لا تزال تداعيات مقتل رجل الأعمال أحمد سعيد العامودي مستمرة وتلقى صدى في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وذلك لتضارب المعلومات الذي اكتنف القضية منذ الساعات الأولى لتداولها، وسط إشادة واسعة بالإنجاز الأمني السريع من شرطة مكة المكرمة التي استطاعت الوصول إلى الجاني في وقت قياسي والقبض عليه، والتحفظ على المبلغ الذي سرقه من رجل الأعمال والذي يقدر بـ15 مليون ريال سعودي.
وتمثلت عوامل الإثارة والغموض في القضية في عدد من المحاور أهمها إخفاء العامودي عليه لبعض كاميرات المراقبة الأمنية الموجودة في منزله لأسباب غير معروفة، إضافة إلى “العلاقة المحدودة” التي تربط بين الجاني والمجني عليه بحسب ما ورد في تصريح الجهات الأمنية التي كشفت عبر وسائل الإعلام عن بعض تفاصيل الجريمة التي شغلت الرأي العام في الأيام الماضية. وأثبتت الجهات الأمنية احترافيتها في التعامل مع الموقف بسرية منذ تلقي البلاغ في الساعة 2 من صباح السبت الماضي حتى لا يتمكن الجاني من اتخاذ تدابير تحول دون إلقاء القبض عليه سريعاً.
وفي جانب ذي صلة بسياق الجريمة، حلل الاستشاري النفسي الدكتور جمال الطويرقي شخصية القاتل الذي أشارت المصادر إلى أنه خمسيني من جنسية عربية، حيث قال الطويرقي: “من ملابسات القضية التي تم تداولها أن المجني عليه كان ضحية ثقته المفرطة في الجاني، الذي استغل هذه الثقة وكشر عن أنيابه ليستحوذ على المال بأي وسيلة كانت ولو وصل به الأمر إلى القتل” ، مبيناً بأن الجاني (م.ش) في علم النفس يتمتع بشخصية سيكوباثية، مضيفاً:” السيكوباثي شخص يتظاهر بالطيبة والإحسان ويدرس نفسية الهدف جيداً، ويتصنع شخصية ليست له حتى يصل لمبتغاه”.
واعتبر الطويرقي أن “السيكوباثيين” الذين تبلغ نسبتهم عالمياً واحد بين كل 100 ألف لديهم استعداد جيني للقتل، وبعضهم ترتفع لديه الدوافع عندما يكون معدماً ويشعر بنوع من الحقد الطبقي تجاه الأثرياء، رافضاً في الوقت نفسه حصر هذه الصفات في طبقة اجتماعية معينة، وقال: “هناك طبقة ثرية ممن يتصفون بهذه الصفة وحتى أضرب لك مثالا حيا خذ بشار الأسد الذي قتل ويقتل ويشرد الآلاف من أجل مبتغاه الذي يتمثل في البقاء رئيساً، وكذلك المخلوع علي عبدالله صالح، وجميعهما من طبقة غنية”.
وأوضح الطويرقي أنه في جرائم القتل على وجه التحديد لا يمكن أن يتخذ القاتل قرار القتل بشكل فوري أو يكون الأمر وليد اللحظة، فالقتلة والمجرمون في شبابهم وعنفوانهم نجد أنهم يقومون بالسطو المسلح والسرقة بشكل متهور، بينما لو كان القاتل خمسيني على سبيل المثال فإنه عادة ما يرتب جريمته بشكل منظم ويرسم لها سيناريوهات مسبقة بتروي وحذر، مكرراً إشادته بقوة رجال الأمن في السعودية الذين يجيدون التعامل مع مثل هذه الجرائم ويضربون الجناة بيد من حديد.
يذكر أن وسائل إعلامية أشارت إلى أن الجاني اتخذ من الرقية ذريعة قبل أن يخنق رجل الأعمال حتى الموت ومن ثم لاذ بالفرار. وأكدت شرطة مكة المكرمة أنها فور تلقي البلاغ شكلت 3 فرق عمل الأولى من كبار المحققين من شرطة المنطقة وشرطة محافظة جدة والفرقة الثانية من رجال التحريات والبحث الجنائي والفرقة الثالثة مكونة من رجال الأدلة الجنائية وعملت وفق سرعة عالية حتى لا يتمكن الجاني من الإفلات أو اتخاذ تدابير تحول من الوصول إليه في الوقت القياسي.
وبعد جمع الأدلة البحثية والمادية تم إلقاء القبض عليه قبل ظهر السبت (بعد ساعات معدودة من تلقي البلاغ). وانهار الجاني بعد إلقاء القبض عليه معترفاً بجرمه، ومن ثم سُلم ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص.
وكان الجاني حضر إلى منزل المجني عليه في تمام الساعة الـ6 صباحاً وفق موعد مسبق ومكث لديه 3 ساعات نفذ فيها جريمته ولاذ بالفرار بحقيبة يحمل فيها المبلغ الذي كان مكوناً من عدة عملات بحسب العربية نت.