اخبار الساعة - صنعاء
اعلن رئيس المجلس السياسي المكون بالتوافق بين جماعة الحوثي والمؤتمر صالح الصماد عن مبادرة جديدة للسلام في اليمن، التي قال انها تتعرض لعدوان غاشم لما يزيد عن سنة وثمانية اشهر.
جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه مساء اليوم بمناسبة العيد الـ 54 لثورة 26 سبتمبر، وفيما يلي نص خطابه الذي نشرته وكالة الانباء اليمنية سبأ الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله ورضي الله عن صحابته الأخيار.
الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات جماهير شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج شباب اليمن وشاباته وأطفاله.. الذين يعيشون هذه التجربة العظيمة من الصمود والتحدي وامتلاك التغيير الحقيقي وحماية الروح الثورية التي حاولت كل قوى الشر وتحالفاته خنقها في كل مراحل التحول التي مر بها اليمن المعاصر، وها هي الذكرى الرابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر تهل علينا جميعا وقد مرت خلال العقود الخمسة من عمرها بمحن متتالية وعواثر أعاقتها عن تحقيق أهدافها عاما بعد آخر ومرحلة تلو مرحلة، محاطة بنفس المؤامرة التي أفضت مؤخرا إلى العدوان على اليمن وشعبة العزيز عندما أعلن عن حقه في الحياة وأفصح عن إرادته في تحقيق أهدافه وتطلعاته واللحاق بركب الحضارة والتقدم، والحق الأصيل في التساوي مع الشعوب والأمم التي تملك الروح والتاريخ والمقومات والتي لليمن فيها الباع الطويل والتاريخ العميق، والأصالة المتجذرة.
يا أبناء الشعب اليمني العظيم
إننا اليوم نقف أمام محطة مهمة وتاريخية تحمل من أجلها شعبنا الكثير من الأعباء جراء طموحه في السمو نحو الأفضل.
لقد تكالبت المؤامرات على شعبنا منذ فجر ثورة 26 سبتمبر من قوى الهيمنة وفي مقدمتها السعودية التي ما لبثت أن تآمرت مع أعداء اليمن بمن فيهم الصهاينة والمستكبرين على أهداف الثورة في محاولتها ومشروعها المتصهين وجعل اليمن حديقة خلفية لمؤامراتها فكانت بدايات ذلك بتآمرها على كل من حملوا شعلة التغيير وكانت أهدافهم للانتقال باليمن إلى حكم جمهوري عادل قائم على التعددية والديمقراطية.
وفي هذه الذكرى نجدد تأكيدنا على أن النظام السعودي هو أصل الداء وأساس البلاء لشعبنا اليمني فأربعة وخمسون عاماً منذ ثورة 26 سبتمبر كانت كفيلة بأن توصل اليمن إلى مصاف الدول العظمى لو ترك المجال لأبناء اليمن لبناء وطنهم إلا أن اليد السعودية المتصهينة بسطت نفوذها على مختلف المراحل لتجعل من اليمن مسرحاً للصراع والفوضى رغم عظمة الشعب اليمني وما يتميز به من مقومات أخلاقية وبشرية واقتصادية وجغرافية كان بالإمكان أن تجعله نموذجاً في هذا العالم ومصدر خير للبشرية.
غير أن الدول المستكبرة وفي مقدمتها السعودية ما انفكت تتآمر عاماً بعد عام على هذا الشعب حتى توجت ذلك بعدوانها في الـ26 من مارس 2015م بعد أن أدركت أن الشعب اليمني قد حسم أمره بالخروج من تحت عباءة الارتهان والتبعية التي لم يتعودها النظام السعودي طيلة عقود بسبب سقوط الكثير في أحضانه أمام فتات النفط الذي طغى على أوليات وأولويات الكثيرين وأعماهم عن بناء بلدهم ورعاية اقتصاده.
على مر العقود والسنين كانت مواقف المملكة السعودية دائما مضادة للثورات العربية التحررية وذلك خدمة للمشاريع الاستعمارية والدول الامبريالية ومنذ ثورة 26سبتمبر1962م إلى ثورة 21 سبتمبر 2014م وظلت السعودية تعلن عداوة للشعب اليمني، وتعلن حربها بكل الوسائل للوقوف ضد طموحات وتطلعات وآمال شعبنا اليمني ولهذا ليس غريبا علينا اليوم كيمنيين أن نتفاجأ بسوء مواقفها المشجعة للظلم والاستبداد.
أيها الإخوة والأخوات:
لقد كان نظام أل سعود وما زال البوابة التي ينفذ منها الغرب الاستعماري إلى العالم العربي والإسلامي ورأس الحربة لمشاريعهم الساعية لوأد وخنق أي مشروع عربي أو إسلامي يعيد للأمة العربية والإسلامية قيمتها وينهض بها من حالة التخلف الشامل ويحقق التكامل العربي والتضامن الإسلامي على جميع الأصعدة, ومنذ نشأة النظام وتعهد عبد العزيز أل سعود للبريطانيين ألا يكون ضمن أي تحالف عربي ضدهم ولا يصدر منه ما يضر بسياستهم، وعقد اتفاقيات الحماية والتبعية ابتداء من بريطانيا ثم انتقال هذا الدور إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب الحرب العالمية الثانية, والنظام السعودي وبعض الأنظمة الخليجية تلعب دوراً سلبياً ألحق ضرراً بالغاً بقضايا الأمة العربية والإسلامية وأعاق أي خطوات على طريق تحقيق أي تقارب عربي وإسلامي أو تعاون مشترك لتحقيق تكامل سياسي أو اقتصادي ودفاعي بين العرب ورغم الفوائض النفطية الهائلة التي تحققت فإنها بدل أن تستخدمها في مساعدة البلدان العربية والإسلامية على تحقيق التنمية الشاملة والتقليص من اتساع الفقر والجهل والمرض الذي تعانيه شعوبنا, أنفقت هذا الفائض لتعزيز الهيمنة الأمريكية، وإضعاف وتفكيك العرب فلعبت دوراً في إسقاط الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1961، كما أشعلت وغذت الحرب الأهلية في اليمن في الفترة ما بين 1962ـ 1967 عقب ثورة سبتمبر، وعملت على إضعاف دور الجامعة العربية في مواجهة الصهيونية وتحقيق التكامل العربي من خلال تشكيل أحلاف إسلامية تحت قيادتها وأخرى خليجية لمعارضة الجامعة العربية وإضعاف دورها ودفعت بالعراق للمواجهة مع إيران لاستنزاف قدرات البلدين, ثم دعت العالم لحرب العراق وتدميره في تسعينيات القرن المنصرم, وبعد وفي إطار السياسة الغربية لتفكيك الشعوب العربية وتدمير الأنظمة العربية المناهضة لأمريكا والصهيونية كما هو الحال في سوريا وبعد أن خلت لها الساحة تسعي لفرض نفسها لتزعم النظام العربي والسيطرة على الجامعة العربية لكن بعروبة متصالحة مع إسرائيل وبعد أن كانت القضية الفلسطينية هي الخيمة للجامعة العربية حولت السعودية مشروعها من مشروع عربي إلى مشروع طائفي وأصبحت مهمة القمم العربية التنديد بحركات المقاومة الإسلامية والوطنية وتبرير التدخل الأجنبي لضرب البلدان العربية.
وفي اليمن عملت على إزاحة كل الثوار الحقيقيين عقب الثورة وإقصائهم بالعزل أو الاغتيال وتآمرت على الشهيد الحمدي ومشروعة التصحيحي وعرقلت الحركة الوطنية لبناء دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية ومحاصرتها بشبكة من قوى النفوذ وسعت لمسخ الهوية التاريخية والثقافية لليمن وإحلال ثقافات متطرفة محلها, ولم تدخر جهدا لإعاقة أي خطوات نحو الوحدة والتقارب بين الشمال والجنوب وبعد الوحدة رحلت ما يقارب مليون عامل يمني بطريقة غير إنسانية وبدون أي ضمانات لحقوقهم وما تسبب فيه ذلك القرار من ضغط الاقتصادي اليمني.
أيها الأخوة والأخوات
أن التحالف الذي ألحق بالأمة والشعوب العربية كل تلك الكوارث هو نفسه الحلف الذي يقود الحرب العدوانية الشاملة على اليمن ويفرض حصارا اقتصاديا خانقا على الشعب اليمني، وهي إستراتيجية ليست غريبة على هذه الدول وليست المرة الأولى التي تسخر كل إمكانياتها لإجهاض الثورات عن طريق استغلال المال السياسي والإعلام المخادع وصناعة الفوضى وخلق مثقفين وقوى سياسية كرتونية تعمل جميعا في اتجاه مضاد لاتجاهات الثورة وإرادة الشعوب من أجل إعاقة الثورة عن انجاز أهدافها وافتعال العراقيل والعوائق أمامها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وان اقتضى الأمر في أمريكا اللاتينية إلى بلدان شرق آسيا والحرب الاقتصادية التي شنتها على ماليزيا في عهد مهاتير محمد.
إن قدر شعبنا اليمني هو أن يواجه التحدي ومحاولة فرض الوصاية بفرض الإرادة.
لقد أظهرت وحشية العدوان السعودي الأمريكي الوجه القبيح للنظام السعودي وارتهانه للإملاءات الأمريكية والصهيونية في قمع حركات التحرر في المنطقة وإزالة كل صوت يمثل حجر عثرة في طريق المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة الذي يظهر الدور السلبي والخطير للأمريكان في المنطقة العربية الذي يتجه لتمزيقها وشرذمتها وإغراقها في مشاكل وصراعات داخلية تمكن الأمريكان من الاستبداد بثرواتها.
الأخوة والأخوات
يحتفل شعبنا اليمني بأعياد ثورته المباركة السبتمبرية والأكتوبرية في ظل عدوان غاشم وحصار آثم خانق تصدر الأشقاء قبل الأعداء ليكونوا رأس الحربة في هذا العدوان الذي استهدف كل شيء في هذا الشعب وارتكب بحق أبنائه أبشع الجرائم كان آخرها ما ارتكبه في عمران وبني ضبيان ورازح وحي الهنود في الحديدة ومجزرة إب التي راح ضحيتها المئات ما بين شهيد وجريح وغيرها من مئات الجرائم التي أودت بحياة الآلاف أظهرت حجم الحقد والانتقام الذي يكنه النظام السعودي للشعب اليمني.
إن النظام السعودي ومن ورائه أمريكا والكيان الصهيوني لم يألوا جهداً في تمزيق المنطقة وتفتيتها وتأتي الحرب على اليمن في هذا السياق ومن يتأمل المشروع الأمريكي في المنطقة وسياستهم لتمزيق المنطقة والاستبداد بثرواتها يترسخ لديه قناعة تامة أن العدوان على اليمن أتى لتمزيق اليمن وفرض المشروع الأمريكي حتى وإن كان بأدوات إقليمية وفي مقدمتها النظام السعودي.
وعلى شعبنا اليمني أن يتأمل كيف آلت الشعوب العربية والإسلامية التي استهدفها المشروع الأمريكي ونفذته السعودية وحلفاؤها فوضع أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا يمثل شهادة حية وواضحة إلى أين تتجه أمريكا وأدواتها بالمنطقة.
فرغم المآخذ على الأنظمة العربية إلا أن أمريكا لم تأت لتخلص الشعوب من حكامها وتدع للشعوب حريتها في تقرير مصيرها بل سعت إلى تمكين القاعدة وداعش وإدخال البلدان التي استهدفتها في أتون فوضى عارمة لا يعلم نهايتها إلا الله.
لذلك من الأهمية بمكان أن يدرك أبناء شعبنا إلى أين تتجه الأحداث وما هي الاحتمالات المستقبلية للوضع في البلاد لكي يعد العدة لكل الاحتمالات.
فالمشروع الأمريكي في المنطقة قد تكشف بشكل واضح وكل ما يدور من مفاوضات هي لامتصاص الاحتقان العالمي الذي يتزايد يوماً بعد يوم جراء الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق اليمنيين وتأتي أيضاً لزرع الإحباط والهزيمة النفسية لدى الشعب اليمني كما أنها تمثل فرصة للعدوان لإبقاء وضع البلد مشلولاً وإعاقة أي خطوات تسعى القوى الوطنية للإقدام عليها لترتيب وضع البلد السياسي.
وقد عرف جميع أبناء شعبنا وكل القوى المنصفة في هذا العالم مدى حرص القوى السياسية الوطنية على السلام وحجم التنازلات التي قدمت والتي وصلت إلى حد الإجحاف, لكن التوجه العدواني التصعيدي لدى الأمريكان وأدواتهم وفي مقدمتهم النظام السعودي وحلفائه يثبت أن العدوان قرر المغامرة وخوض حرباً طويلة الأمد حتى يحقق في اليمن ما حققه في سوريا وليبيا والعراق من تمكين القاعدة وداعش وتمزيق البلد وهذا الذي لا يمكن أن يرضى الشعب اليمني بحصوله.
لقد أثبتت الخطوات الأمريكية الأخيرة وفي مقدمتها خطوة نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن أن الهدف هو القضاء على كل مقومات العيش في البلد فبالرغم من المعاناة التي فرضها الحصار البري والبحري والجوي وأفرزها العدوان باستهدافه لكل مقومات البلد يسعى الأمريكان وأدواتهم وفي مقدمتها النظام السعودي لشل كل حركة في البلاد ويسعون وبشكل حثيث لانهيار اقتصادي خطير لن يسلم منه أحد وستصل تداعياته إلى كل بيت في اليمن ولن تقف عند حدود اليمن بل ستتعداها إلى المنطقة والعالم.
الأخوة والأخوات
غير خاف ما قدمته القوى الوطنية في سبيل إيقاف العدوان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني قدمت فيها القوى الوطنية منتهى التفاهمات والتنازلات التي وصلت إلى حد الإجحاف إلا أن التوجه العدواني للنظام السعودي والإدارة الأمريكية أفشل كل تلك المحاولات وجعل منها محطات لتصعيد عدوانه حيث كانت آخر تلك المحطات إعلان العاشر من أبريل بإيقاف إطلاق النار والتي مثلت فرصة للعدوان لتصعيد عدوانه واستمرار جرائمه وشن خلالها عمليات عسكرية واسعة مسنودة بآلاف الغارات الجوية في الجوف ومأرب وشبوة وميدي وتعز والبيضاء, وكذلك استمرت الغارات على مختلف مناطق اليمن غير آبه بكل الالتزامات رغم أن المشاورات جارية؛ لأن النظام السعودي وأسياده الأمريكان لديهم توجه لسحق الشعب اليمني ولم يكن التصعيد الأخير بعد اتفاق العاشر من ابريل هو الأول بل سبقته محطات عديدة صعد فيها العدوان أثناء المشاورات سواء في جنيف1 وجنيف2.
وما خطوة نقل البنك المركزي إلا دليل واضح أن العدوان متجه للتصعيد إلى مالا نهاية وإلا لو كانت لديه أي نوايا للسلام لكان رفع الحصار المفروض على اليمن أولوية أمام المجتمع الدولي ورعاة المفاوضات وليس الإقدام على خطوات خطيرة تؤثر على معيشة كل فرد من أبناء الشعب كخطوة نقل البنك المركزي والتي يعتبرها الشعب اليمني خطوة استفزازية تسعى إلى تركيعه وكسر عظمه فانطلق بكل فئاته للتفاعل الواسع مع الحملة الوطنية للتضامن مع البنك التي نشيد ونفتخر بعظمة هذا الشعب وتفاعله مع كل الخطوات التي تسعى إلى تعزيز الصمود ونأمل من جميع القوى السياسية ورجال الأعمال أن يكونوا على مستوى التحدي وأن يقفوا موقف شعبهم في التفاعل والتضامن فهذه مسئولية الجميع وفوائدها تعود على الشعب بأكمله وأضرار التقاعس والتخاذل ستلحق كل فرد في هذا الشعب ولن يسلم منها أحد.
الأخوة والأخوات
من خلال ما سبق وأمام إصرار العدوان السعودي الأمريكي على الاستمرار في تصعيده وحرصاً منا على إيصال شعبنا اليمني إلى مرحلة متقدمة من الوعي والإدراك لوحشية هذا العدوان وتماديه وتتويجاً لكل ما قدمناه من تفاهمات سياسية في كل المراحل فإن المجلس السياسي الأعلى يطلق مبادرة للسلام تتضمن إيقاف العدوان على بلادنا براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على بلادنا وذلك مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على العمق السعودي.
وندعو الأمم المتحدة وكل الدول الحريصة على السلام وحقن الدماء على الضغط على النظام السعودي لالتقاط هذه الفرصة إذا كان يملك قرار الحرب ويحرص على حقن دماء جيشه الذين يتعرضون للقتل بشكل يومي والذين ننصحهم بعدم الاستجابة لتجار الحروب في المملكة بعد هذه الفرصة كما نشيد بالأحرار في الجيش السعودي الذين لم يقتنعوا بهذه الحرب الخاسرة ونؤكد أن من يعرضون أنفسهم للقتل هم مرتزقة الجيش السعودي وليسوا أحراره, أما الأحرار فقناعاتهم دفعتهم إلى عدم المواجهة لأخوتهم من أبناء الجيش واللجان الذين لم يقاتلوا في الحدود طمعاً أو تكبراً وإنما للدفاع عن شعبهم الذي يتعرض لأبشع الجرائم التي يرتكبها بحقه مصاصي الدماء من النظام السعودي.
الأخوة والأخوات
إن هذه المبادرة التي نطلقها اليوم تأتي في سياق حرصنا على إيقاف العدوان يترافق معها دعوة أخوية صادقة لكل الفرقاء السياسيين في الداخل والخارج أن تعالوا لنعالج وضعنا الداخلي بعيداً عن التأثيرات الخارجية فنحن مستعدون لنمد أيدينا مهما كان عمق الجراح, كما أن الدعوة لكل المقاتلين في صف العدوان في مختلف الجبهات بالاستجابة للعفو العام والانخراط في صف الوطن.
أبناء شعبنا اليمني العظيم
بعد هذه المبادرة التي نأمل أن يستجيب لها النظام السعودي ومن يقف في صفه والتي نتوقع أن لا تعجب الأمريكان الذين لا هدف لديهم سوى إغراق المنطقة في أتون الصراعات الداخلية لإفساح المجال لمخططات الأمريكان فإذا أصم العدوان أذانه ولم يستجب لصوت الحق والمنطق فإننا معنيون في هذا الشعب بشحذ الهمم وتشمير السواعد والاستعداد لخوض مواجهة التحدي والصمود والاستقلال إلى أن يحكم الله بيننا وبين أعداء الوطن وهذا يتطلب من الجميع في كل أرجاء الوطن ومن كل فئات الشعب وفي مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية والعسكرية إعداد الخطط الطويلة المدى التي تمكن شعبنا من الصمود حتى نيل كرامته واستقلاله.
فقد طرقنا كل الأبواب وقدمنا كل ما بأيدينا من أجل السلام ويجب أن نقدم كل ما بوسعنا لمواجهة التحدي وتعزيز الصمود.
فالتضحيات التي بذلها شعبنا اليمني العظيم طوال مراحل التحرر والاستقلال لا يمكن إلا أن تثمر نصراً حاسماً، وعلينا أن نجعل من هذا التحدي فرصة لتعزيز عوامل الصمود ليخرج شعبنا من هذه المحن والأحداث وقد اكتسب مناعة ضد كل المؤامرات.
ونحن في هذه المناسبة نكرر إعزازنا وإجلالنا لكل أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا أعظم المواقف وقدموا أنصع صور الصمود والتضحية في كافة الجبهات غير متناسين دور المجتمع بكل فئاته رجالاً ونساءً الذين مثل صبرهم وصمودهم رافداً لرجال الرجال في الجبهات مؤكدين أننا في المجلس السياسي الأعلى لن نألو جهداً في سبيل رفع المعاناة عن شعبنا وخطواتنا في ترتيب الوضع الداخلي للبلد على قدم وساق وتشكيل الحكومة حتى وإن تأخر بعد تشكيل المجلس السياسي, إلا أن هذه الخطوة أمر مفروغ منه ولا يمكن أن نتراجع عنها وما حصل من تأخير ليس لأسباب سياسية أو ضغوط خارجية أو داخلية وإنما لأسباب تكتيكية وفنية رآها المجلس السياسي سيدركها الشعب بمجرد إعلان تشكيلة الحكومة ليكون شعبنا اليمني على بصيرة من أن المجلس السياسي لم يأت كردة فعل أو نزوة طرف بل أتى لترتيب وضع البلد وتلبية طموحات أبنائه.
وختاماً.. نسأل الله الرحمة للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى وأن يفك أسر الأسرى وأن يعين شعبنا اليمني ويسدد على طريق الخير خطاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* سبأ