بالرغم من وقوفهما الان على طرفي نقيض، مايزال نظام الرئيس علي عبدالله صالح يلتقي مع حزب الإصلاح المنشق عنه منذ أشهر في العديد من المواقف المضادة لليمنيين. وقد ثبت هذا في عدة محطات خلال الشهور العشرة الأخيرة، ويبد...و موقفهما اليوم من عيد الغدير الذي تحتفل به الزيدية في 18 ذي الحجة من كل عام مثالا صارخا على هذا. منذ يوم أمس السبت، قامت أطقم عسكرية من قوات الأمن التابعة لصالح بتمشيط شوارع صنعاء القديمة وإزالة البنارات الدعائية الخاصة بالمناسبة وأجبرت القاعات المحجوزة منذ شهر تقريبا على إبلاغ الجهات والعائلات الزيدية التي تعد للإحتفال بتراجعها عن اتفاق الحجز المبرم معها تحت ضغوط توجيهات وصفتها بـ"العليا". وفي الضفة الأخرى، اشتدت الحملة الإعلامية الضارية والمسعورة التي تشنها مواقع تابعة للإصلاح وزواحف الثوار الموالين له على صفحات الفيسبوك ضد الحوثيين والمذهب الزيدي منذ عدة شهور مع اقتراب موعد المناسبة الذي يحل غدا الأحد. لكن هذه الحملة الإصلاحية المتصاعدة باسم ثورة الشباب السلمية لا تطال الحوثيين والزيود فحسب، بل تستهدف الثورة السلمية في الصميم وتشكل إهانة قاسية للإنسان والوطن اليمني. الثورة السلمية انطلقت للانتقال بهذا البلد العظيم من وضع التمزق والإقصاء الوطنيين الشاملين اللذين رسخهما نظام صالح على مدى 33 عاما على حساب كرامة وحرية ودماء اليمنيين بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الى وضع الوطن الحر والكبير الذي يتسع لكل اليمنيين واليمنيات ويتيح لهم المشاركة في صياغة بلدهم، وممارسة حرياتهم الشخصية والثقافية ويصون كرامتهم دون تمييز. لكن الإصلاح حول الثورة السلمية الى أداة لترسيخ التمزق الوطني والإجتماعي وقمع كل المذاهب والأطياف السياسية وأهدر حق كل اليمنيين الذين لا ينتمون إليه في التعبير عن آرائهم وكرامتهم. الإصلاح هو الشريك التاريخي لعلي صالح في كل سنوات حكمه وحروبه القذرة ضد اليمن شعبا ووطنا. من حربه ضد الناصريين بعد شهور من توليه سدة الحكم عام 1979 الى حروبه ضد دولة الجنوب الإشتراكي خلال الثمانينات الى حرب 1994 الى حروب صعدة الست خلال السنوات الماضية بالتزامن مع معاركه القمعية ضد الحراك الجنوبي منذ انطلاقته الأولى عام 2007، كان الإصلاح شريك صالح في كل هذه المحطات القذرة. وقد أثبتت 10 أشهر من الثورة أن انتقاله الى الضفة الأخرى لم يبدل شيئا في هذه الشراكة التاريخية. لقد أثبت الإصلاح خلال فترة الثورة أنه ما يزال شريكا لصالح أكثر من أي وقت مضى. فقد لعب دورا اكبر منه في ضرب ثورة الشباب السلمية من خلال انقضاضه على كل شرائح وأطياف الشعب اليمني وإقصاء كل المختلفين عنه أفرادا كانوا أو جماعات. من الحراك الجنوبي الى الحوثيين الى المدنيين المستقلين الى القبائل غير الموالية له الى الزيديين والصوفيين والإسماعيليين، أعطوني حزبا أو تيارا سياسيا أو مذهبا أو طائفة دينية أو فئة إجتماعية واحدة لم تتعرض للأذى والإقصاء داخل الثورة وبإسمها الكبير من قبل الإصلاح وطيفه الوهابي! إن قيادات وأعضاء الإصلاح بحاجة لوقفة مع ضمائرهم الفردية وضميرهم الحزبي الجامع لإدراك حجم الخيانة الوطنية العظمى التي اقترفها حزبهم ضد اليمن بعد السطو على أعظم ثورة عرفها هذا البلد منذ مئات السنين. وعليهم أن يعرفوا بأن الطريق الذي يسلكونه قد يقودهم الى مكب لا أظن أن يمنيا يود رؤيتهم فيه. اوقفوا حملاتكم التحريضية الهادفة لتعزيز حالة التمزق الوطني وطمس هويتنا الوطنية.. اوقفوا حملاتكم القذرة ضد اليمن وطنا وإنسانا باسم ثورته! أوقفوا مساعيكم الحثيثة لإشعال حرب طائفية لن تكون عواقبها وخيمة على اليمن فحسب بل ستكونون أنتم أيضا في مقدمة من سيكتوون بنارها!
الإصلاح ما يزال شـــريك صالح التاريخي ضــــد جميع اليمنيين
اخبار الساعة - نبيل سبيع