اخبار الساعة - وكالات
غادر العاصمة المصرية، القاهرة، اليوم الثلاثاء، وفدا رفيع المستوى على متن طائرة خاصة إلى الرياض فى زيارة للمملكة العربية السعودية تستغرق عدة ساعات.
ومن المقرر أن يبحث الوفد المصري خلال الزيارة آخر التطورات بشأن ملف العلاقات المشتركة بين البلدين، وسبل تنقية الأجواء بين الجانبين، بعد توتر متصاعد منذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وصرحت مصادر مطلعة شاركت فى وداع الوفد، بأنه سيلتقي خلال زيارته القصيرة للعاصمة السعودية عددا من كبار المسئولين والشخصيات، لاستعراض ملف العلاقات المصرية السعودية، بحسب «بوابة القاهرة».
الزيارة تأتي بعد ساعات من مغادرة وفد سعودي رفيع المستوى زار مصر سرا، أمس الاثنين، في توقيت يشهد خلافات حادة بين القاهرة والرياض.
الوفد السعودي ضم أربعة أشخاص، برئاسة المستشار بالديوان الملكي السعودي «تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ»، بحسب وكالة أنباء «الأناضول».
يشار إلى أن هناك مساع خليجية، للمصالحة وتصفية الأجواء بين مصر والسعودية، على إثر خلافات عادة ما تعلن عن نفسها بين الحين والآخر عبر إعلام الطرفين، وعكست تباينا في وجهات النظر تجاه أزمات وقضايا المنطقة.
وتعد معالجة الملفين السوري واليمني، والموقف من الدور الإيراني في البلدين، والعلاقات مع تركيا، عاكسة بشكل كبير للخلاف بين القاهرة والرياض.
وخيمت أجواء التوتر حول مستقبل العلاقات المصرية السعودية، على خلفية تصويت القاهرة لصالح قرار روسي في مجلس الأمن الدولي يتعلق بالأزمة السورية، أعقب ذلك قرارا من شركة «أرامكو» السعودية، بوقف إمداداتها النفطية لمصر.
وواصلت القاهرة تحديها للرياض، وتداولت وسائل إعلام تقارير عن إمداد مصر للمتمردين الحوثيين في اليمن، بـ 12 زورقا حربيا متطورا، كما التقت مدير مخابرات النظام السوري اللواء «علي المملوك»، وأرسلت طيارين لدعم قواته في حلب وحمص، وشن إعلاميون مصريون، على صلات قوية بالأجهزة الأمنية في البلاد، حملة عنيفة ضد المملكة العربية السعودية، بلغت إهانة الملك ونجله، وامتدت إلى إطلاق تهديدات بوقف رحلات العمرة والحج للأراضي المقدسة، وفتح أبواب التطبيع مع إيران «العدو اللدود للمملكة»، وشراء النفط الإيراني بديلا للنفط السعودي.
وتشترط الرياض تسلم جزيرتي «تيران وصنافير» بموجب الاتفاقية التي وقعها الملك «سلمان بن عبدالعزيز» خلال زيارته للقاهرة أبريل/ نيسان الماضي، لكن الحكومة المصرية تماطل في تنفيذ القرار إثر ضغوط شعبية ترفض التنازل عن الجزيرتين.
ومؤخرا لاقت زيارة مسؤولين سعوديين لسد النهضة الإثيوبي (الذي تتخوف منه مصر على حصتها من مياه النيل)، غضبا في الصحف المصرية رغم الصمت الرسمي الذي صاحبه سفر لرئيس البلاد «عبد الفتاح السيسي» إلى أوغندا، غداة إعلان عن تعاون معتزم بين الرياض وأديس أبابا.
وتعد السعودية، أبرز الداعمين لنظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، سياسيا واقتصاديا، منذ الانقلاب العسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بالبلاد، منتصف صيف 2013.