اتهمت الكاتبة والناشطة السياسية ميساء شجاع الدين الإمارات العربية المتحدة بأنها تنفذ في اليمن أدواراً متعددة ومثيرة للجدل.
مضيفة بأنها أخيراً طلبت من أمريكا السماح لقواتها بالمشاركة في مكافحة الإرهاب باليمن، وبالفعل شاركت القوات الإماراتية في العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة في المكلا بمحافظة حضرموت.
وأبدت استغرابها بالقول إذا كان مفهوم وجود قوات إماراتية في مكافحة الإرهاب بحضرموت، فما الذي تفعله هذه القوات في جزيرة سقطرى التي لا يوجد فيها القاعدة والمعزولة عن اضطرابات اليمن السياسية؟
شجاع الدين كشفت في مقال نشره «السفير العربي» بان المزاج الإماراتي يميل أكثر لتقسيم اليمن ولو فيدرالية من إقليمين مع انشغال حقيقي بالجنوب.مستدلة باستضافة الإمارات لعدة اجتماعات للقيادات الجنوبية، ويقيم فيها القيادي الجنوبي الأهم وأول نائب رئيس دولة يمنية موحدة وهو علي سالم البيض. والأبرز هو تعيين محافظ مدينة عدن عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شايع بتدخل إماراتي واضح حيث كان كلاهما في الإمارات قبل قرار تعيينهما بأيام قليلة، وكان قرار تعيينهما مترافق مع قرار تعيين سفير يمني لدولة الإمارات.
واستطردت بان مشكلة التدخل الإماراتي السياسي ليس فقط في تصوراته الجزئية عن اليمن وغياب الخبرة بل في طبيعته التي تعكس طبيعة النظام الإماراتي الاستبدادية والأمنية، فهو تدخل يستهدف تمكين أطراف وإقصاء أخرى.
واستشهدت بما تشنه الإمارات من حملات واسعة ضد حزب الإصلاح وربطه بداعش والقاعدة، وحزب الإصلاح موجود بكثافة في الجنوب ويمثل تيار سياسي- ديني معتدل ومدمج بالعملية السياسية والإصرار على إقصاءه في بيئة مسلحة وفوضوية باليمن مع دعم الجماعات السلفية في المقابل، وهي جماعات غير منضبطة وأكثر ارتباطاً بالجماعات الدينية المتطرفة ومخترقة من أطراف عدة مما يقوض فرضية خشية الإمارات من ارتباط الإصلاح بداعش أو إضعاف الجماعات الدينية.
موضحة الإمارات المعروفة بإقتصادها الثري بسبب قدراتها الاستثمارية لا يمكن لها أن تتدخل في بلد بدون طموحات استثمارية. يفيد أحد ابناء جزيرة سقطرى، محمية طبيعية واكبر الجزر الموجودة في الوطن العربي ، إن الإماراتيين اشتروا معظم أراضي الساحل وغير معروف ما الذي يريدونه بالضبط خاصة إن الاستثمار في الجزيرة يفترض إنه محدد بمعايير بيئية صارمة وغير مسموح بمشاريع سياحية اعتيادية.
وتابعت إذا تحدثنا عن الدافع الاستثماري فلا يمكن إغفال حقيقة إن الإمارات كانت حاضرة في الجنوب قبل تدخلها العسكري الأخير من خلال كسبها لمناقصة إدارة ميناء عدن عام 2008م، وعارضها الحراك الجنوبي وأحزاب المعارضة بحجة إن المناقصة كان فيها فساد وإن العرض الإماراتي لم يكن أفضل خاصة إن ميناء عدن ضمن مجال المنافسة مع ميناء دبي وليس من مصلحتها تطويره مما قد يقلل من أهمية ميناء دبي. في المقابل قال محافظ عدن السابق يحيى الشعيبي.
ولفتت شجاع الدين بان الإمارات كانت تطمح للاستفادة من ميناء عدن لأنه أعمق بكثير من ميناء دبي وبالتالي يستطيع استقبال الحاويات والسفن الضخمة، وبالتالي نقل الاستثمارات الصناعية في دبي لعدن لكي تستقبل أيضاً العمالة ذات الكلفة الرخيصة بينما يظل نشاط دبي مقتصر على الإعلام والسياحة .
واتهمت الإمارات كذلك باهنا لعبت دوراً حيوياً في تعميق الانقسام الذي كان قائم بين الرئيس عبدربه منصورهادي ونائبه ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح، حيث كانت الإمارات مندفعة في دعم بحاح ودفعه ليحل محل هادي بينما ظلت السعودية متمسكة بظاهر الشرعية. بالطبع تزايد عداء الإمارات لهادي بعد قراره المنفرد في عزل بحاح. دعم الإمارات لبحاح كان مفهوم، فدعم التكنوقراط وليس السياسيين هي سياسة إماراتية بامتياز في البلد التي يرتكز نجاحها على مشاريع اقتصادية ضخمة مدعومة بأمن قوي مع صفر سياسة.