كشف السفير السعودي بالجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، عن خلاف جوهري بين البلدين إزاء قضايا عربية جوهرية، مفيدًا أن الملف السوري تحديدًا خضع لنقاش عميق بين الجزائر والرياض على عدة مستويات؛ ما يؤشر على أن هذه القضية قد تعرف تطورات جيدة في الفترة المقبلة.
وهذه المرة الأولى التي يَجهر فيها مسؤول رفيع بخلافات سياسية بين بلدين وازنين في مشرق العالم العربي ومغربه، إذ ظلت حكومتا الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة والملك سلمان بن عبد العزيز تنفيان وجود أزمة بينهما بسبب الملف اليمني والأزمة السورية وقضية القوة العربية المشتركة وغيرها.
وعلى الأرجح فإن فتح سفير الرياض للموضوع في هذا الوقت بالذات، يعكس تبديد الخلافات السعودية الجزائرية على أعقد الملفات الإقليمية بالنظر إلى كثافة التحركات الدبلوماسية على محور الرياض والجزائر في الآونة الأخيرة.
وشدد السفير سامي بن عبد الله الصالح، في تصريحات إعلامية بالجزائر على أن العلاقات بين البلدين ستشهد ديناميكية كبيرة في المستقبل القريب، مبرزًا أنهما “يشعران بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقيهما وبأهمية القيام بالدور التاريخي المطلوب منهما”.
وأضاف الصالح أن هذه العلاقات مرت بــــ” مراحل صعود ونزول، لكن في السنة الماضية، صدرت توجيهات عليا من قيادتي البلدين بأهمية رفع مستوى التعاون الثنائي في كل المجالات”، لافتًا إلى أن المباحثات التي جرت أخيرًا بين الدولتين تمت “بكثير من الصراحة والشفافية، وكان فيها نقاش صريح حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والمسائل الإقليمية والدولية”.
وذكر أن عدة مجالات تحتاج إلى تفعيل، وأخرى انطلق فيها التعاون بشكل جيد ولكنها ظلت بحاجة إلى بلوغ مستوى أفضل، مضيفًا “منذ أن استلمت مهامي كرئيس للبعثة الدبلوماسية للمملكة بالجزائر للمرحلة الثانية، بدأنا في إعطاء دفع للتعاون”، في إشارة إلى الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال إلى الرياض.