شيع جموع المصلين في جامع الفرقان في الدمام، اليوم، بعد صلاة العصر جثمان المواطنة “مروى الحضيف” التي قُتلت غدرًا وعدوانًا على يد خادمتها السنغالية عصر الخميس الماضي.
وكشفت مصادر لـ”عين اليوم” أن الخادمة لم يمض لها في العمل سوى اسبوعين، حيث قدمت للعمل لدى عائلة الضحية قبل يوم واحد من شهر رمضان، بعد انتقال الضحية وزوجها وطفليها لمسكنهم الجديد مؤخرًا.
وفي يوم الخميس عصرًا وبينما كانت الضحية “مروى الحضيف” تعد الإفطار لزوجها وطفليها الذين خرجوا للسوق لشراء بعض حاجات المنزل، استغلت الخادمة السنغالية ذهابهم، واستفردت بالضحية، لتستل سكينًا من المطبخ، وتسدد لها حوالي 14 طعنة كانت كفيلة بإنهاء حياتها، لتلقى ربها صائمة.
وعند عودة زوجها وطفليها للمنزل في الساعة الخامسة والنصف تفاجأوا بالضحية مضرجة بدمائها، فيما هربت الخادمة من المنزل، ورغم محاولات إسعاف الضحية ونقلها للمستشفى إلا أنها فارقت الحياة.
وتمكنت الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية من القبض على الخادمة السنغالية (في العشرينات من عمرها) مختبئة في أحد المستودعات.
وعلى الصعيد نفسه، أوضحت صديقة الضحية المقربة “الجوهرة” لـ”عين اليوم” أن آخر مكالمة جمعتهما كانت في الساعة الثانية عشرة ظهرًا في يوم الخميس، وكانت الضحية “مروى الحضيف” في طريق عودتها للمنزل، حيث اشترت بعض الهدايا وجهزت بعض المنشورات التوعوية التي تحث على حسن التعامل مع الخادمات لتوزيعها في أنشطة النادي الصيفي الذي يدرس فيه طفلها عبدالله.
ولفتت “الجوهرة” إلى أن صديقتها “مروى” كانت قد صارحتها في نفس يوم مقتلها بشعورها بعدم الارتياح وتخوفها من خادمتها، ولم يمض ساعات قليلة بعد إنهاء المكالمة حتى ارتكبت الخادمة جريمتها الآثمة في نهار رمضان.
وأضافت، أنها لم تستوعب رحيل صديقتها إلى الآن، وتلقت الخبر الفاجعة، يوم الجمعة، بعد أن اتصلت بهاتف “مروى” وراسلتها مرات عدة لكن الهاتف كان مغلقًا على غير العادة، لتدخل في دوامة من القلق والخوف، حيث اعتادت على مكالمة “مروى” بشكل شبه يومي، إلى أن أبلغتها إحدى قريباتها بأن “مروى” انتقلت إلى رحمة الله.
وأشارت “الجوهرة” إلى أن الضحية تدرس بنظام الانتساب في جامعة الملك فيصل في الدمام، بقسم اللغة الإنجليزية، ومتبقٍ على تخرجها عام واحد، ولديها طفلان عبدالله “في الصف السادس الابتدائي”، وبسام “في مرحلة الروضة”.
مبيّنة، أن صديقتها عُرفت بطيبة قلبها وحب الخير والهدوء وسعة البال، وكانت شخصية مسالمة وودودة، الأمر الذي زاد من محبتها لدى صديقاتها، اللاتي بدأن بجمع المال لحفر بئر باسمها.
يذكر أن آخر تغريدة كتبتها “مروى الحضيف” عبر حسابها الشخصي في “تويتر” قبل يومين من مقتلها قالت فيها: “الخاتمة الحسنة لا تقع إلا لمن كانت سريرته حسنة، لأن لحظة الموت لا يمكن تصنّعها فلا يخرج حينئذ إلا مكنون القلب”.