تناولت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء بالتحليل والتعليق تبعات هجوم مدينة نيس الفرنسية، والانقلاب العسكري الفاشل في تركيا.
ونشرت صحيفة التايمز تقريرا عن المسلح، الذي قتل بشاحنته 84 شخصا، بينهم عدد كبير من الأطفال في مدينة نيس الفرنسية.
وقال كاتب المقال، ديفيد براون، في نيس إن "قاتل الباستيل" كان مهووسا بالجنس، مع النساء والرجال، من بينهم رجل عمره 73 عاما".
وأضاف براون أن المحققين استجوبوا نساء ورجالا ادعوا أنهم كانت لهم علاقات جنسية مع محمد بوهلال، ووصفوه بأنه "مهووس بالجنس ويميل إلى السادية المفرطة".
وذكر الكاتب أن المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولان، أفاد بأن بوهلال كان إلى وقت قريب يشرب الخمر، ويأكل لحم الخنزير، ويتعاطى المخدرات، ويمارس الجنس بلا حدود.
ويقول براون إن المحققين كشفوا أيضا أن بوهلال شرع، قبل أسبوعين فقط من الهجوم، في البحث على الانترنت عن الأناشيد الدينية، التي يرددها أتباع تنظيم الدولة الإسلامية، في الترويج للتنظيم.
وكان يبحث باستمرار، حسب الكاتب، عن صور الفيديو التي فيها تلاوة القرآن.
كما تضمنت ملفات، عثر عليها المحققون في حاسوبه الشخصي، جثثا منكلا بها، ومقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، يحملون علم التنظيم، وصور أسامة بن لادن، ومختار بلمختار، القائد السابق لتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الإسلامي.
ويعتقد المحققون أن بوهلال كان يعاني، منذ فترة طويلة، من مرض عقلي، ومال إلى التطرف بسرعة، وأعفى لحيته 8 أيام فقط قبل الهجوم.
كيف فشل الانقلاب
ونشرت صحيفة الغارديان تقريرا كتبه كريم شاهين من أنقرة، تناول فيه التفاصيل التي أدت إلى فشل محاولة الانقلاب في تركيا.
ويقول كريم إن 9 وزراء كانوا مجتمعين في مقر رئاسة الوزراء عندما سيطر عسكريون على قناة تي أر تي الحكومية، وأرغموا المذيعة على قراءة بيان يقولون فيه إن الجيش استولى على الحكم.
وخيم الصمت والذهول على الاجتماع، ولكن أحد الوزراء قال مازحا "لا تبالوا بقناة تي أر تي، فأنا شخصيا لا أشاهدها، فهي قناة حكومية".
ويذكر الكاتب أن وزير الداخلية تلقى دعوة رفقة عدد من المسؤولين الكبار لحضور اجتماع أمني في مقر عسكري، لكنه لم يذهب لأنه كان مشغولا، وتبين فيما بعد أن الأمر كان مصيدة لجلبه واعتقاله على يد مدبري الانقلاب.
أما مسؤول مكافحة الإرهاب والمشرف على حملة تركيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية فذهب إلى "اجتماع" في القصر الرئاسي بأنقرة، فوجد مقيدا ومقتولا برصاصة في عنقه، حسب مسؤول كبير.
وهبطت قوات قوامها 25 جنديا بطائرة عمودية على سطح فندق، في منتجع مرمرة، كان فيه الرئيس، رجب طيب أردوغان، بهدف اعتقاله، ولكنه كان غادر الفندق قبل 20 دقيقة من وصول القوات.
وتعرض مبنى المخابرات ومقر الشرطة إلى غارات جوية، بينما كان الوزراء في قلق وحيرة، لكن ظهور أردوغان على التلفزيون يدعو الناس إلى الدفاع عن الديمقراطية، جعلهم يستعيدون ثقتهم بأنفسهم.
ويعتقد الكاتب أن قصف البرلمان من بين اللحظات الحاسمة التي حكمت على محاولة الانقلاب بالفشل، وتبعها موقف المعارضة، وخروج جميع أطياف الشعب التركي إلى الشارع ضد الانقلاب.
تبعات الانقلاب
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا لسفير بريطانيا السابق في تركيا، بيتر ويستماكوت، يتحدث فيه عن تبعات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
ويقول السفير إن محاولة الانقلاب في تركيا دليل على أن أتباع غولن لا يزالون ناشطين، وأن نفوذهم كبير خاصة في القوات الجوية.
فلو أن أردوغان لم يغادر الفندق الذي كان فيه بمنتجع مرمرة قبل القصف لانتهت الأمور إلى نتيجة مختلفة تماما.
ويرى الكاتب أن سن غولن والبيان الذي انتقد فيه محاولة الانقلاب، قد يجعلنا نعتقد أنه لم يكن شخصيا على علم بالموضوع، ولكن تصريحات أردوغان تبين أنه متمسك باتهام غولن.
أما نظريات المؤامرة فتقول، حسب ويستماكوت، إن محاولة الانقلاب قد يكون مصطنعة، وإن كان هو شخصيا يشك في ذلك.
ولكن ما لا شك فيه هو أن أردوغان خرج أقوى من أي وقت مضى، بعد محاولة انقلاب بدت محبوكة باتقان لا يقدر عليه أبدع المخرجين.
ويقول السفير قد لا نعرف الحقيقة الكاملة أبدا ولكن الأهم هو إلى أني تتجه تركيا بعدها. ويعتقد الكثيرون من الذين يحبون الخير لتركيا يتمنون أن تعكف أردوغان بعد انتصاره على قضايا الوحدة وحرية الصحافة ودولة القانون، مكافحة الفساد.
ولكن تصريحات الرئيس، حسب الكاتب، توحي بأنه أميل إلى القمع منه المرونة، وأنه حريص على جلب غولن إلى تركيا، وهو ما قد يزيد علاقاته مع الولايات المتحدة تعقيدا.