اعربت شركات دولية  لخدمات النقل النفطي عن مخاوفها الشديدة من الاثار المترتبة على اقدام المسلحين الحوثيين احتجاز ناقلات نفط تتبع شركات كبرى اثر خلاف مالي .

 

ووفقا للتقرير الذي نشرته وكالة رويترز الاخبارية العالمية ، قال ملاك سفينتي النقل النفطي التي تم احتجازها في مياء الحديدة ، بأن هذه الحادثة سيكون لها تبعاتها وستأثر بشكل سلبي على عمليات استيراد السلع الاساسية في اليمن.

 

ونقلت رويترز عن الشركة المالكة ،"Ocean Tankers" ، للسفينتين  والتي تتخذ من سنغافورا مقر اقامة لها، تحمل كليهما ما يعادل 74,000 طن عدم سماح المسلحين الحوثيين للسفينتين بالمغادرة من ميناء البحر الاحمر بالحديدة ، ثاني اكبر الموانئ البحرية في اليمن.

 

وفي تصريح للوكالة ، قال المتحدث باسم الشركة :"منعت سفننا من مغادرة ميناء البحر الاحمر من قبل الحوثيين ليس بسبب وجود اي خلاف بيننا وبين عملائنا التجاريين في اليمن ، ولكن بسبب فوائد ربحية او التزامات مالية بين الحوثيين وبين جهة تجارية في الخارج." واضاف " نأمل ان يتم السماح باقرب وقت لسفننا بالمغادرة وتسوية الخلاف بين المتنازعين بمنأى عن سفننا ، حيث لا علاقة لنا بهذا النزاع".

 

ووفقا لمصادر تجارية مطلعة ، فان السبب الرئيسي لاحتجاز الحوثيين لسفن الشحن يرجع لفشلهم في دفع عشرات الملايين من الدولارات واجبة السداد لقاء الخدمات التي قدمتها شركة الشحن هذه وقبلها عدة شركات اخرى قامت بنقل الالاف الاطنان من مادتي البترول والديزل.

 

و كشفت الاستطلاعات التي اجرتها الوكالة بأن ملكية الشحنات التي احتجزت بسببها السفن تعود لشركتي " جانوفر & لاتاسكو" الكائنتين في سويسرا ، تعتبر اثنين من اهم الاذرعة التجارية لشركةالنفط الروسية " لوكيل" . حيث وردت الشركتين السوسريتين  الالاف الاطنان من مادتي البترول والديزل بعد اتفاقها مع شركة " كرو غاز " البريطانية ، احد الشركات التي تتعامل مع اليمن منذ عقود في مجال الخدمات النفطية وتنسق خدمات استيرادها من الخارج.

 

و تكشف احدى الوثائق ، اطلعت عليها وكالة رويترز ،  عن قيام وزارة العدل اليمنية باصدار مذكرة بتاريخ 4 سبتمبر تامر مسئول خدمات الشحن بعدم السماح للسفينتين بمغادرة الميناء.

 

اثر ذلك ،  رفعت شركة جانوفر السويسرية دعوى قضائية بتاريخ 6 سبتمبر ضد شركة كرو جاز البريطانية مدعية خسارة حوالي 39 مليون دولار امريكي ، وفقا لعريضة الدعوى المعروضة على المحكمة العليا البريطانية ، والتي اطلعت الوكالة على نسخة منها.

 

وتقول الشركة السويسرية بأن السلطات الحوثية القائمة على ميناء البحر الاحمر اختلقت ذرائع وحجج واهية شتى لعدم السماح لها بافراغ شحناتها وتخليصها من الميناء  بغية فرض غرامات مالية تعرف بـــ " الارضيات " وبذلك افتعال ازمة مالية مع شركات التصدير. وتوضح الشركة السويسرية بأن الحوثيين يطالبون غرامات الارضيات لشحنة يصل وزنها مابين ال 30 الى 35 الف طن.

 

و بحسب افادات من مصادر عاملة في ميناء الحديدة ، هناك خلاف قائم بين الشركة البريطانية وبين شركة النفط اليمنية بسبب عدم سداد الشركة اليمنية قيمة الشحنات المستوردة منذ اشهر.

 

ولم تفلح محاولات الوكالة العالمية بالتواصل مع اي من المسئولين الحوثيين في صنعاء للتعليق على تداعيات الخلاف القائم مع الشركات الاجنبية بسبب اجازة عيد الاضحى.

 

و تشير السجلات الخاصة بتوثيق حركة الشحنات الدولية ، الى مضي عدة اشهر منذ احتجاز السفينتين التابعة لشركة شحن عالمية الامر الذي يهدد بلجوء الشركة ومعها شركات اخريات باللجوء للقضاء العالمي .