أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

احذر هذه المعصية ان فعلتها في رمضان تضيع ثواب الصوم

- متابعة
قال الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الغيبة والنميمة محرمتان في كل وقت، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا»الحجرات 12.
 
وأوضح «ممدوح» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد فسَّر الغيبة بأنها: «ذكرك أخاك بما يكره» رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمّام» رواه مسلم. والنمام هو الذي يحرش بين الناس وينقل الكلام بينهم بقصد الإفساد.
 
ونبه أمين الفتوى، على أنه يزداد إثم هاتين الجريمتين إذا وقعتا أثناء الصيام؛ لأن الصوم تطهير للنفس والقلب والجوارح، والذي منع نفسه من الطعام والشراب - وهما مباحان في غير الصيام - ينبغي له أن يمنع نفسه مما لا يحل في وقت من الأوقات، وهو الغيبة والنميمة.
 
وشدد على أنه من المعلوم شرعًا أن الذي يؤذي الناس بأي نوع من أنواع الأذى يقتصون منه يوم القيامة بالأخذ من حسناته، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم يُطرح في النار، هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصائم الذي يؤذي الآخرين بلسانه، غدًا سيأخذون من حسناته التي كسبها بالصيام وغيره، ماذا يبقى له من أجر الصيام؟! ولهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري، أي إن الله تعالى: يريد تهذيبنا بالصيام ولا يريد تعذيبنا.
 
ونصح بضرورة أن يبلغ النبل بالصائم أن لا يردّ على الإساءة بمثلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم» متفق عليه.
 
وأشار إلى أن الصوم في رمضان ليس الغرض منه الإمساكِ عنِ المفطراتِ مِنْ طلوعِ الفجرِ الصادق إلى غروبِ الشمس؛ إمساكًا حسيا، فقط إنما الإمساك المعنوي عن كل ما يغضب الله ويسيء ويضر بالمسلمين من الكلام المحرم والمكروه من اللغو والرفث والصخَب وقول الزور، ويدخل فيه كل كلام محرم مِن الكذبِ والغِيبةِ والنّميمةِ وشهادةِ الزّورِ والسّبِّ والشّتم. لقوله صلى الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من ترك ما نهى الله عنه".
 
وأفاد بأن الغيبة والنميمة وغيرها من ذنوب اللسان لا تُبطل الصوم ولكنها تنقص من ثواب الصائم، وتقلل أجره على وجه لا يكون صيامه تامًّا كاملًا، وذلك في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ». وقوله أيضًا، «منْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ». ولقوله تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
 
وألمح إلى أنه يجب على المسلمين أن يستغلو أوقاتهم في ذكر الله وأن يرطبوا ألسنتهم بالدعاء والذكر، ويقرأوا كتاب الله عز وجل ويعتكفوا في المساجد، لأن الله اختص هذا الشهر بالعبادة والعلم وليس بتضييع الوقت في أشياء ليست مفيدة، لأن الله سيسأل جميع المسلمين عن شبابهم فيما أبلوه وعن عمرهم فيما أفنوه.

Total time: 0.052