أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

بلدة لبنانية تتصدى لمحاولة حزب الله والأمن اعتقال لاجئ سوري

دبابات سورية في بلدة عرسال اللبنانية
- لوانا خوري من بيروت

حمّل عدد من نواب تيار المستقبل اللبناني في الشمال، وعدد من العلماء رئيسي الجمهورية والحكومة وقائد الجيش مسؤولية ما وصفوه بـ"الاعتداء" الذي تعرضت له بلدة عرسال" ليل الإثنين، مؤكدين أن أرض البلدة "ليست مستباحة" وكاشفين أن "من بين المدنيين الذين شاركوا في الدخول الى البلدة عناصر من مخابرات الجيش اللبناني".

وتؤكد عدد من هيئات المعارضة السورية أنه كثرت في الآونة الأخيرة عملية خطف معارضين سوريين على الأراضي اللبنانية في حين تؤكد الجهات الرسمية اللبنانية أن الأمور بيد القضاء وعمليات الخطف لم تحصل.

وبعد الاجتماع الذي عقد في منزل النائب محمد عبداللطيف كبارة في طرابلس اجتماع ضم النائبين خالد ضاهر ومعين مرعبي والعلماء زكريا المصري وسالم الرافعي وبلال بارودي وكنعان ناجي، أصدر المجتمعون بيانا تلقت إيلاف نسخة منه، أوضحوا فيه أن "المعلومات التي دقق فيها تبين أن مجموعة بثياب مدنية تضم عناصر ملتحية من ميليشيا حزب السلاح دخلت بلدة عرسال ليل الاثنين وحاولت خطف المواطن السوري من آل قرقوز، فما كان من أهل البلدة إلا أن تصدوا لها سلميا بالحجارة والعصي ومنعوها من تنفيذ عملية الخطف، ولا سيما أن السيد قرقوز غير مطلوب في لبنان بموجب أي مذكرة قضائية، بل قد يكون مطلوبا لنظام الأسد".

بيان الجيش
إلا أن الجيش أصدر الثلاثاء بيانًا قال فيه إنّ "مساء امس (الاثنين)، وخلال قيام دورية من الجيش بتعقب مطلوبين للعدالة في بلدة عرسال - البقاع، تعرضت لاطلاق نار وللاعتداء بالحجارة من قبل عدد كبير من الاشخاص الذين احتشدوا حول عناصر الدورية، ما ادى الى اصابة آليتين باضرار جسيمة". وتابع البيان الصادر عن مديرية التوجيه في الجيش "على اثر ذلك تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة وعملت على تفريق المحتشدين واعادة الوضع الى طبيعته، فيما تستمر هذه القوى بملاحقة مطلقي النار الذين فروا الى جهة مجهولة، بالاضافة الى المحرضين ضد عناصر الجيش لتوقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص".

مشاركة حزب الله في العملية
وإذ لفت المجتمعون إلى أنه "من بين المدنيين الذين شاركوا فيها عناصر من مخابرات الجيش اللبناني" تابعوا "ما يثير الدهشة والاستغراب هو أن تقوم هذه العناصر بتنفيذ مهمة لحساب المخابرات الأسدية، مما يطرح تساؤلا شديد الخطورة عما إذا كان صدر أمر رسمي من قيادة الجيش اللبناني بتنفيذ هذه المهمة لحساب مخابرات الأسد؟".

وأردفوا "نحن لا نعتقد ذلك لسبب بسيط وهو أن عرسال ليست بلدة سائبة، وجيشنا الذي نحب ونقدر ونحترم ليس كتائب الأسد. ولقد تم تأمين العناصر العسكرية اللبنانية التي كانت ترتدي ثيابا مدنية في منزل أحد المختارين في عرسال حفاظا على سلامة هذه العناصر.

المطالبة بإجراء تحقيق
وعليه طلب النواب والعلماء من قيادة الجيش اللبناني أن "تجري تحقيقا شفافا في الاعتداء الذي تعرضت له بلدة عرسال حفاظا على سمعة الجيش واحتراما للسيادة اللبنانية في ذكرى استقلال صار مفقودا". وإذ نبهوا "من أي محاولة قد تكون قيد الاعداد للإنتقام من أهلنا الأبطال في عرسال والمناطق الاخرى" تابعوا "ليسمع من يجب أن يسمع وليفهم من يجب أن يفهم، فعرسال ليست يتيمة. عرسال بلدة لبنانية وكل من يعتدي على عرسال أو على أي بلدة لبنانية هو حتما يخدم العدو الصهيوني وكتائب الاسد".
وختم بيان المجتمعين: "أخيرا، نحذر من أن مثل هذه الممارسات تعرض السلم الاهلي للخطر، ونحمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش مسؤولية عدم معالجة الموضوع بما يحفظ كرامة المواطنين".

خطف للسوريين في لبنان
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش أعربت في منتصف الشهر الجاري عن قلقها بعد وفاة المعارض السوري جاسم مرعي الجاسم الذي خطف من لبنان وسلّم إلى السلطات السورية حيث قضى جراء التعذيب، بعد خطفه من لبنان مع أشقائه الـ3 منذ شهر مارس (آذار) الماضي.

وتتناقض التصريحات الصادرة من الجهات الرسمية اللبنانية حيال موضوع المخطوفين السوريين في لبنان، حيث سبق لوزير الداخليّة اللبناني مروان شربل ان نفى في الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) وجود "مخطوفين سوريين في لبنان"، في تناقض تام مع ما أعلنه المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، أمام لجنة حقوق الإنسان النيابية، حيث أكد وجود معلومات موثقة لدى قوى الأمن الداخلي، تفيد بأن الإخوة الجاسم "خطفوا بواسطة سيارات تابعة لأمن السفارة السورية لدى لبنان، وسلموا إلى مسؤول فلسطيني في منطقة قوسايا في البقاع قرب الحدود السورية" لافتًا إلى أن "المعلومات تفيد بأن شبلي العيسمي اختطف بنفس الطريقة التي اختطف بها الإخوة الجاسم".

وتؤكد عدد من هيئات المعارضة السورية أنه كثرت في الآونة الأخيرة عملية خطف معارضين سوريين على الأراضي اللبنانية في حين تؤكد الجهات الرسمية اللبنانية أن الأمور بيد القضاء وعمليات الخطف لم تحصل.

المصدر : ايلاف

Total time: 0.0422