أكدت واشنطن مقتل القيادي في تنظيم القاعدة أسامة الشهري في غارة جوية أميركية على منطقة القبائل بباكستان. والشهري الذي يكنى بـ"أبو حفص" يعدّ أخطر سعودي في التنظيم المنخرطة قيادتها يوما بعد آخر، كان ضابط الاتصال مع طالبان التي كانت تنوي تنفيذ هجمات منسقة بحق شخصيات ومؤسسات بباكستان.
أكدت واشنطن اليوم مقتل العضو البارز في تنظيم القاعدة أسامة الشهري والمكنى بـ"أبو حفص"، في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية بدون طيار بباكستان.
ويعد الشهري أبرز أركان تنظيم القاعدة، إذ أنه يعتبر منسق الاتصال بين التنظيم وطالبان الباكستانية. وقالت واشنطن "إن مقتل الشهري يقضي على تهديد رئيسي داخل باكستان حيث كان يتعاون بشكل وثيق مع حركة طالبان باكستان للقيام بهجمات منسقة".
ويأتي مقتل أسامة الشهري خطوة قوية للأميركيين، الذين بدئوا في توسيع محيط النار منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في آيار/مايو الماضي، في وقت لم يلملم فيه "آل القاعدة" أحزانهم بعد؛ منذ مقتل الرجل الثاني في التنظيم عطية عبدالرحمن في الثاني والعشرين من شهر آب/أغسطس المنصرم.
ويعد الشهري سندا قويا للزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري، خاصة في المسائل التدريبية القتالية التي يشرف عليها منذ فترة زعامة بن لادن، إضافة إلى خططه التنسيقية الاغتيالية والانتحارية التي يخطط لها داخل باكستان خاصة تجاه قيادات أمنية وسياسية بباكستان.
وتتسارع الأنباء والخطط "القاعدية" في ظل تحدٍّ من قبل واشنطن، يتبعه حراك استخباراتي باكستاني، للقضاء على أية مفاجآت تنوي القاعدة شنها على أميركا أو دولها الحليفة معها في حربها على القضاء على الإرهاب. وتتوالى الضربات الأميركية على التنظيم المنتشر والمتمركز بأعداده في منطقة القبائل الباكستانية، وكذلك في أفغانستان الثائرة حكومتها على التنظيم وشبكة حقاني المسلحة المتصلة بطالبان والقاعدة.
أميركا تهدد القاعدة بطائرات بدون طيار
وتوازي معاناة القاعدة بعد مقتل أسامة، معاناة التخوف من الانهزام خصوصا في مواقع وبلدان كانت، ولا تزال، تأمل أن يكون لها مقعدا في ظل ضعف مؤسساتي في الأجهزة الأمنية بها، خاصة في اليمن وليبيا.
وزادت أميركا من أعداد طائراتها "بدون طيار" التي طالما عادت لقاعدتها داخل باكستان زافة خبرا سعيدا بربكة إضافية في صفوف التنظيم خصوصا على مستوى القادة الذين بدأ عقدهم المتسلسل في الانخراط، وراسما أفقا جديدا في صعوبة إيجاد قادة بدلاء كما كان عليه السابقون.
ذلك الانحسار في صفوف قيادات التنظيم، تشكل بانحسار جديد على الميدان إثر انسحابات كبرى في صفوف القاعدة الحالمة بتمركز في الأراضي اليمنية المضطربة والمتزايد انشقاق مدنها، حيث أعلن الجيش اليمني تطهيره لمدينة زنجبار من تنظيم القاعدة، بعد حصار دام لأكثر من ثلاثة أشهر، في إطار ما أسماه الجيش اليمني بـ"الحملة الدولية لمحاربة الإرهاب عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر".
ولم تعلق أو تؤكد السعودية على مقتل الشهري، حيث يعد المطلوب الحادي عشر في لائحتها للمطلوبين الأمنيين المنتمين لتنظيم القاعدة المتقهقر محليا، والمتلقي لضربات استباقية أمنية شلت من حركته.
وعلى صعيد متصل بخلايا التنظيم في السعودية تتوالى محاكمات المنتمين والممولين للتنظيم، حيث بلغ إجمالي عدد المتهمين في جرائم الإرهاب بلغ (5080) شخصا، تمت إحالة (2215) متهماً إلى المحكمة المختصة، وصدرت أحكام بحق (1612) منهم في حين تنظر المحكمة الجزائية المتخصصة حالياً قضايا تشمل (603) متهمين.
وتتوزع أنشطة المتورطين على العديد من الخلايا النائمة كان معظمها في بداية التكوين، ولها ارتباطاتها الخارجية وروابطها الفكرية التكفيرية، حيث جَند أعضاؤها أنفسهم لنشر الفكر التكفيري المنحرف، وجمع الأموال لدعم التنظيم الضال في الداخل والخارج، بالإضافة إلى قيامهم بتسهيل سفر المغرر بهم إلى المناطق المضطربة ومحاولة تنفيذ مخططات إجرامية تهدف إلى نشر الفوضى والإخلال بالأمن.