يجري الحديث مؤخرا عن إجراء باكستان محادثات مع السعودية بشأن إرسال قوات قتالية لحماية المملكة، وسط تنامي المخاوف بشأن تهديدات مسلحي داعش وميليشيات الحوثيين لأمن وأراضي السعودية.
وتتضمن الخطة المفترضة، إرسال باكستان لقوات عسكرية بناء على طلب من الرياض، تهدف إلى جعل القوات بمثابة قوة استجابة لحالات الطوارئ.
وبحسب تقرير لصحيفة “ذا ناشيونال”، لطالما تمتعت السعودية بعلاقة عسكرية وأمنية وثيقة مع إسلام آباد، حيث يتم إرسال قوات من جيش باكستان بصورة منتظمة لتدريب الجنود السعوديين، وعلى الرغم من عدم إعلان المملكة عن أعداد تلك القوات، إلا أن الخبراء يقولون إن هناك ما لا يقل عن 70 ألف باكستاني يعملون في الخدمات العسكرية السعودية بانتظام.
أوقات التوتر
لكن السعودية لا تطلب إرسال القوات الباكستانية المقاتلة إلا في أوقات التوتر المتزايدة بالمملكة، حيث أُرسلت القوات الباكستانية للسعودية في العام 1979 بعد الهجوم الذي تعرض له الحرم المكّي في مكة المكرمة، على يد مجموعة متطرفة تابعة لتنظيم القاعدة، ومن ثم بعد الثورة الإيرانية التي قامت في العام نفسه.
كما استقرت القوات الباكستانية في السعودية خلال حرب الخليج الأولى، عند تصاعد المخاوف حول هجوم صدام حسين على المملكة، وتم إرسال القوات الباكستانية عندما كثفت القوات الأمريكية عملياتها لسحق تنظيم القاعدة في العراق، ما أثار المخاوف من أن يقوم المتطرفون بالهروب عبر الحدود السعودية.
وطبقا لتقرير الصحيفة، أكد مصدر عسكري باكستاني رفيع المستوى، طلب السعودية في الوقت الذي شدد فيه على أن القوات لن تعبر الحدود إلى اليمن، مؤكدا أن القوات ستبقى على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تهديد أمني داخلي كبير أو حادث إرهابي.
ويأتي هذا التطور مع تصريح مصدر باكستاني آخر، بأنه ما يزال في مرحلة التخطيط، في ظل وقت حساس تمر به العلاقات السعودية مع إسلام آباد.
صراع طائفي
ففي العام 2015 ،صوت البرلمان الباكستاني برفض طلب السعودية لانضمام باكستان إلى التحالف العربي في اليمن، واختار البرلمان الباكستاني حينها الموقف المحايد وعدم الاشتراك في الصراع اليمني، خشية أن يؤدي ذلك إلى إفساد جهودهم التي تهدف لتحقيق التوازن بين العلاقات مع المملكة وإيران.
وقال الخبير في العلاقات بين باكستان ودول مجلس التعاون الخليجي في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في إسلام آباد رفعت حسين إن “باكستان لا تريد التورط في صراع طائفي لأن ذلك سيؤدي إلى زعزعة وحدة الجيش الباكستاني”.
وفي ذلك الوقت كان الجيش الباكستاني قلق من أي تورط في حرب خارجية، لأن قواته كانت مشتتة في قتال حركة طالبان الباكستانية.
وطبقا لما ذكرته صحيفة “ذا ناشيونال”، فإن مسؤول باكستاني آخر أكد على أن إرسال القوات الباكستانية، يهدف إلى ضمان الأمن السعودي الداخلي الذي يعد من مصالح إسلام آباد الأساسية، وأن باكستان لن تفعل أي شيء يمكن أن ينظر إليه على أنه انحياز في التنافس الإقليمي بين طهران والرياض.
ومنذ ذلك الحين استمر النقاش في إسلام آباد حول ما إذا كان سيُسمح للجنرال المتقاعد شريف بقيادة التحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده السعودية، وحول تورط القوات الباكستانية، وبحسب ما ورد فإن الجنرال شريف قام بوضع شروط قبل توليه هذا المنصب بما في ذلك لعب دور الوسيط بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وأنهت صحيفة “ذا ناشيونال” تقريرها بقولها إنه “إذا تم إرسال الفرقة القتالية الباكستانية إلى السعودية، فلن تكون بمثابة جزء من التحالف العسكري الإسلامي، لكن بمثابة علامة على وجود تحسن ملحوظ في العلاقات بين باكستان ودول الخليج العربي، منذ تدهورها في العام 2015”.