اخبار الساعة
دخلت عملية السلام متاهة حكومتين في عدن: إحداهما معترف بها دوليا، وأخرى في صنعاء تبحث عن الاعتراف. ومعهما، شهدت جبهات القتال مزيدا من التصعيد؛ ما يصعب من مهمة المبعوث الدولي.
وفيما كان المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يلتقي الرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، أصدرت وزارة خارجية الحكومة المشكلة في صنعاء بيانا، اتهمت فيه الحكومة المعترف بها دولياً والتحالف بقيادة السعودية بفتح جبهات جديدة للقتال، وإرسال تعزيزات عسكرية إلى شرق صنعاء وغرب البلاد وقرب مضيق باب المندب.
بيان خارجية حكومة "أنصار الله" و"المؤتمر الشعبي" انتقد موقف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وقال إن عليه، بدلا من إلقاء اللوم على طرف صنعاء في المفاوضات السابقة وحالياً، "العمل على تحقيق مبدأ المعاملة المتساوية بين أطراف الصراع كافة".
وطلب البيان من المبعوث الدولي العمل إلزام حكومة هادي بوقف إطلاق النار وليس الهدنة المؤقتة، والعودة إلى طاولة المفاوضات بدلاً من التحركات العسكرية والتحشيد المدعوم من التحالف في جبهات نهم شرق صنعاء وميدي وحرض في محافظة حجة غرب البلاد وميناء المخاء قرب باب المندب.
البيان رأى أن موقف مبعوث الأمم المتحدة من تشكيل حكومة في صنعاء غير منصف وغير محايد. وقال إنه لا يعكس الصورة الحقيقية للتطورات بعد توقيع مبادئ مسقط الذي جرى بحضور وزير الخارجية الأمريكية جون كيري. وأضاف البيان أن "يد السلام لا تزال ممدودة للسير قدماً باتجاه الحل السياسي والتسوية العادلة ووقف العدوان والعمل على رفع الحصار البري والبحري والجوي وفتح مطار صنعاء."
من جهته، جدد هادي رفضه خريطة الطريق المقترحة من المبعوث الدولي ومبادئ اتفاق مسقط، وسلم المبعوث الدولي رسالة تتضمن تعديلات على خطة السلام بما تتوافق مع المرجعيات الدولية، وقال إنه يتطلع إلى سلام جاد لا يحمل في طياته بذور حرب مقبلة وشدد على أن جهود المبعوث الأممي ومساعيه المبذولة لتحقيق السلام في اليمن ترتكز إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 2216.
وما بين تمسك حكومة صنعاء باتفاق مسقط وخطة السلام المقترحة من الامم المتحدة ورفض هذه الخطة من قبل الحكومة المعترف بها دولياً، يواصل إسماعيل ولد الشيخ أحمد وبدعم كامل من مجموعة الـ 18 جهود تقريب وجهات نظر الطرفين للتوصل إلى اتفاق سلام لا يبدو أنه سيعقد قبل نهاية العام الحالي كما توقع وزير خارجية الولايات المتحدة، بل إن الباب فتح الآن على صراع شبيه بالصراع القائم في ليبيا لا يعلم أحد منتهاه.
هذه المواقف السياسية رافقتها تعزيزات عسكرية أُرسلت إلى مختلف الجبهات، واشتداد المواجهات في تعز وشرق صنعاء وفي ميدي غرب البلاد وفِي محافظتي مأرب والجوف ومثلها تصعيد على الشريط الحدودي، حيث شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع متفرقة في محافظة صعدة، فيما أعلن مسلحو جماعة "أنصار الله" مهاجمة عدد من مواقع القوات السعودية.
كما ذكرت السلطات في صنعاء أن القوات الموالية لهادي أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال في أطراف مأرب ونهم، حيث نقلت أعداداً كبيرة من الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية من معسكرات الجيش في وادي حضرموت إلى هناك، ودفعت بقوات إضافية من محافظتي عدن ولحج إلى المناطق القريبة من باب المندب، ورأت في ذلك تأكيداً على عدم الجدية في الجنوح نحو السلام.
فيما يعتقد المراقبون أن هدف هذه الحشود هو تحقيق أي انتصار يعزز من الموقف التفاوضي للحكومة المعترف بها دولياً لاستحالة تحقيق نصر عسكري شامل.
المصدر : وكالات