اخبار الساعة
ترمب الماضغ حاليا اللقمة الرئاسية استعدادا ليبلعها يوم يقسم اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل ويصبح رئيسا بالدستور والقانون، مهدد بيوم شؤم خطير عليه يطل بعد 5 أسابيع، وقد يخسر معه الرئاسة التي فاز بها، في مفاجأة عيارها دولي وثقيل إذا ما حدثت، وفيها تنتزع هيلاري كلينتون اللقمة من فمه قبل أن يبلعها أمرا مقضيا، وتصبح هي رئيسة للولايات المتحدة، وهو يعود مواطنا عاديا كما كان.. حاول مرة ولم يفلح.
القصة شبيهة بحكاية جميلة في كتاب "كليلة ودمنة" اسمها "القرد والغيلم" وأبطالها حيوانات أليفة ومفترسة، أطلعت عليها "العربية.نت" في الإنترنت، وتنتهي بحكمة رائعة عبر تقديم مثل في الكتاب "عن الرجل الذي يطلب الحاجة، فإذا ظفر بها أضاعها"، وهو ما قد يحدث لترمب يوم 19 ديسمبر المقبل، فيستيقظ من حلم الفوز الجميل على كابوس يسمع فيه هيلاري تصرخ به: "كش رئيس" فيكش وينهزم، وتقيم مكانه في البيت الأبيض.
هيلاري هي الفائز الحقيقي بانتخابات 8 نوفمبر الرئاسية، فالفرز النهائي لصناديق الاقتراع أوضح يوم أمس السبت أنها حصلت على 47.7% من الأصوات مقابل 47.1 % لترمب، وبالأرقام انتخبها 60 مليونا و470 ألفا من الأميركيين، هم أكثر بنصف مليون تقريبا ممن انتخبوه، وبهذا اختاروها لمنصب رفضوا أن يكون من نصيب مفتقر لمؤهلات وخبرات تمكنه من قيادة أمة عظيمة كالولايات المتحدة، لكن الذي حدث هو حالة نادرة، سبقتها 3 حالات في الماضي القديم والحديث، وجعلته رئيسا. ويصبح "الرئيس المنتخب" خاسرا للانتخابات.
تلك الحالة، هي أن "المجمع الانتخابي" المكون من 538 مندوبا، يمثلون 50 ولاية، ويقرّون انتخاب من يحصل على أصوات 270 منهم، أعطى لترمب 306 ولهيلاري 232 صوتا، فكان هو الفائز دستوريا، وهي الرابحة شعبيا، وسبق أن نشرت "العربية.نت" تقريرا قبل يوم من الانتخابات، عنوانه "كيف يمكن لترمب أن يصبح رئيسا ولو خسر الانتخابات"؟ يمكن مراجعته للتعرف إلى "المجمع" وطبيعته الشبيهة بساحر يجعل الخاسر رابحا أو العكس، وفعلها 3 مرات بتاريخ الانتخابات الأميركية، آخرها حين فاز جورج بوش عام 2000 على "آل غور" بأصوات مندوبي المجمع، مع آن "آل غور" حصل على نصف مليون صوت شعبي زيادة عنه، فانتهت الحال به خاسرا وهو الرابح حقيقة، أي كالذي حدث لهيلاري.
الأصوات موزعة في المجمع على الولايات، طبقا لعدد سكان كل ولاية وقوتها الاقتصادية، وهو لا يصوّت مباشرة لأي مرشح، بل تتحول أصوات مندوبيه للمرشحين طبقا لفوزهم بالولايات، فحين يفوز أحدهم بأصوات سكان ولاية نيويورك مثلا، تصبح أصوات المجمع الانتخابي الممثلة نيويورك من نصيبه، حتى لو فاز بفارق صوت شعبي واحد فقط. إلا أن على ممثلي نيويورك في "المجمع الانتخابي" أن يقرّوا هذه الحالة، عبر تصويت آخر يقومون به شخصيا بعد 40 يوما، وهو تصويت نهائي يقرّ به المندوبون النتيجة نفسها عادة، كي لا يعاكسون رغبات سكان الولاية التي يمثلونها، لكن من يدري؟ فربما ينقلب السحر على الساحر حقيقة في أميركا، بقوة الضغط الشعبي.
المصدر : العربية نت