اخبار الساعة - خاص
ولو كـرِه المتطرفون
موجة التفجيرات التي طالت القاهرة وعدن واسطنبول ومقديشو في أربعة وعشرين ساعة أصابت العالم بالفاجعة، والمخيف فيها وحشيتها التي لم تفرق بين مسجد وكنيسة، ناهيك عن الملاعب والمراكز التجارية والعامة.. المؤلم انها تأتي كالقارعة وتقضي على الأطفال والنساء وجميع الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا سابقة سوى أنهم يعيشون في زمن التطرف والارهاب الذي لا دين له ولا جغرافيا معينة، ضاربا بكل الأعراف الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط.
التشدد والتطرف سيبقى آفة لن تعالجها غير إجراءات تبدأ بتفعيل العملية التعليمية، فالجهل هو من يُغذي هذا الفكر الإجرامي الذي دائما ما يفضي لتقويض السلم الاجتماعي والغاء الآخر.. حينها ترتكب الجريمة بصورها الوحشية، وتتناثر أشلاء الضحايا في المساجد ودور العبادة وانتهاء بأماكن التجمعات السكانية كالأسواق والملاعب ومختلف المراكز الحيوية.
نحتاج إلى مراجعة وتصحيح الخطاب الدعوي، فذلك سيشكل فارق ايجابي سيسهم في تفنيد الكثير من المفاهيم، كما نحتاج إلى خطاب تصالحي وسطي يتبنى قيم السماحة والاعتدال بعيدا عن خطاب الكراهية وتوسيع دائرة الاحتقان والانتقام.
المجتمعات بحاجة إلى تقارب وتماسك، لاجل ان لا نترك مجال للانحراف الفكري بين أبنائنا، نقترب من شبابنا ونتناصح ونشد على أيديهم لمواجهة هذا السم الزعاف.
الإنسانية كلها مهددة بداء الإرهاب والضرورة تدفعنا جميعاً لنطالب بدعم وتفعيل نشاط المؤسسات والمراكز الفكرية لمكافحته، لتضطلع بدور أكثر فاعلية، وأمامنا من التجارب ما يكفي لصناعة فكر ممانع لإحباط كل محاولات استدراج شبابنا للوقوع في هذا المستنقع الآثم.
الفكر الضال لن يهزم إلا بفكر صحيح وسليم، وهي معركة رديفة لمعركة الحديد والنار، فالمعركة فكرية في المقام الأول، وسننتصر فيها بإذن الله متى ما تضافرت الجهود، فالحق أقوى من الباطل، ولو كره المتطرفون.