لم تحل أجواء التهدئة النسبية التي طرأت على الأوضاع في العاصمة اليمنية صنعاء والانحسار المفاجئ لخارطة المواجهات المسلحة التي شهدتها خلال الأيام الماضية أنحاء متفرقة من العاصمة، دون استمرار تدفق أفواج العائلات النازحة على المنافذ الحدودية للعاصمة وتصاعد مظاهر تعليق الأنشطة التجارية بشكل شبه تام في العديد من الشوارع الرئيسة كالحصبة والرياض والرباط وشارع القيادة .
وعلى الرغم من التطمينات الرسمية التي روجت لها وزارة الداخلية اليمنية وترافقت مع مطالبة سكان الأحياء الكائنة بشمال العاصمة كالحصبة والنهضة ومأرب والستين والجراف بعدم الإنصات لما وصفته ب”الشائعات المغرضة”، التي يروج لها بعض القوى المسلحة المناوئة للنظام حول انفجار وشيك للأوضاع العسكرية في العاصمة والبقاء في منازلهم وعدم النزوح واستئناف ممارسة مظاهر الحياة الطبيعية، إلا أن مثل هذه التطمينات لم تصمد .
في العاصمة صنعاء يتصاعد الشعور العام بأن الهدوء، الذي يسيطر على مناطق التماس بين مواقع تمركز القوات الحكومية والمنشقة والمجاميع القبلية الموالية لزعيم قبيلة حاشد، ليس سوى هدنة أشبه باستراحة المحارب، وأن “الانفجار الكبير”، والمثير للمخاوف الكامنة بات مسألة وقت في ظل استمرار أطراف الصراع المحتدم على السلطة في حشد الاستعدادات وتصعيد مظاهر التحفز المسلح في كافة أنحاء العاصمة صنعاء .
واتهمت أحزاب المعارضة الرئيسة القوات الحكومية الموالية للنظام باقتحام مقر المعهد المهني، الكائن بمنطقة “ذهبان” المتاخمة لمفرق جولة عمران شمال العاصمة وتحويله إلى مستودع لخزن ترسانة من الأسلحة المختلفة ونشر مجاميع عسكرية وقبلية مكثفة في المنشآت الملحقة بالمقر كسكن الطلاب ومبنى الإدارة .
في المقابل، جدد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ووزارة الداخلية الاتهامات الموجهة لأحزاب المعارضة، بخاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح، بالاستمرار في حشد وتخزين الأسلحة في المقرات التابعة للحزب في العاصمة والمدن الحدودية المجاورة وإرسال مسلحين من أنصار الحزب للمشاركة في تنفيذ الاعتداءت المسلحة التي تستهدف القوات الحكومية المرابطة في مناطق “تعز ونهم وأرحب” ونشر مجاميع مسلحة أخرى في أحياء عديدة في العاصمة ضمن ما وصفته بمخطط تآمري يستهدف إضفاء المزيد من التأجيج والتصعيد للأوضاع الأمنية المنفلتة بصنعاء .