أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

العلامة والنحوي المصري الدكتور تمام حسان في ذمة التاريخ

- شاكر فريد حسن اغبارية

 العلامة والنحوي المصري الدكتور تمام حسان في ذمة التاريخ

 شاكر فريد حسن

في الاسبوع الماضي غيّب الموت العلامة واللغوي النحوي المصري والعربي الكبير الدكتور تمام حسان، عضو مجمع اللغة العربية في مصر ، واستاذ الدراسات اللغوية ، وصاحب كتاب "اللغة العربية – معناها ومبناها " الذي جاء بنظرية جديدة مخالفة ومغايرة لافكار وطروحات النحوي الكبير سيبويه.

د. تمام حسان من منطقة الكرنك المصرية ، تشرّب حب لغة الضاد وهام بها، ودعا الى تقديسها والذود عن حياضها ،والمغالاة بها ،وايثارها على سائر اللغات . انشأ عام 1972 الجمعية اللغوية المصرية ، واسس اول قسم للدراسات اللغوية بجامعة الخرطوم في السودان، واشرف على العديد من الرسائل الجامعية في مصر والاقطار العربية ، ونال جوائز تقديرية على اسهاماته وجهوده اللغوية والنحوية .

يعد الراحل تمام حسان اول عالم لغوي يدرس المعجم باعتباره نظاماً لغوياً متكاملاً تربطه علاقات محدودة وليس مجموعة مفردات أو كلمات ، وهو اول من استنبط ووضع موازين التنغيم واسس النبر في اللغة العربية. كذلك اول من ميّز بين الزمن الهجري والزمن الصرفي ، وتشكل دراسته للقرآن الكريم فاتحة للاجتهاد في اللغة.

قدّم الدكتور تمام حسان للمكتبة المصرية والعربية الكثير من المؤلفات والمنجزات البحثية المنهجية في اللغة والنحو فضلاً عن عشرات بل مئات المقالات والدراسات والابحاث ، التي نشرت في المجلات والدوريات الادبية والثقافية والفكرية في مصر وعلى امتداد الوطن العربي. وقد افادت النشء العربي وبعثت فيه روحاً جديدة واكسبته وعياً لغوياً ونحوياً ومعرفة واسعة ، ودفعت به للاستزادة في طلب العلم والتنور .

ومن اهم وابرز الكتب والمؤلفات التي وضعها ونشرها : مناهج البحث في اللغة ، اللغة العربية بين المعيارية والوصفية ، اللغة العربية معناها ومبناها، الاصول التمهيدية لاكتساب اللغة والادب، في روائع القرآن وغير ذلك.

الدكتور تمام حسان مثقف موسوعي كبير ، ورجل علم وادب، وغواص ماهر ، وعالم متبحر ، ومجدد علم النحو العربي والدراسات اللغوية الحديثة ، دأب على العلم والبحث المتعدد المجالات ، وثابر على توسيع آفاقه المعرفية في اللغة والنحو واثراء توجهاته الادبية ، واعطى من عمره وحياته وجهده الكثير للغة العربية والنحو العربي والثقافة العربية الاسلامية ، وعشنا عقوداً من الزمن على مآدب علمه وثقافته اللغوية الموسوعية العامرة .

ولا ريب ان وفاة هذا العلامة والمغوار الكبيرالدكتور تمام حسان، هي خسارة كبرى وعظيمة لمجامع اللغة العربية والنحو العربي ، وقلما يجود الزمان بمثله لما تركه من بصمات واضحة في ادبنا العربي الحديث. فرحمه اللـه ، وطابت ذكراه خالدة.

 

تعليقات الزوار
1)
عبد الرحمن العارف -   بتاريخ: 22-10-2011    
بارك الله فيك فما ذكرته عن شيخنا واستاذنا حق كله،وإن غيابه عن الساحة اللغوية المعاصرة لهو خسارة كبيرة على المعرفة الانسانية بعامة والمعرفة اللغوية بخاصة، وقلما يجود الزمان بمثله،وعزاؤنا فيه هو ماخلفه للأجيال من زاد علمي متميزوجهود دائبة في الفكر اللساني المعاصر،فجزاه الله خيرا عما قدمه لامته وللغة القران الكريم،وعوض الأمة خيرا
2)
الدكتور أحمد بن المبارك أبوالق -   بتاريخ: 02-11-2011    
رحمك الله ياشيخ الإسلام في علوم اللغة العربة،وفي السانيات الحديثة، بلا منازع، إن أستاذناالأكبر في علوم النحو العربي، واللسانيات الحديثة،الدكتور تمام حسان، من أعظم العلماء المسلمين،رواية ود راية ومنهجا وتنظيرا في علوم اللغة العربية واللسانيات الحديثة، واللساني العربي الوحيدالذي يتقن عن جدارة ما يسمى في المدرسة اللسانية الأمريكية بالنحو التوزيعي، فقد كان يدرسنا هذاالنحوفي كليةالآداب بالرباط في السنةالجامعية78/79، ولم يدرك كنه هذا النحوالجديد آنذك،أحد من اللسانيين العرب،كعبد السلام المسدي،عبده الرجحي، وأحمد المتوكل وعبدالواحدوافي وغيرهم، ولامصدر ولامرجع لهذا النحو في ذلك الوقت إلا الدكتور تمام حسان.أما النحوالعربي ،في مصادره ، وبشواهده، وكذلك النحو المقارن، فلا أحد يداني الدكتور تمام حسان في ذلك،أبدا، علما ومنهجا،وموهبة في القدرة الفائقة على التبليغ، حتى للبلداء من الطلبة، بله الأ ذ كياءمنهم. أما تواضع الرجل،فهو تواضع العالم الجليل،الذي يقدر العلم حق قدره،وينزل العلماء منازلهم، وبعرف لطالب العلم حقه، ويضحي من أجل تعليمه بكل وقته.حتى حينما ضايقه جهال كلية الآداب، بالرباط في ذلك الوقت،لسقوط هممهم،ولشناعة جهلهم ،وكثرةادعائهم، وافتضاح الطلبة لهم، لم يهتم بأمرهم، وإنما انقطع عن الكلية في إحدى العطل، فظلت من العلم شاغرة ، فراسلته وزارة التعليم العالي طالبة منه أ ن يعود إلى المغرب، ليسد تلك الثغرة المهولة التي تركها، فرد عنها بكل توا ضغ: "أعتذ ر لكم" .فلم يلم أحدا من الحهلة،وإنما نبههم لسان حاله الصامت،إلى قول الشاعر الجاهلي طرفة:" خلا لك الجو..."
أما إقبال طلاب العلم والباحثين عن محاضرات الدكتور تمام حسان قي الرباط، فإن من لم يسبق إلى قاعة الدرس ، ليس له إلاالنافذةأوالوقوف مستمعا خارج القاعة ، في ازدحام منقطع النظير، يجد معه الأستاذ عنتا كبير عند الدخول إلى القاعة ، بحيث لايبقى من الفراغ إلاالمكتب وكرسي الأساتذ، مع العلم أن الدكتور تمام حسان لايجلس أبدا،وإنما بقف ويستدير به الطلبه،حتى لايكاد برى بينهم. وكان يحضر محاضراته الرائعةكل من انتسب إلى الكلية،في جمعيع المستويات وجميع التخصصات،دون استثناء.
هذا هو العالم المسلم العظيم القدر، بعلمه المحقق المدقق،وبمنهجه المبتكر، وبتواضعه الجم، وبعطائه الغزير.وبإخلاصه في العمل.و من مؤلفات تمام حسان التي أعيدطبعها بالمغرب : - الأصول -منهج البحث في اللغة- اللغة العربية معناها ومبناها- اللغة بين المعيارية والوصفية. وله مقلا ت علمية متنوعةفي مجلة المناهل، وغيرها ،وعشرات المحضرات في مناسبات مختلفة، نشرت في أعمال الندوات والمؤتمرات العلمية،وفي الصخف والمجلات. ومن أخلاقه السامية رحمه الله،أنه هوالأستاذ الوحيالذي لايامرالطلبةبشراء كتبه، ، ولايحيلهم عليها،إطلاقا،بخلاف المدعين الذين إذا نشرواضلالا مبينا يفرضونه على الطلبة، ويلزمونهم بهضم ذلك، وقيئه في الامتحان.فرحم الله فقيد العلم شيخنا الدكتورتمام حسان."يأيتهالنفس المطمئنة ارجعي إلى ريك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم.
3)
د. عبد الله المرواني -   بتاريخ: 08-11-2011    
لقد أعجبني بحق تعليق الدكتور احمد بن المبارك الذي أبرز من خلاله مكانة شيخ اللسانيين المعاصرين في الدراسات اللسانية في المغرب،وماذكره الاستاذ الفاضل يكشف عن مرحلة مهمة في مسيرة أستاذنا العلمية ومدى تأثيره في الفكر اللساني المغربي،ويعترف بهذا ثلة من المنصفين وكثير من أهل العلم.
رحم الله أستاذناوكتب له اجر العلماء العاملين.

Total time: 0.0518