اخبار الساعة - أبو سهيل - الرياض
لم يكن مستغرباً أن تقيم العصابات المتمردة الإنقلابية من جماعة الحوثيين جنازة رسمية للفقيد اللواء الركن محمد علي القاسمي, فهو يستحق ذلك باعتباره شخصية عسكرية بارزة تاريخية حافل بالمآثر والبطولات والمواقف الوطنية, ولكن المستغرب فعلاً أن يكون هناك إنتقائية في إجراء مثل هذه المراسم وأن يتم إضفاء الطابع العنصري عليها, فقد سبق رحيل اللواء القاسمي أن رحل الدكتور عبدالكريم الإرياني القامة الوطنية الشامخة وذي التاريخ الحافل بالنضال والبذل من أجل اليمن؛ بل أنه كان من أشد المناصرين والمدافعين لتلك الفئة الإنقلابية الضالة, وبعده رحيل الدكتور حسن مكي الشخصية الوطنية الذي لا يختلف حوله اثنان, فقد كان رجل دولة من الطراز الأول وصاحب سجل خالد في الوطنية منذ الأيام الأولى لقيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م, ورجل المبادئ والمواقف الوحدوية والذي تحمل المسئوليات القيادية في أحلك الظروف وأشدها تعقيداً وخطورة, ومع ذلك لم تُجرَ لهما أي مراسم رسمية أثناء تشييع جنازتيهما.
أليس ذلك تمييز عنصري بامتياز, يضاف إلى كثير من الممارسات العنصرية المتمثلة في الإقصاءات المستمرة للقحطانيين من كل مواقع العمل الرسمي وإجلال عناصر من الهاشميين بدلاً عنهم وبدون أي خجل أو مراعاة لما تقتضيه المحافظة على الوحدة الوطنية لشعبنا اليمني.
إن مشكلة اليمن الأساسية تتمثل في التعصب الديني المذهبي سواءً باسم الشيعة, أو بإدعاء المحافظة على السنة, وكلها ممارسات تنخر في اللحمة الوطنية لليمن الوحدوي وفي بنيان الدولة التي يراد لها من قبل الحوثيين أن تنهار, وللوطن أن يتشظى.