كشف السفير السعودي في اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، للمرة الأولى عن أسرار غير معروفة عن الساعات الأولى التي أعقبت بدء عملية عاصفة الحزم العسكرية قبل عامين، وما تلاها من عملية إجلاء البعثات الدبلوماسية للسعودية والإمارات وقطر من مدينة عدن، في عملية غامضة ومحفوفة بالمخاطر.
وكان آل جابر يتحدث في لقاء متلفز مع قناة الجزيرة القطرية، في برنامج حواري يقدمه الإعلامي عثمان آي فرح، الذي كان أحد الأشخاص الذين غادروا عدن برفقة البعثات الدبلوماسية الثلاث بعد سيطرة الحوثيين على مساحات واسعة منها، وشاهد عن قرب السفير آل جابر يحمل سلاحه بيده ليلة مغادرة عدن.
قائد عملية الإجلاء
وقال السفير آل جابر في الحوار إنه كان قائد عملية الإجلاء، وتواصل مع البعثات الدبلوماسية الإماراتية والقطرية قبل أن يبدأ التحرك في طريق نحو ميناء عدن ليتضح أنه مغلق، فاختار طريقاً ثانياً تبين أنه مغلق أيضاً، ليتجه إلى طريق ضيق ثالث وصل من خلاله للميناء.
وأوضح آل جابر أنه كان يعرف عدن وشوارعها وتوزع القوى فيها، وتجنب خلال مسير سيارات البعثات الدبلوماسية التي كان أمامها، المرور في أماكن يحتمل تواجد قوات موالية للرئيس السابق صالح وجماعة االحوثي فيها.
قوات خاصة سعودية
وأضاف الدبلوماسي السعودي أن قوات خَاصَّة من جيش المملكة، ساعدت في إجلاء البعثات الدبلوماسية من عدن أثناء وصول الحوثيين إليها، بالتنسيق مع الملحق العسكري السعودي وزملائه في دولة الإمارات وقطر الذين كان لهم دور فعال.
وبين آل جابر أن القوات المسلحة السعودية كان لديها خطة معدة مُسْبَقَاً منذ أشهر، لإجلاء الدبلوماسيين في عدن في حالة حدوث ما يتطلب ذلك، بواسطة القوات الجوية والبحرية، وأن تأخرهم في الخروج من عدن كان هدفه حرص المملكة على الوصول لحل سياسي.
وتابع السفير أنه “كان لدينا سفينتان وكانتا قريبتين من عدن واحدة منها سفينة الدمام، وكان طاقمها قريبا جِدّاً منا، وكنا مستعدين لتنفيذ عملية عسكرية متكاملة في حال وقع علينا أي هجوم”، منوها إلى وجوده في صنعاء قبل سيطرة الحوثيين وحليفهم صالح عليها، وقال إنه التقى بممثلين عنهم، فيما تعددت لقاءاته بالرئيس السابق صالح، الذي أكد أنه انقلب على مراحل متقدمة من الحوار السياسي بين الفرقاء اليمنيين.
البناء والدمار
وأشار إلى أن مهمة السعودية في اليمن كانت البناء، بينما كانت مهمة إيران الدمار، لذلك نجحت عبر جماعة الحوثيين في تدمير اليمن، مبيناً أن الإيرانيين بدأوا بوضع قدمهم في اليمن منذ العام 1996 من خلال اتفاقات اقتصادية مع الرئيس صالح اتضح فيما بعد أنها تهدف لجمع معلومات عن اليمن وشعبها.
وكان مصير البعثات الدبلوماسية للسعودية والإمارات وقطر ليلة انطلاق عملية عاصفة الحزم العسكرية غير مطمئن بعد سيطرة الحوثيين وقوات صالح على أحياء عدة من عدن بشكل مفاجئ، قبل أن يتحدث السفير ليلتها مع وسائل الإعلام العالمية من على متن سفينة حربية سعودية ويؤكد سلامة جميع أفراد البعثات الدبلوماسية ووصولهم للمياه السعودية بعد خداع بضع سفن إيرانية في البحر.