أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

"اخبار الساعة" ينشر (النص الكامل) لمحضر التحقيق مع المتهم الأول بانقلاب تركيا

- وكالات
هنا النص الكامل لمحضر التحقيقات الأولية مع المتهم الرئيس في محاولة الانقلاب في تركيا، قائد القوات الجوية السابق الجنرال أكين أوزتورك.
 
وبحسب نص محضر التحقيق الذي تم الاثنين، فقد نفى أوزتورك تهمة المشاركة في الانقلاب، وقال إنه لا يعرف دوافع المشاركين فيه أو المسؤولين عنه داخل الجيش.
 
وفيما يأتي الترجمة الكاملة لنص المحضر بحسب ما نشره موقع "عربي 21":
 
محضر أقوال المتهم
 
الاسم: أكين أوزتورك
 
تم النظر في قضية المتهم وفقا للمادة 147 من قانون المحكمة الجزائية. وتم إخباره بضرورة الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه بشكل صحيح يتطابق مع معلوماته الشخصية. وتم شرح التهمة التي نُسبت إليه. وتم إخباره وتذكيره بأنه يمكنه الدفاع عن نفسه ورد التهمة التي وجهت إليه، كما أنه يمكنه في حال اختار الدفاع عن نفسه أن يطلب محاميا يدافع عنه. ويمكنه أيضا أن يطلب الأدلة القاطعة ليخلص نفسه من التهمة الموجهة إليه.
 
أقوال المتهم:
 
أنا لست أحد الذين خططوا للانقلاب العسكري عشية 15-07-2015، ولم أكن من منفذيه. في ليلة الانقلاب كان هناك حفلة زفاف لابنة صديقي في إسطنبول وكان يجب علي حضور حفل الزفاف هناك. لم أستطع الذهاب إلى إسطنبول بسبب أعمال لدي كانت عند كاتب العدل، ومعي ما يثبت ذلك. انتهت إجراءات كاتب العدل الساعة الـ11:30 في إزمير. ما بين الساعة الـ11:30 والساعة الـ01:30 انتقلت إلى أنقرة مع قائد القوة البرية على متن طائرة عسكرية. فور وصولي إلى أنقرة ذهبت إلى أكنجي أوسو لرؤية أحفادي. وبقيت هناك حتى المساء. وكانت هناك حركة الطائرات بشكل معتاد. لم أركز في البداية على وجود تحركات مكثفة هناك. اتصلت بصاحب الزفاف محمد شنور. وباركت لهم الزفاف. وبعد مدة قصيرة أعاد الاتصال بي. وقال لي إن هناك حركة غير طبيعية للطيران وسألني: ما الذي يحدث؟ وقال إنه تأكد من ذلك من خلال شريط الأخبار لإحدى القنوات التلفزيونية. حينها كنت أتابع التطورات من خلال مشاهدة التلفاز. قائد القوات الجوية كان حاضرا في حفل الزفاف. اتصل بي وأخبرني بأن الطيران يشهد حركة غير طبيعية وأمرني بالتدخل. اتصلت على الفور بالقاعدة الجوية. هاتفني من هناك قائد القاعدة الجوية كوبيلاي سلجوق الذي كان ضيفا هناك. قال إن قائد الأركان العامة متواجد في القاعدة. وأنا ذهبت إليه مباشرة. وخلال خمس دقائق وصلت إلى قائد الأركان العامة. عندما ذهبت إلى هناك كان الوقت ليلا، لكني لا أتذكر كم كانت الساعة بالضبط.
 
وصلت إلى القاعدة. كان قائد الأركان خلوصي أكار وكوبيلاي سلجوق ومحمد ديشلي داخل غرفة يحتسون الشاي مع بعض. قال لي: "ماذا يفعل هؤلاء؟ تحدث معهم وأقنعهم". بدأت بالحديث معهم. في تلك الأثناء كانت الدبابات تدهس المواطنين في إسطنبول. كان التلفاز مفتوحا في الغرفة. وكنت أرى ذلك بعيني. حاولت إقناع كوبيلاي سلجوق ومحمد ديشلي بأن الانقلاب لن ينجح وأن المؤسسات الديمقراطية ستفشله وستكون ردة فعل الشعب قوية على محاولة الانقلاب. وحينما اعترضوا على ذلك صرخت عليهم وخرجت غاضبا. بالشكل نفسه حاول رئيس الأركان إقناعهم بذلك. قلت لهم ثلاث مرات بأني أصبحت غير ملزم بتنفيذ أوامرهم. والأهم من ذلك أنني أخبرتهم بأوامر قائد القوات الجوية عبدين أونال وحاولت إقناعهم بذلك. لحظتها دخل علينا ضابط اسمه عمر ولا أعرف لقبه. وأنهى التعليمات التي كنت ألقيها. لم تقلع أي طائرة من القاعدة وإنما استمرت الطائرات في الجو في المهمة التي كلفت بها. والطائرات التي عادت إلى القاعدة لم يتم إرسالها مجددا.
 
لا أعرف كم مضى من الوقت وأنا أحاول إقناعهم. في النهاية اقتنعوا واتصل رئيس الأركان برئيس الوزراء. وقال لي: "ابق هنا وأقنع هؤلاء". بعدها صعد إلى الهيلوكوبتر وذهب إلى رئيس الوزراء. كان الوقت في الصباح الباكر ولكن لا أتذكر كم كانت الساعة بالضبط.
 
بقيت في القاعدة حوالي ساعة. بعد أن تأكدت من كل شيء كنت سأذهب بالهيلوكوبتر إلى رئاسة الوزراء. صعدت إلى الهيلوكوبتر، لكن كانت هناك طائرة أخرى وعدد من طائرات الهيلوكوبتر المحلقة. أطلقوا عليّ الرصاص من الطائرات التي كانت محلقة في الهواء. عدت إلى القاعدة. بعد فترة من الوقت حاولت مجددا صعود الهيلوكوبتر، فأُصبت في فخذي. لا أعرف من الذي أصابني، هل من الطائرات المحلقة في الجو أم من الأرض؟
 
عدت إلى القاعدة. كنت حينها متصلاً بمحمد ديشلي. كان قد استقل الهيلوكوبتر وذهب مع رئيس الأركان إلى رئاسة الوزراء. اتصلت به بجواله. بعدها علمت أن الرئيس الثاني لرئاسة الأركان كان متواجدا في القاعدة. وذهبت إلى الغرفة التي كان موجودا فيها. كانت عيناه معصوبتين. فككت الرباط عن عينيه وكانت يداه ورجلاه مربوطة أيضا. حللت رباطه. صعدنا معا إلى طائرة الهيلوكوبتر، لكننا لم نفارق القاعدة الجوية لأن الطائرات كانت تحلق فوقنا. بقينا هناك فترة طويلة.
 
في تلك الأثناء علمت أن قائد القوات الجوية والعديد من الجنرالات متواجدون في مكان آخر في القاعدة. في البداية زرت عبدين أونال وأمرت جنديين بحمايته. ثم ذهبت إلى يشار جولر وشرحت له هذا. يشار جولر تحدث مع قائد القوات الخاصة. وقال إنه جاء إلى القاعدة. انتظرنا 2- 3 ساعات. تأخر مجيء قائد القوات الخاصة لأنه تفقد بعض الأماكن وتأخر وصوله إلينا. علاوة على ذلك قام يشار جولر بدعوة المحامين العسكريين إلى مكان الحادثة. بدأ المحامون العسكريون بالبحث والتحقيق في مكان الحادث. علمت بأن فخري جاسيرجا وقائد القوات البرية ورئيس الأركان عند كاتبه الخاص. في تلك الأثناء وصل قائد القوات الخاصة إلى القاعدة وأنقذ فخري كاسيرجا وقائد القوات البرية. أنا لا أعرف ما إذا كان قد أخرج قائد القوات البرية أم لم يخرجه.
 
اصطحبت يشار جولر وذهبنا إلى المكان الذي يتواجد فيه قائد القوات الجوية عبدين أونال. بعدها أنقذنا جنرالات القوات الجوية الذين كانوا محتجزين في قاعة الضيوف. ثم أتيت إلى قيادة القوات الخاصة ومعي يشار جولر وخلفنا سيارة تقل عبدين أونال. أنا وعبدين أونال بقينا في مقر القيادة، ويشار جولر ذهب إلى بيته. ولأنه تم اتهامي بالعديد من الافتراءات، فقد قمت بإعداد بيان لتكذيب هذه الافتراءات ونشرته في وسائل الإعلام. بعدها ذهبت أنا أيضا إلى البيت، وبدأت أنتظر. كنت أفكر بأنهم سيأتون ويأخذونني. في الساعة الـ01:30 ليلاً تم احتجازي من قبل القيادة المركزية. ثم سلموني للفريق الأمني المكلف بالتحقيق.
 
أنا أريد أن أستمع لشهادة رئيس الأركان العامة خلوصي أكار وقائد القوات الجوية عبدين أونال والرئيس الثاني للأركان العامة يشار جولر، وكل الطيارين الذين كانوا متواجدين هناك، وأقول بأني لم أشارك في محاولة الانقلاب. علاوة على ذلك فأنا من الشخصيات التي تقف ضد النظام الموازي. يمكن سماع هذا أيضا من قائد الأركان العامة السابق نجدت أوزال، ومن الطيار يرباي محمد يلدريم، ومن الطيار المتقاعد دميربوكان، ومن مستشار الاستخبارات العامة هاكان فيدان.
 
وفقا لتجربتي العسكرية، فأنا أعتقد بأن من قام بهذه العملية هو النظام الموازي، لكني لا أقصد هنا من نسقوا ذلك داخل القوات المسلحة. لا يوجد لدي أي معلومة حول هذا الموضوع. وضعوني في القائمة على أنني الرئيس الثاني للقيادة العامة. في الحقيقة أنا أرفع من الرئيس الثاني للأركان العامة.
 
لقد كافحت كثيرا ضد هذه المنظمة. عندما كنت أعمل في قيادة القوات الجوية، رفضت قبول العديد من الأشخاص في المدارس الجوية لأنهم ينتمون لهذه المنظمة. القول إني كنت في عملية تجسس في إزمير غير صحيح. لقد كنت أتابع قضية أخلاق. القوات المسلحة هي جزء من الشعب. اختيار الطلاب في القوات المسلحة يجري تحت إجراءات مشددة، ومع هذا فإنها تحدث بعض الأخطاء. أنا لا أعرف كم عدد الأشخاص التابعين للنظام الموازي داخل القوات المسلحة والقوات الجوية.
 
محاولة الانقلاب العسكري يمكن أن تكون مخططا أجنبيا لإضعاف قوة تركيا. لا يمتلك فتح الله غولن القوة التي تمكنه من أن يقوم بهذه العملية. يمكننا القول إنه تم استخدام النظام الموازي للقيام بهذه العملية.
 
لم أتحدث بشكل مفصل مع كوبيلاي سلجوق ومحمد ديشلي عن سبب مشاركتهم في محاولة الانقلاب هذه. ولا أعرف هدفهما من ذلك.
 
عندما رأيت رئيس الأركان العامة كانت في رقبته آثار جراح. وقال لي: "أنا الآن متعب". وقد ظهر في تصريح مفصل لاحقا.
 
قال: "أنا لم أتحدث بجملة واحدة مع الجنرالات المتورطين في هذه العملية، وهذا يدل على عدم مشاركتي في هذه العملية".
 
وُجه سؤال إلى المدافع عن المتهم، فقال: "أنا أشترك في المدافعة. يوجد في ذراع موكلي ضمادة. وفي جسده عدة كدمات وجروح. وكدمة تحت عينه اليسرى. أريد أن يُكتب في محضر التحقيق أن موكلي جريح. وأريد أن يُذكر في المحضر أنه ظل محتجزا لفترة طويلة".
 
تم أخذ أقوال المتهم وقراءتها. تم التوقيع على المحضر في الساعة الـ16:30.
 

Total time: 0.0465