اخبار الساعة
أسهم تعثر مبادرة الفرصة الأخيرة لنزع فتيل التوتر والعنف وتجنب خيار الصدام المسلح المطروحة من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن في وضع الأطراف الرئيسة للأزمة القائمة في البلاد مجدداً أمام خيارات المواجهة المؤجلة لخوض معترك “الحسم الأخير”، الذي بدأت إرهاصاته في التتابع على واجهة المشهد اليمني في هيئة مظاهر تجييش واستقطاب للمجاميع القبلية المسلحة وتسابق محموم في الاستحواذ على مناطق التمركز الاستراتيجية داخل العاصمة صنعاء .
الانسداد التام لأفق التسوية السياسية المتاحة وما ترتب عنه من انصراف أطراف الأزمة إلى استكمال واستيفاء التدابير والاستعدادات اللازمة لمواجهة استحقاقات الحسم الأخير، عزز من الشعور العام من أن اندلاع شرارة الحرب المرتقبة أضحى مسألة وقت فقط، في ظل انعدام الاستعدادات لدى أطراف الصراع القائم لإعادة النظر في مواقفها المتشددة والمتعنتة إزاء استئناف العملية السياسية للتوصل إلى مخارج آمنة للأزمة المستعصية .
وكانت مصادر مقربة من قيادة الفرقة الأولى مدرع قد قالت إن قوات الفرقة مع كافة الألوية والوحدات العسكرية المؤيدة للثورة الشعبية لن تظل صامتة إزاء التحركات العسكرية التي يقوم بها الحرس الجمهوري والقوات التابعة لنظام الرئيس صالح .
وأكدت تلك القيادات أن الفرقة وقوات الجيش المؤيد للثورة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أي عمل عسكري ضد أي وحدة أو معسكر من معسكراته وفي أية محافظة كانت، مشيرة إلى أن الجيش المؤيد للثورة لا تنقصه الإمكانات ولاتعوزه الدوافع الوطنية للدفاع عن الثورة الشعبية حيث قدمت الفرقة عدداً كبيراً من الشهداء في ظل التزامها بالسلمية ولم ترد على أي عمل عسكري طالها في الفترة الماضية .
واعتبر الناشط السياسي المستقل عبدالحكيم القدسي في تصريح ل “الخليج” أن ترجيح خيار الحسم المسلح كحل للأزمة السياسية القائمة والمزمنة لا يعد نتاجاً لتعثر مساعي التسوية السياسية أو استعصاء اللجوء للعملية السياسية لإيجاد مخارج سلمية، كون النوايا لدي أطراف الأزمة لتغليب الحلول السلمية مفتقدة ومنذ وقت مبكر من اندلاع الصراع القائم، وهو ما يبرر اتجاه هذه الأطراف إلى اعتماد خيار التصعيد ورفض كل دعوات التهدئة والتركيز على حشد الإمكانات والاستعدادات لخوض مواجهات مسلحة لتحقيق الحسم ولو بطريقة مكلفة للغاية .
مظاهر الاستنفار المسلح المتصاعدة في صفوف القوات الحكومية الموالية للنظام والقوى القبلية الموالية للرئيس صالح والقوات المنشقة والمجاميع القبلية المسلحة الموالية للثورة، حولت العاصمة صنعاء إلى ساحة متقدمة لحرب مرتقبة لتبدو المدينة في معظم أنحائها مكتظة بمظاهر مسلحة مثيرة للفزع وغير اعتيادية مقارنة بما شهدته خلال أيام الحرب الأخيرة بين القوات الحكومية واتباع زعيم قبيلة حاشد، حيث تحول العديد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي والمعاهد التقنية وحتى رياض الأطفال ومدارس ومعاهد تدريس وتحفيظ القرآن الكريم إلى مواقع تمركز لمجاميع مسلحة عسكرية وقبلية موالية ومناوئة .
وشهدت معظم الأحياء الشعبية في العاصمة صنعاء عمليات استقطاب واسعة من قبل مراكز قوى اجتماعية وقبلية موالية للنظام لمجاميع مكثفة من الشباب الذين تم تسليحهم للتصدي لأية عمليات توسع للمسيرات الاحتجاجية المنظمة من قبل المعتصمين في ساحة التغيير إلى داخل هذه الأحياء، بالترافق مع استئناف القوات المنشقة فتح باب التجنيد لتعزيز صفوف قواتها واستمرار وصول أعداد إضافية من رجال القبائل المسلحين الموالين لزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر للالتحاق بأتباع الأخير في أحياء وشوارع مديرية الحصبة بشمال صنعاء .
واتهم الأكاديمي المتخصص في المجال التربوي الدكتور نعمان عبدالرحمن شمسان في تصريح ل “الخليج” الأطراف الرئيسة في الأزمة السياسية القائمة بالتسبب في تعطيل العملية التعليمية في البلاد من خلال افتعالهم للمظاهر المسلحة واللجوء إلى التصعيد وانتهاك حرمات المؤسسات التعليمية والتربوية والمدارس والمعاهد .
المصدر : الخليج