رغم مرور عامين
من جهته أكد - الدكتور أحمد أبو لحوم أحد أعضاء هيئة التدريس كلية التربية – استمرار احتجاز بعض الأساتذة الجامعيين لدرجات الطلاب حتى يتم صرف مستحقاتهم المالية.
و أضاف أبو لحوم: هناك مستحقات متأخرة البعض منها مر عليها عامين، مما اضطر أعضاء هيئة التدريس إلى حجز الدرجات لديهم".
وقال: "علي سبيل المثال درسنا العام الماضي في مأرب وما زالت الدرجات محتجزة لدينا لعدم صرف المستحقات ولا أحد يعطي ذلك أي اهتمام، كذلك الحال في جامعة صنعاء درسنا على أساس عدم توفر دكاترة في مجال الكيمياء ومازالت نتائج الفصل الأول محتجزة لدينا بالإضافة إلى دفاتر الفصل الثاني لم نضطرلتصحيحها حتى يتم صرف المستحقات".
وأفاد بأنه اتفق مسبقاً مع عمادة كلية التربية أن يدرس مقابل مستحقات لكنها لم تصرف.
وأشار إلى أن المستحقات التي يطالب بها أعضاء هيئة التدريس لم تكن مبالغ تعجيزية وإنما هي أجور الموصلات لا أكثر.
وتساءل عن إيرادات الكلية التي تصل إلى عشرات الملايين ومصيرها، ولماذا لم يتم صرف المستحقات من تلك الإيرادات.
من جانبه أبدى مدير الإعلام بمركز الدراسات والإعلام التربوي «مركز متخصص بالجانب التعليمي» طاهر الشلفي استياءه من التصرفات إلا تربوية التي يستخدمها دكاترة اكاديمين في جامعة صنعاء .
موضحا بان هناك وسائل إدارية كان بالإمكان سلوكها تحفظ للدكتور وللجامعة سمعتها وتمنح الطالب ثقة بالجامعة وبالتعليم وتعزز من ثقته بالشهادة الحاصل عليها من جامعة صنعاء .
لافتا بان هذه التصرفات لا ينبغي أن نسمع بها في جامعة عريقة كجامعة صنعاء كونها سوف تؤثر سلبا على الجامعة وعلى التعليم بشكل كامل.
داعيا رئاسة الجامعة والمجلس الأعلى لتخطيط التعليم ووزارة التعليم العالي إلى النظر عاجلا بما تم ومعالجة هذه الإشكاليات وإعادة الاعتبار للجامعة وللتعليم وللعمل المؤسسي هيبته
من جهته يؤكد عميد كلية التربية الدكتور عبدالكريم البكري بأن العمادة شكلت لجنة لحل الإشكالية، لكن المشكلة لا تزال قائمة