أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اللجنة أنزلت القوات العسكرية من جبل جرة وقريباً من قلعة القاهرة: تهدئة قلقة في تعز وبن عمر يصل إلى المدينة غدًا

اللجنة أنزلت القوات العسكرية من جبل جرة وقريباً من قلعة القاهرة
- غمدان اليوسفي

تعز اليمنية، تأخذ الآن استراحة من القتل والدمار بفعل التهدئة المقلقة بين قوات الحرس الجمهوري والقوى العسكرية المساندة لنظام الرئيس الفخري للبلاد حالياً علي عبد الله صالح من جهة والمسلحين المساندين لشباب الثورة من جهة أخرى.

وخلال اليومين الماضيين تمكنت لجنة التهدئة المكونة من الطرفين، وبإشراف من 6 عسكريين تم تكليفهم من نائب الرئيس عبده ربه منصور، وذلك مناصفة بين الجيش المساند للثورة والجيش المساند لصالح.

يوم أمس تمكنت "إيلاف" من الدخول إلى كواليس الانسحاب ورافقت اللجنة التي تقوم بتطبيق انسحاب المسلحين والقوى العسكرية، حيث تم الانسحاب من "جبل جرة" الذي كانت تسيطر عليه قوات الحرس الجمهوري، وكذلك من عدة مواقع أخرى بينها مدارس وموقع مستشفى الثورة.

اليوم الجمعة تأخذ اللجنة استراحة ليتم غدا إنزال القوى العسكرية من موقع قلعة القاهرة وهو أهم المواقع التي تسيطر عليها القوى العسكرية التابعة لصالح ومنه كانت الدبابات تقصف المدينة، إضافة إلى سحب المسلحين المساندين لشباب الثورة من موقع المنتزه والمسبح، وعدد آخر من المدارس.

ويسود عمليات الانسحاب جو من القلق خصوصا من قبل شباب الثورة حيث تم التنصل من هذه التهدئة عدة مرات من قبل الحرس الجمهوري والأمن المركزي.

من نكث فعلى نفسه

وتحدثت "إيلاف" مع أحد أعضاء لجنة التهدئة وهو النائب البرلماني عبدالكريم شيبان، والذي أشار إلى أن "أنصار الثورة يشعرون أنهم قد خدعوا أكثر من مرة ويشعرون أن انسحاب القوات العسكرية والأمنية قد تم مرات ومرات في تهدئات سابقة منذ يونيو الماضي، تنسحب الدبابات إلى القصر الجمهوري وتعود ثانية إلى تلك التلال والمرتفعات لتقصف المدينة، وقد حصل أن سلم شباب الثورة مواقع هامة من باب أنهم سلميين وليس لنا علاقة بالحرب وتفاجأوا أن تسيطر عليها الدبابات".

وقال شيبان إن "الناس بتعز يحبون السلم ولا يمكن أن يتحقق ذلك في ظل وجود هذه القيادة العسكرية والأمنية، وأقول أيضا إننا لن نشعر بالأمان إلا إذا سحبت الدبابات إلى معسكراتها وليس كما يحصل حاليا، من إدخالها إلى القصر الجمهوري وهو ليس معسكرا أساسا وفيه الآن عشرات الدبابات، وهناك أيضا مواقع عسكرية أخرى في ميدان الشهداء ونادي الضباط، ومؤسسة المياه، وتم استئجار حوانيت ومنازل على الشوارع، عندما ترفع كل هذه المظاهر سأشعر أن هناك فعلا جدية لكن إلى الآن لازالت هذه المواقع كما هي عليه".

وتحدث شيبان عن خطر التعبئة العسكرية قائلا: "هناك تعبئة خاطئة ومرعبة للجنود، سألت جنديا اليوم في المجمع القضائي بجبل جرة عن سلاح 14.7 وقال هذا ما يضرب  إلا على لحم، قلت له هؤلاء إخوانك بشر مثلك مسلمين ووو، قال "هؤلاء يهود".. وهؤلاء يتم انتقاؤهم بعناية ولديهم عدوانية شديدة".

لا ضمانات

وحول ضمانات تنفيذ هذه التهدئة، قال شيبان لا توجد حاليا أية ضمانات على هذه الانسحابات ولا يوجد شيئاً وحتى المبادرة الخليجية لم تصل تعز وهذه القيادات لازالت تتلقى أوامرها من بقايا النظام، مع ذلك نحن نقوم بهذا العمل من باب حسن النوايا ونحن نحسن الظن والنية حاليا ونتمنى أن يفعل الطرف الآخر مثلنا.

وتابع: "مع ذلك الناس لم يعودوا يخافون ولولا الخيرين من الناس لكان الناس سايرين ومنطلقين بصورة لا أحد يتصورها، ولكن حرصا على الدماء اللجنة تهدئ الناس ومن ثم تكون هي الملامة".
وأشار إلى أن "تعز أصبحت أمام المنظار العالمي خصوصا بعد قتل النساء والأطفال، وهذه الأعمال العنيفة أصبحت تثير على بقايا النظام رأي عام محلي وإقليمي ودولي وتسبب لهم أضرار أكبر ويمكن أن يقوموا باستخدام بدائل أخرى طالما والمدد مستمر من صنعاء".

ونوه إلى أن توجيهات صدرت حاليا للجنود بأن لا يخرجوا بالزي العسكري وأن يلبسوا لباسا مدنيا وهؤلاء الذين يحملون السلاح في الشارع هم عسكريين بلباس مدني إضافة إلى قيامهم في عدد من المواقع باستخدام ملابس الأمن المركزي وهم أساسا تابعين للحرس الجمهوري، وحتى عندما طرحوا أفراد شرطة عسكرية كانوا لابسين ملابس جيش في الأسفل وفي الأعلى ملابس شرطة موردا أن أحد الجنود برر ذلك بأنه "من أجل البرد فقط".

حسن نوايا

ويضيف البرلماني عبدالكريم شيبان إن "الناس يتعاملون بحسن نية لكن من نكث فإنما ينكث على نفسه، مع هذا نحاول القول إنشاء الله يكونوا صادقين لأنه في النهاية الطرفين يمنيين وحرام أن يسيل هذا الدم".

وبرر وجود المسلحين المساندين للثورة ببعض التفاصيل مشيرا إلى أنه "بعد مضي وقت قصير من انطلاق الثورة الشبابية تم انتقاء قيادة عسكرية وأمنية لمدينة تعز خالية من قلوبها الرحمة ومليئة بالحقد والغل والقسوة وكان الهدف الرئيسي من انتقاء هذه القيادة هي القضاء على الثورة السلمية بتعز.

وأضاف إنه "في كل المحافظات تجد أن المسيرات تذهب أين ما يشاء الشباب فيها باستثناء صنعاء كونها العاصمة، إلا في تعز لا يوجد لها سوى خط واحد هو شارع جمال وقبل اقتحام ساحة الحرية كانت الأمور هادئة وسلمية بمعنى الكلمة، وكانت المسيرات طبيعية حتى أتت القيادة الأمنية الجديدة، ومن أول ما وصلت هذه القيادات بدأت تسيل الدماء في تعز وكان الهدف الأول لهذه القيادة القضاء على الساحة مع المسيرات والاعتصامات بشكل كامل.

وأشار إلى أنه وبعد إحراق الساحة "انتقلت صلاة الجمعة التالية في ساحة أسميت ساحة النصر، ففوجئنا بكم هائل من المعدات العسكرية من دبابات ومدرعات ومصفحات وقصفنا بكل أنواع الأسلحة وسقط شهداء، كل ذلك كي لا نقيم الاعتصام، وفي تلك اللحظات شعر الناس بالغيرة على كرامتهم وعلى أنفسهم مما اضطرهم للبدء بحماية أنفسهم من هذا العبث بأرواحهم، وبعدها جاءت قيادة عسكرية أكثر قساوة لتقوم بالسيطرة على كل الهضاب والمرتفعات المطلة على المدينة، وبدأت بالضرب العشوائي على المساكن والساحة والناس بكل أنواع الأسلحة، وشعرت القبائل والمناطق المجاورة بضرورة حماية المدينة والناس حتى لا يصبح الأمر عبثي أكثر من اللازم وذلك بعد أن ظهرت نبرة سخرية مفادها إنه القتيل "ليس سوى من تعز".

المصدر : ايلاف

Total time: 0.0311