اخبار الساعة - محمد الأحمد
كثفت قوات التحالف والقوات الموالية للرئيس هادي من هجومها على محافظة صعدة من محاور متعددة، وركزت على محور مديرية باقم، للاقتراب من مراكز انطلاق الحوثيين.
اليمن.. القوات الحكومية تستعد لطرد الحوثيين من مضيق باب المندب
ووفق ما ذكره مسؤولون في الحكومة المعترف بها دوليا، فإن قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي سيطرت على منفذ علب الحدودي مع السعودية، وتقدمت إلى منطقة مندبة التابعة لمديرية باقم، التي وصفتها بأنها مركز قيادة متقدم لمسلحي "أنصار الله" وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فيما استمرت المواجهات في منفذ البقع الواقع على الطريق المؤدية إلى محافظة الجوف.
وطبقا لما ذكره مسلحو "أنصار الله"، فإن طيران التحالف شن عشرات الغارات خلال الساعات الـ 24 الماضية على مديرية باقم، وإن هذه الغارات أسندت بقصف مدفعي وصاروخي لمساندة الهجوم، الذي تنفذه القوات الموالية لهادي في عملية بدا واضحا أن هدفها تحقيق أي تقدم ميداني جديد قبل استئناف مباحثات السلام.
بدورهم، قال الحوثيون إن مدفعيتهم قصفت تجمعا لقوات الجيش السعودي في تل 25 وجوار برج الدخان ومجمع العتاد الحربي خلف السودة؛ ما أوقع عددا من القتلى. وأضافوا أنهم استهدفوا مواقع مدفعية الجيش السعودي في موقع قائم زبيد في المنطقة جيزان نفسها.
كما تم استهداف 7 آليات عسكرية للجيش السعودي في مركز شرقان بجيزان بعدد من القذائف المدفعية محققة إصابات مباشرة.
ووفق رواية الحوثيين، فإن مدفعيتهم قصفت مقر قيادة حرس الحدود السعودي في الطوال ومواقع مجاورة في جيزان؛ محققة إصابات مباشرة.
كما دمرت آلية سعودية غرب الشرفة في نجران بعد إلقاء قنابل بداخلها.
وفي تعز، ذكرت القوات الموالية للرئيس هادي أنها أفشلت محاولة تسلل للمسلحين الحوثيين في شرق المدينة، وقتلت عددا منهم. كما تصدت لهجوم آخر استهدف معسكر الدفاع الجوي في غربها، وقالت إنها قتلت 14 من المهاجمين بينهم القيادي أبو عزام قائد مجاميع منطقة حذران ومحيط جبل هان، غرباً.
وفِي محافظة صنعاء، قال رئيس هيئة الأركان العامة اليمني محمد المقدشي إن قوات الجيش ستكون قريباً داخل العاصمة، وإنها ستنتصر قريبا في تعز وصعدة.
وخلال زيارة إلى الوحدات العسكرية المتواجدة في جبهة نهم، أكد رئيس الأركان أن دور هذه القوات هو الحفاظ على استقرار البلد ودحر "الانقلاب". وأشار إلى أن ما أسماها " أوهام" الحوثيين وحلفائهم باستنساخ التجربة الإيرانية وتسريح الجيش واستبداله بتشكيلات ميليشاوية شبيهة بالحرس الثوري، لن تمر، ولن يسمح الشعب اليمني باستلاب جيشه الوطني الباسل وهويته العروبية الضاربة في أعماق التاريخ.
وفِي عدن، قالت السلطات إنها ضبطت خلية اغتيالات تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وكانت على تواصل مع قيادة التنظيم في العراق وسوريا، وعثر بحوزتهم على مسدسات كاتمة للصوت استخدمت في اغتيال منتسبين إلى الأجهزة الأمنية وغيرهم في المدينة منذ تحريرها من قبضة المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
أما في محافظة حضرموت، فضبطت قوات الجيش مخزن متفجرات تابعا لتنظيم "القاعدة" وخلية مخصصة بزرع العبوات الناسفة أثناء مداهمة مسكن في مدينة الشحر الساحلية التي كانت أحد المعاقل الرئيسة للتنظيم قبل تحريرها منتصف العام الجاري.
وذكرت السلطات أن اشتباكات اندلعت بين قوات النخبة وعناصر إرهابية، كانت تستعد لنقل كميات من المتفجرات من أحد المنازل القريبة من محكمة الشحر الابتدائية؛ ما أسفر عن اعتقال 6 عناصر وضبط 5 أطنان من المتفجرات؛ موضحة أن الخلية الإرهابية كانت متخصصة بزرع العبوات الناسفة والمتفجرات، وكانت تستعد لنقل تلك المتفجرات وزرعها من أجل استهداف مواقع أمنية ومدنية في ساحل حضرموت.
سياسيا، اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد زيارته إلى دولة الكويت، في إطار تحركاته للتحضير لعقد جولة جديدة وختامية من مباحثات السلام.
وذكر الموقع الإلكتروني لإذاعة الأمم المتحدة أن ولد الشيخ أحمد التقى خلال زيارته إلى الكويت أمير البلاد صباح الأحمد الصباح، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح.
ونقلت الإذاعة، عن استيفان دوغريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، قوله إن ولد الشيخ: "استعرض التطورات التي وقعت منذ مغادرة الأطراف اليمنية مباحثات الكويت في شهر أغسطس / آب، وأن أمير الكويت جدد دعمه الكامل للمبعوث الخاص ولعملية السلام اليمنية".
ولم تعلن الإذاعة بشكل واضح عن نتائج الزيارة التي استمرت خمسة أيام، وعما إذا كانت الكويت ستستضيف طرفي النزاع اليمني في وقت قريب من أجل توقيع اتفاق سلام كما اشترطت، وليس من أجل مشاورات جديدة.
وكانت الكويت قد أكدت سابقا للمبعوث الأممي، استعدادها لاستقبال طرفي الأزمة اليمنية مجددا "من أجل توقيع اتفاق سلام وليس للتشاور".
لكن الأمم المتحدة تريد جولة مباحثات قصيرة لا تتجاوز أياما عشرة استنادا الى خطة السلام المقترحة من وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وهي الخطة التي تبنتها الأمم المتحدة ولا تزال الحكومة اليمنية ترفض بعضا من بنودها.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن اجتماعا جديدا لوزراء خارجية الدول الأربع سيعقد على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها البحرين، وأن وزير خارجية اليمن عبد الملك المخلافي سيحضر اللقاء الذي سيكرس للضغط على الجانب الحكومي للقبول بالخطة والذهاب الى جولة المحادثات من دون أي شروط مسبقة.
وكان الرئيس اليمني قد سلم المبعوث الأممي رداً رسمياً هو الأول حول خريطة الطريق لحل النزاع في بلاده تضمنت شروط تعجيزية من شأنها إفشال خطة السلام وإطالة أمد الحرب، حيث طالب بإخراج الرئيس السابق وزعيم جماعة الحوثي من اليمن إلى منفى اختياري لمدة عشر سنوات. كما رفض نقل سلطاته الى نائب جديد يتم التوافق عليه، وطالب بإلزام الحوثيين بتعويض كل من تضرر من "الانقلاب" على السلطة الشرعية وتسليم أسلحتهم والخروج من المدن والتحول إلى حزب سياسي.
واتهم الرد الحكومي المبعوث الدولي بالخروج عن مرجعيات السلام المتفق عليها، وهي قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
المصدر : وكالات