اخبار الساعة
الاتفاق، الذي تم بين السلطات اليمنية وعناصر "القاعدة" للانسحاب بسلام من محافظة أبين، ألقى الضوء على حجم هذا التنظيم وقوته في البلاد وخطورته.
وذلك رغم العمليات الكبيرة التي ينفذها التحالف بدعم أمريكي حثيث.
وكان التحالف العربي الذي تقوده الرياض قد أعلن، عندما دخلت القوات الحكومية مدعومة بقوات من الإمارات والسعودية مدينة المكلا، التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "القاعدة"، عن قتله ثماني مئة من عناصر التنظيم، قبل أن تتكشف الحقائق عن اتفاق بانسحاب هؤلاء من المدينة بأمان.
وتكررت العملية في محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ حيث أدت مفاوضات بين المسؤولين المحليين وعبر وساطة قبلية إلى اتفاق الانسحاب هذه العناصر من مدينتي زنجبار وجعار خلال خمسة أيام تنتهي الاثنين المقبل،بضمان عدم ملاحقة المتعاطفين أو المنتمين للتنظيم الإرهابي من أبناء المحافظة، وعدم استهداف المنسحبين نحو محافظة شبوة.
وتكشف هذه العملية، رغم تبريرها بالحرص على حياة المدنيين وتجنيب المدن الدمار، عن قوة ونفوذ تنظيم "القاعدة" في الساحة اليمنية، وعن أن المواجهة مع هذا التنظيم ما زالت مؤجلة؛ لأن انتقال هذه العناصر إلى محافظتي شبوة والبيضاء يجعل المهمة عسيرة، ويصعِّب على القوات النظامية مطاردة هؤلاء في الجبال والصحاري وفي مناطق المواجهات مع الحوثيين.
ولأن فرع "القاعدة" في الجزيرة العربية يعدُّ الأقوى فيالمنطقة، فإن الولايات المتحدة دخلت على خط المواجهة معه؛ وأعلن مسؤولون أمريكيون أن البنتاغون يقدم الدعم العسكري والاستخباري والسفن وقوات العمليات الخاصة في العمليات الجارية ضد مقاتلي القاعدة في اليمن.
وأفاد هؤلاء بأن الجيش الأمريكي يساعد القوات اليمنية والإماراتية، التي تقاتل التنظيم في شبه الجزيرة العربية، والتي سيطرت مؤخرا على ميناء المكلا، وبأن قوات العمليات الخاصة الأمريكيين يرشدون القوات اليمنية والإماراتية في المنطقة، وأنهم موجودون ويعملون في مقارهم باليمن وليس بالقرب من الصراع.
المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس قال إن الولايات المتحدة تقدم "دعما محدودا" للتحالف العربي والقوات اليمنية في المكلا وحولها؛ مشيراً إلى أن الدعم يشمل التخطيط والمراقبة جوا، وجمع المعلومات الاستخبارية والدعم الطبي، والتزويد بالوقود والاعتراض البحري.
ورفض ديفيس مناقشة ما إذا كانت قوات العمليات الامريكية الخاصة موجودة فعلا في اليمن؛ لكنه قال إن الولايات المتحدة أرسلت عددا من السفن إلى المنطقة، بما في ذلك مجموعة سفن "يو إس إس بوكسر" البحرية ووحدة المارينز الـ13، التي رافقت مجموعة السفن.
وقال المسؤول الامريكي إن "القاعدة" في جزيرة العرب "لا يزال يشكل تهديدا أمنيا خطيرا للولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة، ونحن نرحب بهذه الجهود لإزالته وتدمير قواعده وخصوصاً في المكلا".
هذا الإعلان الامريكي واكبه حديث للحوثيين عن وصول قوات أمريكية إلى قاعدة العند العسكرية شمال عدن، وعن وجود عسكري أمريكي في المكلا؛ مشيرين إلى أن الحديث عن محاربة "القاعدة" مجرد غطاء لما قالوا إنه احتلال أمريكي لجنوب البلاد. وطالبوا في جلسات الحوار القائمة في الكويت بانسحاب القوات الأجنبية قبل أي شيء آخر.
المصدر : وكالات