أبطل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حكما كان يقضي بجلد امرأة عشر جلدات بعد انتهاكها قانون منع سياقة النساء في المملكة، وقد أكد مسؤول حكومي القرار الذي نشرت تفاصيله أميرة سعودية تدعى أميرة الطويل على حسابها بموقع تويتر.
وكتبت الاميرة اميرة الطويل زوجة الامير وليد بن طلال على موقع تويتر "شكرا لله، جلد شيماء تم الغاؤه".، واضافت: "انا واثقة ان كل النساء السعوديات سيكن سعيدات" بذلك.
وكان مصدر مطلع في جمعية حقوق الإنسان السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصدر توجيهاً بإعادة النظر في حكم قضى به أحد قضاة مدينة جدة على فتاة سعودية الاثنين الماضي بالجلد عشر جلدات بتهمة قيادة سيارتها.وقال المصدر إن الحكم سيعاد النظر فيه مما يوقف تنفيذه ويمهد لإلغائه.
وكانت محكمة في مدينة جدة أصدرت في وقت سابق حكما على (ش ج) بالجلد 10 جلدات بعد ضبطها تقود سيارتها في يوليو الماضي، وطالب المدعي العام في لائحة الادعاء بتعزيرها لقاء مخالفتها الأنظمة، بعد أن اعترفت الفتاة بقيادة سيارة عائلتها، "مبررة ذلك بظرف صحي طارئ، وعدم وجود مواصلات خاصة أو عامة لحظة قيادتها السيارة"، وكذلك تضمنت اللائحة اعتراف شاب قام بتصوير الفتاة وهي تقود السيارة في الشارع، وإقراره أنه فعل ذلك بدافع الفضول عندما رأى امرأة تقود سيارة.
وأوضحت التحقيقات أن الفتاة قبض عليها من قبل الدوريات الأمنية في شهر جمادى الآخرة الماضي، وكانت تقود سيارتها بحي السليمانية وسط جدة، بعد بلاغ تقدم به مواطن، وحررت حينها الدوريات محضراً بالواقعة، حيث تبين أن السيارة تعود لأحد أفراد عائلتها، وتمت إحالة الواقعة لهيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمالها، ومن ثم إلى المحكمة الجزئية التي عقدت 3 جلسات سابقة للتحري عن إفادات الفتاة، وصدر الحكم ضدها في الجلسة الرابعة.
ورفضت الفتاة التحدث للإعلام عن محاكمتها، ولكن أفرادا من عائلتها قالوا إن الحكم صدمهم وأنهم سيستأنفون الحكم، وإنهم لم يتوقعوه حتى إنهم لم يشرعوا في توكيل محام للترافع عنها بعد تحرير المخالفة ضدها قبل نحو 4 أشهر، خاصة أنه أطلق سراحها من نفس الموقع بمحضر وتعهد.
وأكدوا أن حادثة ابنتهم سبقت كل قضايا قيادة السيارات من قبل فتيات، وأثارت الجدل في المجتمع، معبرين عن اعتقادهم بأن هذا الجدل الإعلامي ألقى بظلاله على قضية ابنتهم عند النطق بالحكم.
وياتي الحكم بعد ايام من اعلان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ان المرأة سيسمح لها بالتصويت في عام 2015.
يذكر ان عدداً من النساء قمن بقيادة السيارات في المدن السعودية للضغط علي السلطات لتغيير القانون.
وكانت الناشطة نجلاء الحريري عمدت في مايو الماضي الى قيادة سيارة بصورة علنية ومستمرة في شوارع جدة ، لتصبح أول امرأة تقدم على هذا العمل في المملكة العربية السعودية.
قالت نجلاء، البالغة من العمر 45 سنة، إن دافعها لهذا العمل هو الثورات الشعبية التي انتشرت في دول أخرى في ربوع الشرق الأوسط.
وأضافت في مقابلة مع مراسل بي بي سي وقتذاك وهي تقود سيارتها في جدة: "لقد فاض الكيل.. إن من حقي أن أقود سيارتي".
وتحمل نجلاء رخصتي قيادة أحداهما من مصر والأخرى من لبنان كما تحمل رخصة قيادة دولية تستخدمها عندما تقود السيارات في أوروبا.
وتؤكد قائلة: "لا يوجد قانون يمنع النساء من القيادة ، وإنما هو عرف اجتماعي يقول إن النساء غير مؤهلات لقيادة السيارات".
وذكرت تقارير صحفية في الايام الاخيرة ان السلطات السعودية حققت مع نجلاء واحالت قضيتها للمحكمة.