أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

مظاهر التصعيد المسلح تطغى على أجواء الاستعدادات المبكرة للعيد

- صنعاء - عادل الصلوي

ختزل مشاهد الاكتظاظ التقليدي لأسواق بيع الملابس الجاهزة ومستلزمات العيد الأخرى في العاصمة اليمنية صنعاء مفارقة تبدو لافتة، فالتصاعد المفزع لتداعيات الأزمة السياسية القائمة التي تتجه يوماً بعد يوم صوب ترجيح خيار الحسم المسلح، لم يحل دون استعادة المدينة التي تحولت إلى خريطة منهكة من “كانتونات النفوذ المغلقة” لأطراف الأزمة الرئيسية بعضاً من مظاهر الحياة التقليدية التي توارت عن المشهد الاجتماعي العام منذ ما يزيد على ستة أشهر، مع بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح  .

التهافت الشعبي على ارتياد أسواق الملابس الجاهزة وأسواق بيع المكسرات وحلوى العيد، بدا أشبه بالتزام إنساني يفرضه لدى الكثير من العائلات اليمنية الحرص على الاحتفاظ بهامش استثنائي من مظاهر “الفرح والبهجة” للأطفال والنساء بعيداً من الانغماس في أجواء القلق العام التي أضحت جزءاً من يوميات طافحة بالمخاوف والتوجسات من جراء نذر الحرب الوشيكة التي بدأت تلوح في سماء العاصمة صنعاء والعديد من المدن الرئيسة الأخرى .

واعتبر أحمد عبد الرزاق الشرجبي، وهو موظف حكومي التقته “الخليج” عند مدخل أحد محال بيع الملابس الجاهزة بشارع “القصر”، أحد أشهر الشوارع التجارية بصنعاء الذي قصده لاقتناء “كسوة العيد” لستة من أطفاله الذين كانوا بصحبته، أن حلول عيد الفطر المبارك هذا العام يجيء وسط أجواء مأزومة هي الأشد من نوعها التي يشهدها اليمن .

مظاهر الاستعداد الشعبي لاستقبال حلول عيد الفطر المبارك عبر تأمين الحد الأدنى من المستلزمات العيدية الضرورية، ترافقت مع مظاهر استعدادات مغايرة دشنتها الأطراف الرئيسة في مشهد الأزمة السياسية القائمة في البلاد من خلال رفع سقف التدابير الأمنية والعسكرية الهادفة إلى تشديد الرقابة الأمنية على حركة التنقلات النشيطة من قبل أفواج العائلات إلى مواقع أسواق بيع مستلزمات العيد خلال أيام الأسبوع الأخير من شهر رمضان وإحكام السيطرة على مفارق الطرق والشوارع الرئيسة التي تمثل نقاط تماس تفصل بين الحدود الطارئة لمناطق نفوذ وانتشار القوات الحكومية الموالية للنظام والقوات المنشقة الموالية للثورة الشبابية .

وجعلت هذه الإجراءات الوصول إلى مواقع أسواق ومعارض بيع الملابس الجاهزة الأكثر ارتياداً والكائنة في شوارع “جمال عبدالناصر” التجاري بوسط العاصمة، الستين، الرياض، تعز وحدة، رهناً بمدى القدرة على الصبر والنفاذ من زحام السيارات والعسكر ونقاط وحواجز التفتيش المستحدثة والمنتشرة بشكل غير مسبوق ولافت، الأمر الذي أضحى معه التجول في أرجاء العاصمة بغرض تسوق مستلزمات العيد، أشبه برحلة منهكة يتخللها العديد من محطات التوقف الإجباري ومشاهد العسكر المدججين بالسلاح الموزعين عند مفارق الطرق ومظاهر التحفز المسلح والاستعدادات المبكرة من قبل القوات الحكومية والمنشقة لكسب معترك مصيري وشيك .

وعبر يحيى عبدالسلام الشامي، وهو رب أسرة يعول أربعة أطفال، في تصريح ل”الخليج” عن طبيعة المعاناة التي كابدها للتمكن من شراء كسوة العيد لأطفاله في ظل كثافة المظاهر المسلحة التي تحيط بأجواء الاستعدادات العيدية بالقول: “لولا أن لدي أطفالاً ويهمني أن يبتهجوا بالحصول على كسوة العيد لفضلت أن أظل وأسرتي في المنزل وعدم الخروج للتسوق كي لا يرى أطفالي هذه المشاهد المزعجة والمنتشرة في كل الطرقات والشوارع”

وأضاف قائلاً: “لا أستطيع أن أفسر لأطفالي سبب تمركز دبابة تابعة للجيش على رصيف الشارع المحاذي لعرض بيع الملابس الجاهزة، ولماذا يقطع العسكر الطرق الرئيسة ليفتشوا السيارات وكأننا نعبر حدوداً بين دولتين وليس شارعاً رئيساً داخل العاصمة، لقد اختفى رجال المرور من معظم شوارع العاصمة، وعوضاً عنهم خرج الجيش من الثكنات لاعتراض السيارات التي تقل النساء والأطفال وتفتيشها بحثاً عن السلاح” .

المصدر : الخليج

Total time: 0.045