أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

السعودية.. أول ردّ فعل من الوزراء على إقالة خالد العرج وإحالته للتحقيق

في تفاعل سريع مع الأمر الملكي بإعفاء وزير الخدمة المدنية خالد العرج من منصبه وإحالته للتحقيق، ألغى وزراء الحكومة السعودية متابعاتهم لحساب الوزير المقال على تويتر، في أول ردة فعل على الخطوة غير المسبوقة في تاريخ المملكة.

 

ولحق عدد كبير آخر من المسؤولين الحكوميين والإعلاميين والنخب في السعودية بالوزراء في إلغاء متابعة حساب الوزير السابق خالد العرج.

 

وفي عهد “سلمان الحزم” التي يلقب بها السعوديون الملك سلمان أصبح العرج أول وزير في تاريخ السعودية يعزل من منصبه ويحال للتحقيق في خطوة لاقت إشادة واسعة من السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ومنذ تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، أصبح السعوديون أكثر جرأة في طرح مطالبهم وانتقاد الوزراء بشكل غير معهود سابقا بالمملكة.

 

وبلهجة جريئة مماثلة، تناولت كبريات صحف المملكة، وأشهر كتّابها، قضية الوزير العرج التي تصدرت في حينها تدوينات نخب المملكة السياسية والاقتصادية والثقافية ومشاهير وفنانين ورجال دين ونجوم مجتمع.

 

تهجم وتشهير

 

وشهدت الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي تهجمًا مكثفًا على العرج ما أثار حفيظة مثقفين سعوديين.

 

ويُعد التهجم على الوزير المُقال من الأمور غير المعتادة في المملكة، إذ لم يعتد السعوديون التهجم على مسؤول باسمه الصريح، وفي حوادث سابقة، كان التكتم الإعلامي يلف قضايا تطال مسؤولين بمناصب أدنى، وكثيرًا ما تمتنع الصحف المحلية عن ذكر أسمائهم.

 

ومن شأن قضية العرج أن تغير النظرة التقليدية للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بعد أن طالتها الانتقادات خلال أعوام من إنشائها، بسبب قراراتها غير الملزمة.

 

وخلال الشهور الأخيرة، تصاعدت مطالب مواطنين بضرورة التحقيق مع العرج، اعتراضًا على تعيين نجله براتب عال يتجاوز 21 ألف ريال، في إحدى الوزارات.

 

ورغم حالة الرضا حول القرارات الملكية الأخيرة، يبدو أن التهجم غير المسبوق على العرج أثار حفيظة مثقفين وحقوقيين سعوديين، ممن اعترضوا على الشتائم والانتقادات اللاذعة ضد مسؤول رفيع في الحكومة، ما اعتبروه مؤشرًا خطيرًا.

 

وأكد المحامي السعودي الشهير، عبد الرحمن اللاحم، في تغريدة على صفحته في تويتر على أن “التنمر و البذاءة اللي في منشن معالي وزير التعليم، من قبل مراهقين؛ مؤشر خطير على انحدار أخلاقي لازم المؤسسات التعليمية والتربوية تنتبه له”. معتبرًا أن التهجم “ردة فعل لقلة الأدب وانعدام التربية”.

 

بدورها؛ أشارت الإعلامية والأستاذة الجامعية السعودية، د. ناهد باشطح‏ إلى أن التهجم على العرج لم يكن من قبل “المراهقين فقط، للأسف حتى الناضجين تجدهم كذاك إذا خالفت رأيهم في وزير.. الديمقراطية في التعبير عن الرأي لا تعني أن تمس الآخرين بأي ضرر”.

 

وقال الأستاذ الجامعي السعودي، د. إبراهيم الخطيب، إنه “هناك بذاءة هذا أمر صحيح، لكن لا أعتقد أن هناك تنمر؛ خاصة أن مستوى الوزير -حفظه الله- أعلى من مستوى هؤلاء المراهقين وأرفع شأنًا منهم”.

 

وأضافت، د. جمانة، الأخصائية في طب الأعصاب: “والله هذا الزمن فيه انحدار أخلاقي خطير؛ كل الطبقات وخصوصًا المراهقين وتطاولهم على الكل، حتى علينا في العيادات ولا يوجد رادع ولا قانون يحمي”.

 

في حين أكدت الأخصائية بعلم النفس، د. وردة اﻷحمدي‏، على أن تعليقات المواطنين في قضية العرج “ردة فعل طبيعية للأسف، لشعب لم يتعلم أدب الحوار والنقاش واحترام وجهة نظر الآخرين”.

 

واصطدمت انتقادات مثقفين لحالة التهجم على العرج، بآراء متشنجة من قبل الكثير من المدونين ممن طالبوا بحرية التعبير وتقبل الآراء؛ وعلقت مغردة تدعى، منال، إن ردة فعل المواطنين على قضية العرج “طبيعية لشخص متعالٍ”، في إشارة إلى حالة امتعاض شعبية على تصريحات سابقة للعرج تسببت بغضب مواطنين بعد قوله إن “إنتاجية الموظف السعودي لا تتعدى ساعة في اليوم”.

 

كما استغرب مغرد يدعى، عزيز، دفاع مثقفين عن العرج؛ متسائلًا: “أليست جزءًا من الديموقراطية. وهل تعتقدون بأن هذا الموضوع تغير عن ماضٍ من الزمان! حيث أنه الآن يستطيع الشخص أن يكتب رأيه. في الأول كانت رهبة.. الديمقراطية صوت الشعب.. ومن خلالها أصبح الصوت يصل إلى ولاة الأمر”.

Total time: 0.0465