اخبار الساعة - متابعة
أنا أفخر أن أكون إنجليزياً، عائلتي خدموا ودافعوا عن هذا البلد، خُضنا الحرب لأجلها، ولا أحب الألمان”، “أنا أفخر بانتمائي لوطني بنغلاديش”، “أنا 100% آيسلندي بالتأكيد”، “أنا كردية.. لا أحب الأتراك.. أقصد الحكومة”.
هذه هي بعض الردود التي ظهرت في مقطع فيديو حصد ما يزيد عن مليوني مشاهدة على موقع يوتيوب، أجاب بها 67 شخصاً من جميع أنحاء العالم، على سؤال: من أنت حقا؟
ولكن بعد أن خضعوا لإجراء اختبار الحمض النووي، وأذهلتهم نتائجه المُخالفة تماماً لما عاشوا متعصبين له، أصيبوا بالدهشة وبكى عدد منهم.
حسب رأي العلماء فإن الشوفينية (التعصب) هي السبب الكامن وراء الإجابة التلقائية على هذا السؤال.
النتائج
جاءت النتائج مُذهلة، حتى أنها أطلقت في القاعة التي تجمّع فيها المشاركون بالتجربة عبارات من قبيل:
“يا إلهي”، “واو.. لم أكن اتوقع ذلك”، “ماذا؟! لا.. لا..”.
وذلك بعد التأكد من أن 32% من أصول المواطِنة الفرنسية هي بريطانية، وأن 30% من أصول الكردية هي قوقازية تركية، وأن الإنجليزي المعتز بإنجليزيته ثلثه فقط إنجليزي، وأن 5% من أصله يعود إلى الألمان الذين يكرههم، وأن 11% من البنغالي أصول إنجليزية، وأن الإفريقي رغم اسمرار بشرته هو من أصول شرق أوروبا، أما من كان على يقين أنه آيسلندي 100% فقد أثبتت التحاليل أنه من أصول إسبانية برتغالية إيطالية ويونانية!
الشوفينية (النعرة القومية)
بالإنجليزية chauvinism وتعني الإعجاب المُبالغ فيه لدى الشخص بوطنه، والحمية العمياء للمجد العسكري، والاعتقاد المُتحمس بأن وطنه أفضل الأوطان وأمته فوق كل الأمم، وينسب اللفظ إلى جندي فرنسي أسطوري اسمه “نيكولا شوفان”، كان شديد الغيرة على فرنسا ومتفانياً في القتال في جيش نابليون.. ومنها الشوفينية الدينية والشوفينية اللغوية.. إلخ. (2)
مشروع الجينوغرافيك (GENO 2.0)
كان لابد من جهد ما يُبذل للوصول إلى مدى نقاوة عرق كل مُشارك ممن يتعصبون لعرقهم، للإجابة على الأسئلة الأساسية حول مصدر البشر، وكيف وصلنا إلى ملء الأرض؟
وبالفعل عملت ناشيونال جينوغرافيك منذ العام 2005 على مشروع جينو 2.0، وقامت بتحليل الحمض النووي لكل مشارك عن طريق تحليل 150 من علامات
الـ “دي إن إيه” DNA، من خلال عينة من اللعاب، للوصول إلى معلومات قاطعة عن أصول جدوده وأسلافه، ومدى صلة كل منهم بالآخر.
قصتك وقصتنا وقصة الإنسان
والآن تبدل الخطاب وتغيرت الإجابات لتصبح:
هذا نحن.. وجوه كثيرة.. اختلافات كثيرة.. لكن كلنا مرتبطون ببعضنا بشكل عميق.. أعمق مما نتخيل.
بداية القصة كانت الـ دي إن إيه، التكنولوجيا المتطورة التى مكنتنا من تسليط الضوء على الماضي الجماعي، وبرنامج الجينوغرافيك الذي طاف أنحاء العالم ليصل إلى حقيقة أجدادنا وأجداد أجدادنا.. من أين جاءوا، وما الذي ربط بعضهم ببعض، وما هي رحلتهم عبر آلاف السنين، تلك الرحلة التي أوصلتنا للمكان الذي نتواجد فيه الآن.
إنها قصتك وقصتنا وقصة الإنسان..