اخبار الساعة - متابعة
قالت وكالة "رويترز" للأنباء، إن حظر إندونيسيا سفر العاملات المنزليات إلى السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، أدى إلى نمو في نشاط تجارة البشر الخفية التي يقوم بها وكلاء التوظيف في الدولة الآسيوية بعدما وجدوا طرقا جديدة للتحايل على هذا الحظر.
واستشهدت الوكالة البريطانية في تقرير مطول نشرته الإثنين (6 مارس 2017)، بقصة عاملة إندونيسية شابة تدعى "ديان بيرماتا ساري" (19 عاما)، تم خداعها من قبل وكلاء توظيف في بلادها حتى وصلت إلى المملكة.
وقالت ساري إنها عقب وصولها وجدت نفسها تعيش في معسكر فيه المئات من السيدات الإندونيسيات في انتظار إيجاد وظيفة بأحد المنازل، رغم أن الاتفاق كان معها في إندونيسيا على العمل كعاملة نظافة في مكتب براتب 1500 ريال؛ لكن ذلك كان خداعا من جانب الوكيل حتى يتمكن من حصولها على التأشيرة ودخولها البلاد.
وأضافت ساري التي غادرت أسرتها- المكونة من زوج وطفل يبلغ عامين- أنها وصلت إلى المملكة في نوفمبر الماضي فوجدت نفسها مضطرة للانتظار، مضيفة أنها أجبرت على المكوث في معسكر مزدحم بمئات النساء دون راتب أو وظيفة حتى غادرت المملكة الشهر الماضي.
وأشارت "رويترز" إلى أن حالة ساري تسلط الضوء على ما يثار من قبل نشطاء، أن هناك ارتفاعا في قضايا الإتجار بالبشر منذ حظر إندونيسيا سفر النساء للعمل في الخدمة المنزلية في عام 2015 إلى 21 دولة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
وأضافت أن فرض الحظر جاء بعد سلسلة من حالات سوء المعاملة؛ ولكن ارتفاع الطلب على العاملات في المملكة شجع تجار لإيجاد سبل للالتفاف على القيود المفروضة.
وتقول جماعات حقوقية إن تجار البشر (ووكلاء التوظيف) يستخدمون بشكل متزايد تكتيكات مختلفة، مثل إرسال النساء بحجة أنهن سيعملن في نظافة المكاتب أو الشركات، ومن الحيل- أيضا- تغيير مسارات رحلات الطيران لتجنب ضبطهن من قبل سلطات المطار ومنعهن قبل التوجه إلى السعودية.
وتشكل النساء العاملات في الخدمة المنزلية أكثر من ثلث العمالة الإندونيسية في الخارج والتي يقدر عددها بنحو 6 ملايين.
وأوضحت "رويترز" أن الوكيل رتب سفر "ساري" التي لم يكن لديها خبرة سابقة في العمل كخادمة، من مدينتها إلى مدينة "لومبوك" السياحية، ومنها إلى مدينة سوربايا، ومنها إلى سنغافورة ثم الرياض.
وتابعت أنها بمجرد وصولها تم تسكينها مع 400 سيدة أخرى، في ظروف معيشية صعبة، طعام قليل وزجاجة مياه لكل 15 شخصا، وتمت مصادرة هاتفها وجواز سفرها، حال وصولها، مضيفة أنها اعترضت هي ومجموعة أخرى من النساء؛ لكنهن تعرضن للضرب.
وأضافت الشابة الإندونيسية أنها تمكنت من الاتصال بزوجها بعد شهرين؛ لأنها كانت تحتفظ بهاتف آخر خبأته في أغراضها، وتمكن زوجها من التواصل مع جماعات محلية التي بدورها تواصلت مع السلطات السعودية وتم إنقاذهن.
وقالت ساري، وسيدة أخرى تدعى "هاتاميتي" (25 عاما)، أنهن لم يكن لديهن علم بحظر الحكومة لعمل الخادمات وأنهن أردن فقط مساعدة عائلاتهن؛ لكن الوكيل في جاكرتا خدعهن ولم يخبرهن بأي شيء