الشاب الذي أسس Facebook وأصبح برئاسته إمبراطورية “سكانها” أكثر من مليار و800 مليون مستخدم، لا تغيب عنها الشمس ولا الفصول مجتمعة، يحلم الآن على ما يبدو بأن يكون رئيسا أيضا للولايات المتحدة، فمع إطلالة العام الجديد نشر مارك زوكربيرغ رسالة مختلفة عن كل واحدة كتبها في موقعه “الفيسبوكي” عند نهاية كل عام، وفيها يضع عادة تحديا جديا لنفسه يقوم به، إلا أن تحديه في 2017 تضمن تلميحات إلى رغبته بدخول المعترك السياسي الأميركي، وإلى حلم بالإقامة مستقبلا في البيت الأبيض.
في تحديه لهذا العام يذكر المولود قبل 32 سنة، أنه سيزور 30 دولة عن طريق البر، ومعه زوجته Chan Priscilla الصينية الأصل وأم طفلته Max البالغة عاما واحدا “للتعرف على ثقافات سكانها وكيف يعيشون ويعملون ويفكرون في المستقبل” لافتا أنه سيفعل ذلك تلبية لرغبات الناس هناك، إلا أن محللين إعلاميين فسروها على غير ما قال.
كان عمره 20 سنة حين أسس أهم وأشهر موقع للتواصل الاجتماعي
قال في تحديه إنه زار بعض الولايات الأميركية خلال السنوات الماضية، وبقيت 30 لم يقم بزيارتها بعد، لذلك سيتجول فيها ويقابل “شخصيات مختلفة استكمالا للتحدي لأني متحمس لاستكشاف المزيد عن بلدنا” وفق تعبير المالك 44 مليارا و600 مليون دولار، بحسب مراجعة للائحة أصدرتها مجلة Forbes الأميركية قبل شهر، وجعلته الرقم 16 بين أغنى أثرياء العالم، وهي ثروة تبرع بكاملها للعمل الخيري.
اختار السفر إلى الدول برا، لا إلى عواصمها أو مدنها الرئيسية مباشرة بالطائرة، لأنه يرغب بزيارة بلداتها الصغيرة وجامعاتها، ويزور مكاتب “فيسبوك” فيها، على حد ما كتبه وذكر فيه أنه سيجتمع إلى معلمين وعلماء “لربط بلدان العالم وإعطاء كل شخص حقه في التعبير عن رأيه” موضحا أن العالم أصبح عند نقطة تحول كبيرة، معها جعلت التكنولوجيا والعولمة شعوبه أكثر إنتاجية واتصالا ببعضها، مما أدى الى إيجابيات كثيرة، لكن سلبياته جعلت الحياة أكثر صعوبة، فحدثت انقسامات بين الأسر، لذلك طالب بضرورة إيجاد وسائل حل للسلبيات وفقا لموقع العربية نت.
لقطات عدة لزوكربيرغ، حياته العائلية مع زوجته وابنته الصغيرة، وصورة له مع أوباما
وذكر زوكربيرغ في تحديه الجديد لهذا العام أنه ركض في السنوات الأخيرة أكثر من 500 كيلومتر، وقرأ 25 كتاباً، وتعلم بعض اللغات، بينها “المندارين” لغة الصينيين. وفي تحديه عن 2016 ذكر أنه صمم Jarvis Service أو برنامج “المساعد الشخصي الذكي” للتحكم في منزله بالكامل، كنظام اصطناعي طوره بنفسه وقت فراغه ليساعده باختيار وتشغيل الموسيقى وتشغيل وإطفاء الأنوار وتكييف الهواء ورصد من يقف خلف باب منزله من زوار والسماح لهم بالدخول، موضحا أنه نظام يمكن أن يكون نواة لإنتاج جديد في الأسواق مستقبلا.
نشأت يهوديا، ثم مررت بفترة من الشك
وقبل أسبوع، أجاب على سؤال من متابع له في “فيسبوك” عن إعلانه سابقا بأنه ملحد، فقال: “نشأت يهودياً، ثم مررت بفترة من الشك في الأمور، لكني عدت مؤمنا بأن للدين أهمية بحياة الإنسان” وأشاد بديانة زوجته البوذية “لأنها رائعة وغنية بالفلسفة، وأنا أدرسها الكثير مع الوقت، وآمل أن أواصل فهمها بشكل أكثر عمقا” لكنه لم يعتنقها، بل بث مع ما كتبه، وهو راكع في Wild Goose Pagoda أي “معبد الأوز البري” العملاق، وزاره قبل عام في مدينة “شيان” بالصين.
زوكربيرغ راكعا في معبد الأوز البري البوذي في الصين
كل الوارد أعلاه بشأن مؤسس أشهر موقع تواصلي، وهو Facebook المحتفل بعد شهرين بمرور 12 سنة على تأسيسه، فسرته شبكة CNBC التلفزيونية الأميركية بحلم رئاسي، وقالت إن الموفّر عبر شبكة المعلومات والتواصل الإنترنيتي تطبيقات، منها WhatsApp للمحادثات الهاتفية المجانية والتواصل الكتابي بالهواتف الجوالة، وأيضا موقع Instagram المبحر فيه اجتماعيا أكثر من 500 مليون، وغيره مما يفيد الناس ويسليهم، يسعى لأن يسمحون له بالخدمة حكوميا في الولايات المتحدة مدة سنتين، مع بقائه رئيسا تنفيذيا لفيسبوك، ويبدو أنه قد يبدأ أولا بعضوية في الكونغرس، مستقلا أو عن حزب ما، وبعدها الرئاسة.