اخبار الساعة - متابعة
تكثف الجهات الأمنية بشرطة منطقة جازان السعودية تحرياتها عن رجل أمن متقاعد، اعتاد تعاطي المخدرات، متهم في قضية تحرش جنسي، واعتداء بالضرب والعنف الجسدي والنفسي على اثنتين من بناته بعد بلاغ تلقته شرطة محافظة العارضة مساء الجمعة (6 يناير 2017) كشف تفاصيل الواقعة.
وأوضحت مصادر لـ"عاجل"، أن البلاغ كشف قيام الأب الهارب بحبس إحدى بناته في غرفة بمسكنهم، وإغلاق الأبواب عليها بإحكام، فيما سارع الجيران إلى نقل الأخرى إلى المستشفى، وإسعافها عن طريق فرقة من الهلال الأحمر إثر تعرضها لكسور وجروح خطرة ونزيف داخلي نتيجة تلقيها ضربًا مبرحًا من والدها بعصاة غليظة، وتهجمه على والدته الطاعنة في السن التي أرادت الدفاع عن الفتاتين.
وبيّنت مصادر أن الأب حاول الاعتداء جنسيًّا على ابنتيه (22 و18 عامًا) داخل منزلهم بإحدى القرى التابعة لمحافظة العارضة شرق منطقة جازان، مستخدمًا معهما عدة أساليب لتعذيبهما بسبب رفضهما الانصياع لنزواته الجنسية، فما كان من إحداهن إلا أن سعت للهرب إلى منزل الجيران، والاستغاثة بهم بعد تلقيها وابلا من الضرب والعنف الجسدي بصورة وحشية، ليتم إبلاغ الشرطة بالحادثة، والاتصال بالهلال الأحمر كي يتم إسعاف الفتاة إلى المستشفى نظرًا لسوء حالتها الصحية.
إلا أن الأب الذي تجرد من مشاعر الأبوة، لم يتوقف عند ذلك، بل اعترض سيارة الهلال الأحمر التي جاءت لإنقاذ ابنته ومباشرة حالتها، واعتدى على الفرقة لمنعها من إسعافها، قبل أن يتدخل عدد من أهل القرية من أجل إنقاذ الفتاة، حيث تتواجد حاليًّا بقسم التنويم في مستشفى العارضة العام تحت الملاحظة الطبية.
وأضافت المصادر أن الفتاة الأخرى بقيت حبيسة في إحدى غرف منزل الأسرة طيلة 10 ساعات في حالة يُرثى لها، إلى أن سارعت لجنة مختصة من دار الحماية الاجتماعية التابعة لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بجازان وبمساندة من الشرطة إلى فك أسرها وتسليمها لأحد أقاربها.
وأكدت المصادر أيضًا أن لجنة دار الحماية أخذت أقوال الفتاتين في محضر رسمي، بالإضافة إلى اعترافات عددٍ من أفراد الأسرة، والتنسيق مع الجهات الأمنية وإدارة المستشفى بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التي تتعلق بوجوب حماية هاتين البنتين، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة، على أن تتابع اللجنة مهامها مع الجهات المختصة لاستكمال ملف القضية.
بدورها، بدأت الجهات الأمنية بشرطة منطقة جازان تكثيف تحرياتها عن الأب الهارب في محاولة للقبض عليه وتطبيق الإجراءات النظامية بحقه.
في المقابل، طالبت الفتاتان من خلال التحقيقات أن تتولى الجهات المختصة متابعة قضيتهما دون تهاون، لأن والدهما قام بإطلاق تهديداته لهما بالقتل في أي لحظة، وهو ما دفعهما إلى البحث عن الأمان الأسري بأي وسيلة كانت، لأن الوضع الذي وصلا إليه لا يحتمل السكوت عنه لتماديه معهما لأكثر من ثلاث سنوات، ويرغبان في عيشة كريمة كغيرهما من فتيات هذا الوطن، إذ يكفي سنوات الذل والهوان التي عاشاها مع بقية إخوتهم بعد وفاة أمهم. وأكدتا أن الأب لا يصرف عليهم بتاتًا رغم أنه يتقاضى راتب التقاعد، وكذلك مبلغًا ماليًّا من الضمان الاجتماعي.