أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

قراءة المشهد اليمني

- بقلم /احمد البحيري
مقاومة سلمت زمامها لحكومة شرعية احسن ما يمكن ان توصف به انها غير مسؤولة فاصبحت (المقاومة ) محكوم بالدرجة الاولى بالرغبات السياسية لقادتها ولمكونات الحكومة الشرعية المتناقضة الامر الذي ادى الى خلق حالة من الانقسام في صفوف المقاومة وعزز التنافر والتاكل بين فصائلها والتي وصلت احيانا إلى حد الاقتتال .
حكومة شرعية لا تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة للتحرير مهمتها الوحيدة اخضاع فصائل المقاومة لرغبات التحالف العربي اللا متجانس والتحكم بمسار المعركة وفقا لقواعد(الدفع) لا (الدفاع )هذا التماهي اللا مسؤول في ظل ارتفاع شهية الاسترزاق لدى بعض أعضاء و مكونات الحكومة... حول الحكومة الشرعية إلى "كانتونات" عائلية للاسترزاق لا ترى الدولة أكثر من "ميراث" يجب ان يخضع للتقاسم و المحاصصة و لا تفهم "الدعم " المقدم من التحالف أكثر من مصروف جيب وفي احسن الاحوال مصاريف جعالة للأبناء !!.

تحالف عربي غير متجانس جمعته مخاوفه من التمدد الإيراني فخاض معركته دون رؤية موحدة لما بعد التحرير ودون تقدير لحساسية المشهد اليمني و سياسة المجتمع الدولي ما جعله ( التحالف) -وان بقصد من بعض أطرافه - يغرق في معمعة المشهد اليمني المتناقض فطال امد الحرب وطفحت تداعياتها ما جعل المجتمع الدولي يشرعن ضغوطه على التحالف و ويتشبث في عرقلة الحسم العسكري.
مجتمع دولي معترف بشرعية هادي وشرعية التدخل العسكري للتحالف؛ لكنه يعرف الشرعية الحاكمة بانها شرعية سياسية توافقية لا يمكن الوصول إليها بغير الحوار .. فتأيده للتدخل العسكري محكوم بتحالفاته وبتعهداته بحماية اصدقاءه في الخليج وحماية النفط إضافة إلى اعتبار مسؤوليته الدولية في حماية السلم والأمن الدوليين ..وضغوطه لايقاف الحرب وعرقلة الحسم العسكري تعتمد بالاساس على ضمان عدم تحول السعودية الى دولة قوية ورائدة في المنطقة اضافة الى استنزاف النفط الخليجي والسعودي بالتحديد مقابل حمايتها من عدو ايراني يتربع على خاصرتهاالشمالية(الحوثي).

فالمجتمع الدولي الذي يعتبر الحوثيين وصالح انقلابين ويخضعهم للقرار 2216 هو نفسه الذي يعمل بقوة للإبقاء على الحوثيين وصالح كطرف فاعل في العملية السياسية القادمة ..بمعنى ان المجتمع الدولي يرى ان التدخل العسكري للتحالف مشروع مالم يفضي الى حسم عسكري وأن الشرعية المطلوبة شرعية توافقية تدمج بين مشروع الشرعية ومشروع الانقلاب وهذه هي ام الكوارث .

Total time: 0.0483