اخبار الساعة
* "لا يهمني أن أكون أغنى رجل، قدر ما يهمني أن أعود للفراش في المساء وأنا أشعر أنني قمت بشيء رائع".
* "الإبداع هو ما يفرق بين القائد والتابع".
* "من الطبيعي أن تخطئ حين تحاول الابتكار.. يجب عليك حينها أن تعترف بخطئك بسرعة وتسعى لتصحيحه فيما تقدمه من ابتكارات أخرى".
* لقد كنت أملك أكثر من 1,000,000 دولار عندما كان عمري 23 عاما، و10,000,000 عندما كان عمري 24 عاما، و100,000,000 عندما كان عمري 25 عاما.. لكن لم يكن لذلك أي أهمية لأنني لم أكن أفعلها من أجل المال".
* "الطريقة الوحيدة للعمل بشكل عظيم هي أن تحب ما تفعل, فإن لم تجد ما تحبه حتى الآن, استمر في البحث, ولا تتوقف ولا تتوان، وتذكر أن وقتك محدود فلا تعشه في حياة شخص آخر، ولا تجعل ضجيج الآخرين يحجب صوتك الداخلي".
كلماتٌ موجزات، تسلط الضوء على جانب من شخصية الراحل "ستيف جوبز"، صاحب أسطورة "أبل", وأحد أهم العقول في مجال الكمبيوتر والبرمجة والإلكترونيات، والذي كان له دور بالغ التأثير والأهمية في إحداث ثورة تقنية في العالم.
ولد جونز يوم 24 فبراير عام 1955 في ولاية كاليفورنيا، لأم أمريكية ووالد سوري مسلم ثم تبنته عائلة "جوبز" الأمريكية, وبرغم ما عرف عنه من عدم ميله لاستكمال الحياة المدرسية أو الجامعية لأنه لم يكن يحب كل المواد المقررة للدراسة, إلا أنه أظهر ولعا غير عادي منذ صغره بالحاسوب والإلكترونيات.
ونظرا لشغفه الكبير بالالكترونيات, كانت أول ابتكاراته في المرحلة الثانوية "شريحة إلكترونية", ثم التحق جوبز بالجامعة في ولاية أوريجون بعد إنهائه الدراسة الثانوية, لكنه لم يحقق النجاح في الجامعة فرسب في عامه الأول وقرر ترك الدراسة, ثم دأب على تنمية مهاراته في الالكترونيات وعمل مصممًا للألعاب في شركة "أتاري" الأولى في الولايات المتحدة في هذا الوقت.
كما عُرف عن جوبز ولعه بالبحث عن الجديد دوما والابتكار, حتى إنه كان لا يتناول الكثير من الطعام ولا ينال إلا قسطا قليلا من النوم, ولذلك فقد شهدت حياته تحولًا هامًا في بواكير حياته وذلك في عام 1970 عندما التقى بمهندس الحاسوب والمبرمج ستيف وزنياك, وأخذا في التحضير طوال ستة أعوام لتأسيس شركة "أبل" لإنتاج الحاسوب الشخصي في عام 1976.
وبالفعل فقد كانت باكورة إنتاج شركة "أبل" في عام 1984 جهاز "ماكنتوش" كأول نظام تشغيل ناجح بواجهة رسومية وفأرة، وهي تقنيات لم تكن معروفة من قبل، ليحقق الجهاز نجاحاً وانتشاراً كبيرين في مواجهة إنتل ومايكروسوفت، لكن لم يكد يمضي عام على هذا الإنجاز حتى نشبت خلافات وصراعات داخلية عنيفة انتهت بطرد جوبز في عام 1985 من شركة "آبل", وهو ما وصفه بأنه "أفضل شيء كان من الممكن أن يحدث لي على الإطلاق".
وبالفعل فقد كان هذا دافعا قويا لتأسيس شركة "نيكست" للكمبيوتر، التي شكلت فيما بعد القاعدة الأساسية لأنظمة التشغيل الحديثة, ثم اشترى في عام 1986 قسم رسوميات الحاسوب في شركة "لوكاس فيلم" ليحولها إلى شركة "بكسار" التي أصبحت بعد ذلك أحد أكبر شركات إنتاج أفلام الكرتون ثلاثية الأبعاد، والتي قدمت لنا أكثر الأفلام نجاحًا في تاريخ هذه الصناعة, حيث أنتجت أول فيلم روائي طويل للرسوم المتحركة عن طريق الكمبيوتر.
أما شركة "أبل" فلم تتمكن من الثبات على مستواها المعهود وأخذت في الانهيار سريعا وتقلصت حصتها في السوق بشكل كبير، وتنقلت من مدير إلى آخر, حتى لم يجدوا طوق نجاة لإنقاذ الشركة, من التعثر والمشاكل المالية التي كانت ستصل إلى حد الإفلاس, سوى الاستعانة بجوبز والذي عين مديرا تنفيذيا للشركة في عام 1997.
وعندما سئل جوبز ذات مرة عن سر الأفكار الخيالية التي تتمتع بها "آبل" قال: "إن من يعمل في الشركة ليسوا مجرد مبرمجين, بل إنهم رسامون وشعراء ومصممون ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم", ولأن عقليته كانت لا تتوقف عند حد معين بل تسعى دوما من أجل البحث عن الجديد من الابتكارات في الالكترونيات فقد توالت في عهده منتجات الشركة.
وفي عام 1998, أنتجت شركة "آبل" جهاز "آي ماك"، وهو جهاز حاسوب فعال يجمع بين كافة الخصائص التي يريدها المستخدم, وهو الجهاز الذي استطاعت به "أبل" التقاط أنفاسها واستعادة مكانتها في سوق الحاسوبات الشخصية من جديد, وأصبح جوبز في عام 2000 مالكا 30 مليون سهم من الشركة.
ثم عادت الشركة في عام 2001, حتى تنتج جهاز "آيبود" المحمول لتشغيل الفيديو، والذي جرى دمجه مع برامج "آي تيونز", وسرعان ما سيطرت "آي تيونز" على سوق الموسيقى الإلكترونية، وأطاحت أجهزة "آيبود" بعرش الاسطوانات المدمجة (سي.دي).
وفي عام 2007, أنتجت "آبل" جهاز "آيفون"، أول جهاز محمول موجه لجميع فئات المستخدمين، يتميز بالتحكم عن طريق الشاشات التي تعمل باللمس, والذي أحدث ثورة في صناعة الهواتف الذكية، ومن ثم حصلت الشركة من ورائه على أرباح تقدر بمليارات الدولارات، فقد باعت أكثر من 130 مليون وحدة في العالم.
وفي العام المنصرم, 2010 , قدمت "آبل" جهاز "آيباد"، وهو جهاز حاسوب لوحي يستخدم نفس تقنيات التحكم عن طريق شاشات اللمس التي يستخدمها "آيفون " ، وحقق نجاحا سريعا بعد أن أعاد تشكيل سوق أجهزة الحاسوب الشخصي, وقد باعت "آبل" 500 ألف جهاز آيباد في أول أسبوع له، ومن المتوقع أن يصل حجم مبيعاته إلى 30 مليون وحدة في هذا العام.
أما مرضه فقد بدأت رحلة معاناته معه في عام 2004, حينما اكتشف أنه مصاب بورم سرطاني في البنكرياس وهو مرض مستقبله عادة ما يكون سيئًا للغاية؛ ثم قرر استئصال البنكرياس في يوليو 2004 في عملية قيل أنها نجحت, إلا أن برءه لم يتم بالعلاج الكيمائي أو الإشعاعي, ثم لقي حتفه في يوم 5 أكتوبر 2011 .
وفي بيان صادر عن شركة "آبل" تنعي فيه أحد مؤسسيها قالت: "نحن نشعر بحزن عميق لنعلن وفاة ستيف جوبز اليوم, فقد كان جوبز متألقا، ويمتلك العاطفة والطاقة لتكون مصدرا للابتكارات التي لا تعد ولا تحصى وتثري حياتنا جميعا", وقد رثاه العديد من أبرز الشخصيات في العالم.
حيث يقول أوباما: "نشعر بالحزن الكبير لرحيل ستيف جوبز لأنه يعتبر من أعظم المبدعين الأمريكيين ولديه جرأة وموهبة يمكن لها أن تغير العالم بأسره", بينما قال بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت: "لقد حزنت للغاية على وفاة ستيف، من النادر أن يرى العالم شخصا يؤثر به مثل ستيف، وقد يستمر هذا التأثير لأجيال عديدة قادمة".
المصدر : الإسلام اليوم