أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

جمعية خيرية سعودية (مؤسسة الحرمين) تكسب معركتها القانونية ضد السلطات الأمريكية وشطبها من القائمة السوداء

- وكالات

حذفت وزارة الخزانة الأمريكية اسم مؤسسة “الحرمين” الخيرية من قائمتها السوداء للعقوبات في إطار تسوية مع تلك المؤسسة تُنهي نزاعًا ممتدًّا عبر سنوات نجم عن اتهامات باطلة بتحويلها أموالا لإرهابيين، وهي المزاعم التي تمكن محامو المؤسسة من تفنيدها وإثبات زيفها.

وأثار القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة في 2004 بوضع مؤسسة الحرمين الإسلامية -التي مقرها في أوريجون- في القائمة السوداء نزاعًا قانونيًّا اتهم فيه محامو المؤسسة الحكومةَ بالتذرع بأدلة سرية وادعاءات الأمن القومي لإغلاق مؤسسة خيرية شرعية تدعمها المملكة العربية الإسلامية لخدمة الدين الإسلامي.

وأثارت هذه القضية وقضايا أخرى خلال السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2011 في الولايات المتحدة قلق أنصار الحريات المدنية الذين اتهموا الحكومة الأمريكية باستخدام سلطات واسعة بشكل مفرط وتدابير غامضة وأدلة سرية لإغلاق مؤسسات خيرية إسلامية، وفقًا لوكالة “رويترز”.

وطبقًا لسجلات المحكمة، عرف محامو مؤسسة الحرمين أن الحكومة راقبت اتصالات تحظى بحماية قانونية مع المؤسسة عندما أعطتهم الحكومة عن طريق الصدفة وثيقة سرية للغاية مرتبطة بعملية المراقبة.

ونقلت “رويترز” عن متحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية قولها في بيان صادر الجمعة 16 سبتمبر، إن مكتب مراقبة الأصول الخارجية التابع لها حذف فرع الحرمين في الولايات المتحدة من القائمة السوداء بعد أن وافقت المؤسسة على حل نفسها. وما زالت فروع الحرمين في الخارج ومن بينها في الصومال والبوسنة وكينيا في القائمة السوداء.

من جهتها، قالت لين بيرنابي وهي محامية عن المؤسسة إن هذا القرار “اعتراف بعدم وجود أساس لتصنيفها في المقام الأول”.

وقالت أوراق القضية إن مؤسسة الحرمين أنشأت مكتبًا بالولايات المتحدة في ولاية أوريجون في 1993، وأنها تلقت نحو 700 ألف دولار من المكاتب الرئيسية في السعودية.

وجمدت الحكومة الأمريكية أصول مؤسسة أوريجون في فبراير 2004 إلى حين انتهاء التحقيق، ثم صنفتها على أنها مؤسسة إرهابية عالمية، وأدرجت اسمها في القائمة السوداء في سبتمبر 2004 وزعمت أنها فرع للمنظمة السعودية في الولايات المتحدة.

ودفع محامو مؤسسة أوريجون بأنها ليست فرعًا لأي منظمة أخرى، ولكنها توزع مطبوعات وتتلقى تبرعات من المؤسسة الخيرية السعودية.

وقال المحامون إن الحكومة رفضت أن تقدم للمؤسسة اتهامات محددة أو ملخصًا للأدلة السرية التي تقول إنها موجودة لديها، ولم تقدم سببًا محتملا قبل تجميد أصول المؤسسة.

ووجدت محكمة استئناف أمريكية في 2011 أن الحكومة لديها أدلة كافية لإدراج مؤسسة أوريجون في القائمة السوداء، ولكنها خرقت حقوق التقاضي السليمة للمؤسسة بعدم الكشف عن الأدلة الموجودة ضدها ولم تقدم أسبابًا لتحقيقها.

وقالت “رويترز” إن المتحدث باسم وزارة العدل الأمريكية لم يرد بشكل فوري على طلب للتعليق.

ومؤسسة الحرمين الخيرية السعودية هي من أشهر المؤسسات الخيرية الإسلامية في المجال الدعوي والإغاثي، تم تأسيسها في مدينة كراتشي الباكستانية عام 1988م 1408هـ، ثم انتقل مقرها الرئيسي إلى مدينة الرياض عام 1412هـ. وكانت تدير مشروعات إسلامية في أكثر من 50 بلدًا إسلاميًّا حول العالم، وبلغ عدد موظفيها أكثر من 5 آلاف موظف، لكنها واجهت اتهامات وشبهات بتمويل الإرهاب منذ عام 2004، ونالت هجومًا كبيرًا عقب أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة، فاضطرت حكومة المملكة إلى حل الجمعية درأً للشبهات.

Total time: 0.0483