اخبار الساعة - عبدالله المغربي
اكتب اليوم بقلم المواطن الذي صمد امام العدوان ورفض الذل او الهوان وأبى إلاّ ان يكون واحداً ممن يبذلون ارواحهم فدائاً للأوطان ..
اتحدث بلسان حال من رفض الخروج من ارضه ولم يرتضي ان يفارق أبناء وطنه وظل يتجرع ما يتجرعه عموم أبناء شعبه وهو يتكل بعد الله خالقة على راتبه قوتاً لابنائه وستراً لحالة ومعيشته - كحقٍ اكتسبه بعد ان أفنى عمراً يخدم وطنه في وظيفته وكجنديٍ يذود عن بلده ويبذل حياته ودمه رخيصة في سبيل عزة ومجد اليمن الارض والوطن والبيت الذي نستكين بها ..
يخط قلمي بحبر دماء من استشهدوا على ورقٍ مجروحٍ بجراح كل من ضحوا وبذلوا من غير مقابلٍ ولا مكاسب يمكن ان يُتهموا انهم ما بذلوا الذي بذلوه إلاّ ليكسبوها ، وليس من اجل مجدٍ او ذِكرٍ ممجدٍ - لكنهم بذلوا ما بذلوه وضحوا بما ضحوا في سبيل قضية آمنوا بها ومجد بلدٍ ارتضوه لمن سيحيون من بعدهم ولمن سيعيشون أصحاء بعد ان فقد اولئك بعض أعضائهم او شيئاً من أطرافهم ..
لذلك كله واعظم سأكون اول المتنازلين عن حقوقه ومن اوائل المستغنين عن رواتبه وكل الأموال التي يستوجب على سلطة أمرٍ واقع ان تمنحني اياها ، ليس لشيء سوى لاستشعاري ان راتبي المُستحِق انا له لن يكون أغلى من قطرات الدماء التي سالت من اجل ان أبقى ومن هم معي على قيد الحياة ، ولن تكون بضع وريقاتٍ ماليه اعظم بناظري من جرح مقاتلٍ غائرٍ على وطنه ولا أعز من حروق مواطنٍ كان سببها انه ادرك ان الصمود في بلده أعز واعظم واطهر واشمخ من ان يعيش لاجئاً في ارضٍ ليست بأرضه وبين اناسٍ ليسوا من ابناء جلدته ولكنتهم تختلف عن لكنته ..!
لكن ما يحز في النفس ان نظل كمواطنين بسطاء وصامدين اوفياء بلا أدنى حقوقٍ متمثلةٌ برواتبنا والاموال التي نقتات وأسرنا منها وفي الجبهات من يبذلون ارواحهم رخيصه ودمائهم الطاهرات تسيل ليرتوي ترابنا من كرامتهم التي ما سمحت لهم ان يظلوا في صمتٍ عاجزين ، وأدركوا ان المجد سيناله الشهداء وكل الذائدين عن حمى اوطانهم المدافعين عن مجدهم وعزتهم المجاهدين في سبيل الثأر ممن اعتدى عليهم ..
والموجع اكثر والأعظم استفزازاً لضمير كل حي وما يشعل النار في احشائنا ويجعل البعض فينا بلا تفكير ويدفع الكثير الى ان يحيدوا عن صمودهم العظيم وثباتهم الجسيم هو ان يروا من في شراء العقارات قد شُغِلوا وفي بناء الڤلل قد أسهبوا وفي بحر المال والأعمال قد غاصوا وفي وحل الفساد غرقوا ..
لمن يتهجمون ولبعض من شردت عقولهم وأصبحوا يتهكمون وللضعفاء المهددِون هل علمتم الان لما رُفعت الأصوات التي تطالب بصرف المرتبات ، وهل علمتم لما الغلابا وهم الغالبية في هذا الشعب متذمرون ومن تصرفاتكم يئنون وبالعدوان قد اصبح البعض لكم مُشّبهون ..؟!!
إنه الظلم يا سادة والفساد المفجع يا حضرة المعتقدين انكم الاولياء والقادة .. إنه السرق ان اردتم صحيح العبارة - هو الهبر والتدمير والتمزيق لما تبقى من مؤسسات اليمن المُبادة .. فأن ابحث عن ايجار شقة لا تصل اليها أشعة الشمس سوى في كل يومٍ ساعة وان يبحث اخر عما يشتري به ما يستر نفسه وأبنائه ويحمي به اجسادهم من جور البرد عليه ومن يعول ودونه يعبث بالمال ويشتري بالدولار العطوار وهناك من يؤسس الشركات ويشيد البنايات ويشتري الاراضي وكل يومٍ يسأل هنا وهناك عن أسعار العقارات .. فلا تنتظروا مزيداً من الصمت ولا تركنوا الى جور العدوان وظلم العدو لتستمروا في مسيرتكم بإمنٍ وآمان ..
ليعلم القاصي والداني والمستفيدين ومن الى جوارهم من اللاهثين أن الأب حين يرى ابنه يتضور جوعاً لن يتردد في ان يكون ناهباً ، مجرماً ، داعشياً ، يهودياً ، بل اكثر من ذلك واعظم مما يُخال لكم انه سيكون .. الجوع كافرٌ .. فحين يراك جندي البلاد وانت تأكل اللحم والكباش وما لذ لك وطاب لشهيتك فلن يتردد ان يغادر خِلسة ليرتمي بين احضان المرتزقة وكل سعيه ان يُشبع جوعه ويروي ضمئة ويستحصل على راتبه بالدولار او بقطعةٍ نقدية مُذهبه ..
لا تنتظروا الى ان يعصف بكم شعب ويثور عليكم تراب وطن وحجار وناس اليمن وتنقلب سياسة "أجوع ...... يتبعك" على رؤوسكم فلا تستطيعون بعد ذلك مضيا - وستكونون حينئذ من الخاسرين الخاسئين ، من ظلموا انفسهم وابناء بلدهم ..
وحتى لا تصل الامور الى ما لا تُحمد عقباه وتشتد على الناس الظروف اعظم ويزداد حجم الغيض والغضب ويخسر الجميع ولن نجد حينها رابح فإن الواجب على سلطة امر بلادنا الواقعة ان تعمل على إنهاء ما يعانيه الجميع عدى البعض من المتربعين على الأموال المستفيدين من العدوان والمتنفذين في كل مكان ، وليجعلوا الجميع سواسية ويوقفوا مئساة سلب مؤسسات ونهب اراضي والسطو على عمارات وليكن جل اهتمام الجميع وهمّ المجتمع اجمع هو دحر العدوان والذود عن الوطن والدفاع عن مقدساته ومواجهة كل من يضره او يفكر بالاضرار به والسعي الى رمي الخلافات وراء ظهورهم وليوحدوا الصف ويخرسوا كل سوءة ويُسكتوا أصوات النشاز وليكن الوطن همنا الاول ولندع التفكير بالأرباح فليس اعظم رابِحٍ ممن افشل ما يخطط له المعتدون وليس هنالك اعظم ربحاً ممن ربح حب شعبه له وفاز بشرف الدفاع عن ثرى بلده وعاش مُستظلٍ بسمائها وخلد اسمه وذكره وبنى مملكة مجده حين يُدفن شهيداً لم يخن في يومٍ أمانة حبه لوطنه .