اخبار الساعة - نادية الفواز
كشفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف عن تسجيل 200 إلى 300 حالة عنف ضد الأطفال سنويًا في السجل الوطني لحالات العنف ضد الأطفال في القطاعات الصحية في السعودية معظمها ناتج عن العنف الجسدي أو الإهمال، وبينت المخاطر الجسيمة لـ”هز الطفل” أو “متلازمة الطفل المرجوج أو المهزوز”، ومنها نزيف في الدماغ أو نزيف داخلي في تجويف العين أو كسور في الضلوع، مشيرة إلى تنظيم حملات توعوية لإضافية للتحذير من الظاهرة.
* متلازمة الطفل المرجوج
وأضافت المنيف لـ”عين اليوم”: متلازمة الطفل المرجوج أو المهزوز إحدى أنواع العنف الجسدي ضد الطفل وتحدث نتيجة لتلازم ثلاثة أشياء مسببة لهذه المتلازمة لدى الأطفال الرضع الذين لا يتجاوز عمرهم العامين بحيث يحمل البالغ الطفل من تحت الإبطين ويكون في حالة غضب يجعله يهز الطفل بشكل عنيف ثم يرمي به ليرتطم بالأرض أو الجدار أو السرير وينتج عن المتلازمة ثلاث إصابات جسدية: أولها نزيف في الدماغ بسبب حركة الرأس للأمام والخلف مما يجعل الدماغ يتحرك داخل الجمجمة ويؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية المغذية لمنطقة الدماغ، وثانيها قد تؤدي هذه الطريقة في معاملة الطفل إلى نزيف داخلي في تجويف العين بسبب الحركة الشديدة في رج رأس الطفل للأمام والخلف، وثالثها وجود كسور في ضلوع القفص الصدري بسبب طريقة الإمساك بالطفل من تحت الإبط مما يؤدي إلى كسور في القفص الصدري، والنتيجة الحتمية لهذه المتلازمة قد تؤدي إلى إعاقة حركية للطفل وإعاقة ذهنية كما يؤدي نزيف تجويف العين إلى فقدان البصر كما أن كسور الأضلاع ومع إمكانية التئامها قد تؤدي إلى الضغط على الرئة وتوقف التنفس.
* أهمية الاكتشاف المبكر للمتلازمة
ولفتت المنيف إلى أن بعض حالات تشنج الأطفال في مثل هذا العمر أو الصعوبة في التنفس تكون نتيجة لمتلازمة الطفل المرجوج أو المهزوز لكن لا تكتشف، مشددة على نقص الثقافة الكافية في المجتمع السعودي حول خطورة هذا الأمر على حياة الطفل نتيجة للهز الشديد والعنيف، ومن الضروري تثقيف أطباء الأطفال والإسعاف حول هذه المتلازمة وكيفية التعرف عليها وتشخيصها واكتشافها مبكرًا لحماية الطفل من العواقب الوخمية للاكتشاف المتأخر، وأشارت إلى أن عواقب جهل معرفة هذه المتلازمة تعتبر وخيمة على الطفل وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الموت الدماغي أو فقد البصر أو الإعاقة الذهنية.
* حملة “لا ترجوني”
وعن دور برنامج الأمان الأسري الوطني أشارت المديرة التنفيذية للبرنامج إلى تنظيم البرنامج حملة تحت عنوان “لا ترجوني” وخلال الحملة المنفذة في مستشفيات الحرس الوطني يقوم فريق طبي واجتماعي بتثقيف الأمهات حول الظاهرة وتعمل كل أم بدورها بنقل هذه الخبرات للأب ولمن يشرف على رعاية الطفل.
وعن أسباب الهز العنيف للطفل، أرجعتها المنيف إلى أسباب متعلقة بالطفل منها البكاء الشديد والمتواصل نتيجة إصابته بالمغص وخاصة في الشهور الأولى بعد الولادة أو إصابته بمرض أو إعاقة يحتاج بسببها عناية كبيرة من الوالدين وهناك أسباب خاصة بالوالدين منها جهل الأب والأم في طريقة التعامل مع الطفل الرضيع خاصة في حالة البكاء الشديد حيث يعمل أحد الوالدين على هز الطفل لقلة التحمل ويرجع ذلك لصغر سن الأبوين وصعوبة تحملهما مسؤولية رعاية الطفل أو التحكم بالأعصاب وإدارة الغضب كما أن هناك أسبابًا لحدوث العنف ضد الطفل بصفه عامة ترجع للفقر والبطالة والإدمان وضعف ثقافة المجتمع وضعف تطبيق القوانين والعقوبات الرادعة وأي نوع من العقوبات ولكن متلازمة الطفل المهزوز تعتبر أحد أنواع العنف ضد الأطفال ولكن هذه المتلازمة للأسف ليست معروفة من قبل المهنيين الصحيين أو الوالدين.
* تعميم الحملة على مستشفيات وزارة الصحة
وأشادت المنيف بجهود وزارة الصحة في نقل مشروع حملة لا ترجوني بكل عناصره خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى كافة مستشفيات وزارة الصحة لتعميم الفائدة والتثقيف الصحي للأمها ت وللأسرة، باعتبار المشروع أحد برامج توعية وتأهيل الوالدين والذي أثبت جدواه في الدول الغربية للتقليل من نسبة العنف ضد الطفل وخاصة إصابات الرأس الخطيرة، وتقدم عادة هذه البرامج التثقيفية في المستشفيات وتوجّه للأم بتوضيح الطرق الوقائية لصدمات رأس الطفل العنيفة وإكساب الأم مهارات للتعامل مع بكاء الطفل.
* تثقيف 6000 أم
وحددت المنيف الغاية من المشروع بالحد من إصابة الأطفال بمتلازمة الطفل المهزوز، وقد قدمت هذه الحملة من قبل برنامج الأمان الأسري الوطني كمقترح مشروع لتوعية الأمهات بأهمية مكافحة متلازمة الطفل المهزوز في المسابقة التي أعدتها مؤسسة الملك خالد الخيرية وفاز بها البرنامج كأفضل مقترح وخطة عمل لمشروع تنموي وطني ودعمت ماليًا من مؤسسة الملك خالد الخيرية بمبلغ 100.000 ريال في سبتمبر 2011، وعملت المثقفات الصحيات والممرضات والأخصائيات الاجتماعيات المشاركات بالحملة بتوعية الأمهات بأخطار هز الطفل بعنف وكيفية التعامل مع بكاء الطفل الرضيع في محاضرات توضيحية خصصت لمدة 10 دقائق لكل أم على حدة وتقديم كتيبات وهدية للطفل، وتثقيف أكثر من 6000 أم خلال الحملة خلال المحاضرات التوعية.
المصدر : عين اليوم