اخبار الساعة - صنعاء - عبد العزيز الهياجم
بعودته السريعة مساء اليوم الاثنين من واشنطن، وضع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حدا لتكهنات وشائعات مختلفة، تداولها الشارع اليمني منذ سفره للعلاج في الولايات المتحدة، قبل نحو عشرة أيام.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" فإن زيارة نائب الرئيس اليمني كانت لإجراء الفحوصات الطبية السنوية المعتادة في مستشفى كلفلاند التخصصي لأمراض القلب بمدينة كلفلاند الأمريكية، وأنها تكللت بالنجاح.
وكان عبد ربه منصور هادي توجه إلى الولايات المتحدة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي وعقب أسبوع واحد من إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن اليمن.
وعلى الرغم من أن نائب الرئيس اليمني يجري سنويا زيارة خارجية للعلاج، وخصوصا في أمريكا تمتد لأسبوعين او اكثر، إلا أن الأمر في هذه المرة كان مختلفا جراء تداعيات الأزمة السياسية، لكونه مرتبط بالحوار مع المعارضة وتوقيع المبادرة الخليجية بناء على التفويض الصادر له بمرسوم رئاسي.
وذهبت شائعات تداولتها تقارير إعلامية إلى أن زيارة نائب الرئيس لواشنطن ربما تستمر لمدة ثلاثة أشهر، وأن نائب الرئيس رحل قسرا وهو الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا على وجود نية مسبقة لدى صالح لعرقلة الجهود الدولية والإقليمية الضاغطة عليه لتوقيع المبادرة الخليجية.
ردود فعل مختلفة بعد عودة منصور هادي
"العربية.نت" استطلعت ردود أفعال الأوساط السياسية في هذا الشأن، حيث تحدث رئيس مركز دراسات الجزيرة والخليج بصنعاء أحمد محمد عبد الغني قائلا: إذا صدق الرئيس صالح فمعنى ذلك ان عودة النائب مؤشر على أن هناك اتجاه جدي للتوقيع على المبادرة، الناس ملوا من الوعود، ولكن هذه العودة في هذه اللحظة يجب ان تتتوج بالتوقيع على المبادرة حتى يطمئن الناس ويثقوا فعلا أن هناك توجه جاد للخروج من الأزمة وتجنيب اليمن الدخول في صراع أكبر مما هو حادث الآن، لأن اللحظة حرجة، وعدم التوقيع على المبادرة معناه بالتأكيد الانتقال إلى خيار المواجهة، وهو خيار صعب على كل الأطراف.
ومن جانبه يرى المحلل السياسي غسان حيدر أن عودة نائب الرئيس تحمل دلالة قوية بأنه رجل المرحلة القادمة "فبيده توقيع المبادرة الخليجية، وهو بات مرشح المؤتمر في الانتخابات الرئاسية المبكرة "كما يتحدثون" ومن الغباء السياسي في هذه المرحلة عدم تعاطي الأحزاب معه والخروج من الأزمة طالما لا خلاف عليه.
لذلك يجب التعاطي بإيجابيه مع المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن وتحمل الأحزاب المسؤولية التاريخية في الانتقال بالوطن نحو الممارسة الفعلية للديمقراطية و تحديد أسباب الخلاف الحقيقي للأزمة بعيداً عن المزايدات فالنائب عبد ربه منصور هو الرجل الوحيد الذي بيده طوق النجاة الآن.
ويقول الإعلامي والباحث في الدراسات الإستراتيجية أبوبكرعباد باذيب: "نائب الرئيس هادي عاد في التاريخ الذي كان مخطط له ان يعود فيه، وبحسب الجدول الزمني المرتب بينه وبين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، للبدء في التسوية المتفق عليها بين النظام والمعارضة والتي اطلق عليها مقترحات بن عمر للآلية التنفيذية للمبادرة، والتي تم تداولها في وسائل الإعلام المختلفة، وتضمنت نقاطا في مقدمتها ان الرئيس سيمنح نائبه عبدربه صلاحيات كاملة وسيكلف المعارضة بتسمية مرشحها لرئاسة الحكومة ومن ثم الدعوة لانتخابات مبكرة كما اتفق على ان هادي هو المرشح التوافقي لجميع الأطراف إضافة الى الحديث عن تسوية لعقبة البند المتصل بإعادة هيكلة القوات المسلحة بحيث يتم ترتيب ذلك على مرحلتين الأولى ان يتم تشكيل مجلس أعلى للدفاع برئاسة هادي.
المصدر : العربية نت